هبطت أسعار النفط العالمية عند التسوية اليوم الخميس، بأكثر من 1.6% متأثرة بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، في خطوة وصفت بأنها المرحلة الأولى من مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإنهاء الحرب الدائرة في القطاع.
وسجّلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضا بمقدار 1.03 دولار، أي بنسبة 1.6%، ليغلق عند 65.22 دولار للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 1.04 دولار، ما يعادل 1.7%، ليستقر عند 61.51 دولار للبرميل.
ويقضي الاتفاق بوقف شامل للقتال وانسحابٍ جزئي للقوات الإسرائيلية من غزة، مقابل إفراج حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم منذ اندلاع الحرب، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مئات السجناء الفلسطينيين لديها، في خطوة وصفت بأنها بداية مسار سياسي جديد للمنطقة.
وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في شركة BOK Financial: "إن العقود الآجلة للنفط تمر بمرحلة تصحيحية بعد أن بدا أن الصراع بين إسرائيل وحماس يقترب من نهايته"، مشيرا إلى أن تراجع المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط انعكس فورا على حركة الأسعار في الأسواق العالمية.
من جانبه، وصف كلاوديو جاليمبرتي، كبير الاقتصاديين في شركة Rystad Energy، الاتفاق بأنه "إنجاز كبير في تاريخ الشرق الأوسط الحديث"، مؤكدا أن تأثيراته المحتملة في أسواق الطاقة ستكون واسعة، بدءا من تراجع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وصولا إلى زيادة احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران، وهو ما قد يغير توازن العرض والطلب في المدى المتوسط.
ويأتي هذا التراجع في الأسعار بعد أيام قليلة من اجتماع تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، والذي أقرّ زيادة طفيفة في الإنتاج خلال نوفمبر المقبل، جاءت أقل من توقعات الأسواق، ما أسهم حينها في تهدئة المخاوف من فائض المعروض العالمي.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت أمس الأربعاء نحو 1% لتصل إلى أعلى مستوياتها في أسبوع، مدفوعة بتقديرات المستثمرين بأن عدم إحراز تقدم في مفاوضات السلام بأوكرانيا يعني استمرار العقوبات المفروضة على روسيا لفترة أطول، قبل أن يعيد اتفاق غزة رسم المشهد الجيوسياسي في الأسواق خلال اليوم التالي.