واصلت السعودية ترسيخ مكانتها كإحدى أكثر أسواق العالم نشاطا في التسوق الرقمي، يقوده جيل شاب متصل رقميا، وأسواق إلكترونية تتوسع بوتيرة سريعة في قطاعات الأزياء والإلكترونيات والمنتجات الاستهلاكية.
بحسب وحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية" استندت إلى بيانات Visa Acceptance Solutions وPYMNTS Intelligence، فإن المستهلكين في السعودية يتصفحون 2.3 مرة يوميا عبر التفاعل الشرائي أو التصفح عبر المنصات الإلكترونية.
ويعد هذا الرقم الأعلى بين الدول المشمولة في الدراسة التي غطت أكثر من 8 أسواق في العالم، من بينها الإمارات في المرتبة الثانية بمعدل 2.2 مرة، ثم البرازيل بـ2.1 مرة، ثم المكسيك بـ1.9 مرة، وسنغافورة بـ1.6 مرة، ثم أمريكا بـ1.5 مرة، ثم كلٌّ من: إستراليا وبريطانيا بـ1.4 مرة كل على حدة لكل مستهلك يوميا.
وبحسب بيانات البنك المركزي السعودي، سجلت مبيعات التجارة الإلكترونية عبر بطاقات مدى في السعودية 29 مليار ريال خلال أغسطس الماضي بارتفاع 67% على أساس سنوي، وخلال الربع الثاني بلغت 76.4 مليار ريال كأعلى مستوى ربعي على الإطلاق.
أصبحت الهواتف المحمولة الواجهة الرئيسية للتسوق عالميا، حيث استخدم 48% من المتسوقين في العالم أجهزتهم الذكية في آخر عملية شراء، سواء عبر الإنترنت أو داخل المتجر من خلال التطبيقات أو حلول الدفع الرقمية.
وتتجاوز السعودية النسب العالمية بوضوح، إذ سجل 66% من المستهلكين السعوديين اعتمادهم على الهاتف المحمول في آخر عملية شراء، ما يبرز التحول السريع نحو التسوق عبر التطبيقات وتكامل التجارب بين المتاجر الإلكترونية والفعلية.
وأشار التقرير إلى أن 32% من المستهلكين يتصفحون مواقع المتاجر يوميا أو شبه يومي، بينما يميل الآباء والعائلات السعودية إلى نشاط رقمي أعلى من المتوسط العالمي، نتيجة زيادة الطلب على المنتجات الاستهلاكية، والتعليمية، والترفيهية عبر الإنترنت.
ويرى مراقبون أن هذا النمو يبرز نضج البنية الرقمية في السوق السعودية وتوسع منظومة المدفوعات الإلكترونية، إلى جانب المبادرات الحكومية التي عززت التجارة الإلكترونية ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث تجاوزت نسبة انتشار الإنترنت 98%، وارتفع عدد المتاجر الإلكترونية المسجلة في منصة “معروف” إلى أكثر من 200 ألف متجر.
ويشير التقرير إلى أن الأسواق المتقدمة رقميا مثل: السعودية والإمارات، تقود التوجه العالمي في الدمج بين التسوق الرقمي والتقليدي، مع اعتماد متزايد على تجارب التسوق “الهجينة” التي تسمح للمستهلك بالشراء عبر الهاتف واستلام المنتج من المتجر أو العكس، ما يمنح تجربة أكثر مرونة وسرعة.
منهجية الدراسة
مفهوم "الأيام الرقمية للتسوق" يقوم على تتبع مدى تكرار تفاعل المستهلكين مع أنشطة التسوق عبر القنوات الإلكترونية، سواء كان ذلك عبر التصفح، أو الشراء، أو حتى دعم تجربة التسوق داخل المتجر باستخدام الهاتف المحمول وحساب الأيام الرقمية وتقسيمها على 30 يوما.
وبحسب التقرير، استندت المنهجية إلى 4 فئات رئيسية من الأنشطة الرقمية، تبدأ من: التصفح دون إتمام الشراء، مرورا بـ الشراء الإلكتروني الكامل عبر الإنترنت، والعمليات التي تبدأ إلكترونيا وتنتهي بالاستلام داخل المتجر، وصولا إلى استخدام الهاتف المحمول لتعزيز تجربة التسوق داخل المتجر.
هذه الأنشطة جرى تحليلها عبر عدة مؤشرات تقيس تكرار الممارسة اليومية أو الأسبوعية، بهدف رسم صورة أوضح عن عمق التحول نحو السلوك الشرائي الرقمي، ومدى اعتماد المستهلكين على القنوات الإلكترونية في حياتهم اليومية.
وحدة التحليل المالي