تراجعت أسهم بعض أكبر شركات السياحة والتجزئة في اليابان بعدما حذّرت بكين مواطنيها من السفر إلى البلاد والدراسة فيها، وسط خلاف دبلوماسي متصاعد بين البلدين.
هبطت أسهم عملاقة مستحضرات التجميل شيسيدو 9%، بينما خسر مشغّل متاجر إيسيتان ميتسوكوشي هولدينجز أكثر من 11%، وهو أكبر انخفاض لهما منذ أبريل، وتُعد الشركتان من الأكثر شعبية لدى السياح الصينيين. كما كانت أوريينتال لاند، الشركة الأم لديزني طوكيو، من بين أكبر المتراجعين في مؤشر نيكاي 225.
جاءت هذه الانخفاضات عقب تحذير بكين للطلاب الذين يخططون للدراسة في اليابان من وجود مخاطر متزايدة على المواطنين الصينيين هناك، وهو توجيه صدر بعد تصريح رئيسة وزراء اليابان ساناي تاكايتشي بأن استخدام القوة العسكرية في أي صراع بشأن تايوان قد يُعتبر "وضعاً يهدد البقاء".
يهدد التحذير الصيني زخم السياحة في اليابان، أحد الجوانب الإيجابية القليلة في اقتصاد متقلّص، حيث كان السياح الصينيون الأعلى إنفاقًا بين جميع الزوار الأجانب في الربع الماضي، حيث شكّلوا 27% من إجمالي إنفاق السياح البالغ 13.6 مليار دولار، وفقًا لوكالة السياحة اليابانية.
وتهدف اليابان إلى الاستفادة من هذا الزخم، مستهدفة 60 مليون زائر سنويًا بحلول 2030، ويمكن أن ينخفض الدخل الشهري من السياحة بنحو 1.3 مليار دولار في حال تراجع أعداد الزوار الصينيين إلى الصفر، بحسب يوجيرو جوتو، رئيس إستراتيجية العملات في نومورا سيكيورتيز، محذرًا من أن هذا قد يؤخر قرارات رفع أسعار الفائدة من بنك اليابان.
قالت كاثرين ليم، كبيرة محللي بلومبرغ إنتليجنس، "إن التطورات تهدد توقعات نمو مبيعات التجزئة المدفوعة بالسياحة"، كما أشارت إلى أن "ارتفاع مخاطر" مقاطعة السلع اليابانية داخل الصين قد يضر بمبيعات يونيكلو التابعة لفاست ريتيلنج، وأسِكس، وموجي.
شهدت بعض العلامات التجارية اليابانية الكبرى كشيسيدو فاست ريتيلنج، بالفعل تراجعًا في إيرادات أعمالها في الصين بسبب ضعف الاقتصاد الصيني.
دروس من الماضي
أثرت التوترات السياسية مع الصين على اقتصادات جيرانها. قبل نحو عقد، ردّت بكين على قرار كوريا الجنوبية استضافة نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد" بإغلاق بعض متاجر "لوت مارت" وحظر الرحلات السياحية الجماعية إلى البلاد، فانخفض عدد السياح الصينيين بشكل حاد، كما انهارت مبيعات شركات السيارات الكورية في الصين.
وفي 2012، خلال نزاع حول جزر في بحر الصين الشرقي تُعرف باسم سينكاكو في اليابان ودياويو في الصين، انخفض عدد الزوار الصينيين لليابان بأكثر من النصف خلال أربعة أشهر، بحسب تاكايوكي ميياجيما، كبير الاقتصاديين في "سوني فاينانشال جروب".
وكانت شركات التجزئة التي تحظى بشعبية لدى السياح من بين أكبر الخاسرين في سوق الأسهم يوم الاثنين.
مع ذلك، قد يواصل المستهلكون الصينيون شراء المنتجات اليابانية عبر القنوات الإلكترونية رغم التوترات، وفقًا لـ هيساي كاواموتو، محللة في "جيفريز اليابان".
أضافت، "مخاوف المستثمرين بشأن تحذير السفر قد تكون مبالغًا فيها، نحن بحاجة إلى تقييم تأثيره في المبيعات المحلية سواء عبر المتاجر أو الإنترنت".
كتب محلل بلومبرغ إنتليجنس إريك زو في مذكرة "يبدو أن تأثير التحذير الصيني في حركة الطيران بين الصين واليابان محدود في الوقت الحالي، لكن المخاطر تتعلق بأي تصعيد إضافي".


