بعد أن كانوا أبرز المستفيدين من ازدهار سوق السيارات في البلاد، يواجه وكلاء السيارات الصينيون في الوقت الراهن مستقبلا قاتما، في ظل حرب أسعار ضارية وإقبال متزايد من المصنعين والمشترين معا على منصات التجارة الإلكترونية، بحسب ما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

بينما انخفضت مبيعات 14 شركة بارزة في القطاع بنسبة 10% في النصف الأول من العام الجاري، بعد تراجع سنوي بلغ 18% العام الماضي، بحسب بيانات جمعية سيارات الركاب الصينية، كشف تسوي دونجشو، الأمين العام لاتحاد الصناعة المدعوم من الحكومة، عن أن معظم الوكلاء لم يتمكنوا من تحقيق تدفقات نقدية إيجابية نتيجة لتكبدهم خسائر كبيرة.

تتماشى نتائج جمعية سيارات الركاب الصينيةمع توقعات متشائممة كانت جمعية وكلاء السيارات الصينيةقد أطلقتها نهاية العام الماضي، حيث أوضحت في تقرير أن عديدا من أعضائها قد يتحولون  من شركات رابحة إلى فاشلة خلال عامين.

من جانبه، دونجشو: "نقترح على السلطات المعنية حث البنوك على تقديم الدعم المالي للعاملين في قطاع توزيع السيارات. يمكن لشركات الخدمات المالية أن تؤدي دورا في استقرار سوق السيارات من خلال التعاون مع الوكلاء".

تضم الصين نحو 30 ألف وكيل سيارات، يعملون كذلك في خدمات ما بعد البيع وتوريد قطع الغيار، وأيضا الوساطة في مبيعات تأمين السيارات.

كان عدد الوكلاء قد سجلوا زيادة ملحوظة بداية من عام 2009، عندما تفوقت الصين على الولايات المتحدة كأكبر سوق للسيارات في العالم.

لكن أحوال هؤلاء الوكلاء بدأت تتدهور 2018، مع توجه مزيد من مصنعي السيارات الكهربائية إلى منصات التجارة الإلكترونية لبيع سياراتهم.

بحسب بيانات جمعية سيارات الركاب الصينية، فقد بلغ معدل تبني السيارات الكهربائية في البر الرئيسي 50.2% في النصف الأول من العام الجاري.

خلال العامين الماضيين، فاقمت حرب التخفيضات بين المصنعين توقعات ضعف في أرباح الوكلاء، ما أجبر أكثر من 10% منهم على الإغلاق، وفقا لتقرير جمعية وكلاء السيارات.

يضطر الوكلاء في البر الرئيسي عادة إلى دفع الأسعار الأساسية للمصنعين لبناء مخزونهم. لذلك، قد تجبرهم التخفيضات على بيع السيارات للمستهلكين بأسعار أقل من التكلفة.

بلغ متوسط التخفيض على السيارات الكهربائية والبنزين في البر الرئيسي في الصين مستوى قياسيا عند 17.4% خلال يونيو، بحسب بيانات من "جيه بي مورجان"، شملت 40 علامة تجارية صينية وأجنبية وألف طراز بما في ذلك السيارات المستوردة

نيك لاي، رئيس أبحاث السيارات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في جيه بي مورجان: توقع أن تشهد وكالات بيع السيارات تغييرا هيكليا كبيرا.

وقال: "هذا لأن طلب السوق لم يعد يدعم نموذج أعمالهم (...) يواجه عديد من وكلاء السيارات وضعا صعبا، ومن غير المرجح أن يشهدوا تحولا في المستقبل".

بحسب جمعية سيارات الركاب الصينية، فقد انخفض متوسط ​​هامش الربح الصافي لوكلاء السيارات في البر الرئيسي إلى -2% هذا العام، مقارنة مع 2% عام 2019. كذلك، فقد سجل أكبر 14 وكيلا، خسارة صافية مجمعة قدرها 3.6 مليار يوان (5.06 مليار دولار أمريكي) في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري.

كانت الخسارة الإجمالية للعام الماضي 100 مليون يوان، وفقا لبيانات الجمعية.

تساو هوي، الذي يعمل مديرا لدى شركة "Wantu Auto Service" في شنغهاي، قال: "لا تستطيع معظم الشركات الصغيرة الصمود حتى بعد خفض تكاليف العمالة والإيجار"، متوقعا أن تزداد الأمور سوءا خلال العام أو العامين المقبلين.

شركة "China Grand Automotive Service"، وهي ثاني أكبر وكيل للسيارات في البلاد، حيث تضم أكثر من 730 منفذ بيع، كانت قد شُطبت من بورصة شنغهاي في أغسطس بعدما هبطت أسهمها تحت القيمة الاسمية لمدة 20 يوما متتاليا.

وكانت "Pang Da Automobile Trade" أولى شركات القطاع التي انهارت في يونيو 2023.

في وقت سابق من هذا العام، تدخلت بكين للإشراف على السوق، وسط مخاوف من أن تؤدي حدة المنافسة السعرية المتصاعدة إلى تقويض نمو قطاع السيارات، الذي يعد أحد أبرز نقاط قوة الاقتصاد الصيني.