تعمل الصين على توسيع قدراتها لإنتاج الهيدروجين الأخضر بعدما أكدت بكين استمرار دعمها لقطاع يعاني من تحديات، بالرغم من دوره الأساسي في خفض انبعاثات الصناعات الثقيلة.
حصلت وحدة تابعة لشركة "تشاينا كول إنرجي" (China Coal Energy) على موافقة الجهة التنظيمية في منغوليا الداخلية لبناء مشروع بقيمة 5.2 مليار يوان (730 مليون دولار) سيُنتج نحو 90 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً، بحسب وسائل إعلام محلية.
في الشهر الماضي، بدأ مسؤولون في إقليم خبي أعمال إنشاء خط أنابيب يمتد لمسافة ألف كيلومتر، بتكلفة 13.5 مليار يوان، لنقل أكثر من 1.5 مليون طن من الوقود سنوياً من مركز الطاقة النظيفة في تشانغجياكو إلى مدينة تانغشان المنتجة للصلب.
اهتمام الصين بتقنيات الهيدروجين
تحدث هذه التطورات في حين يتصاعد الاهتمام الصيني بالتقنية التي تستخدم كهرباء من مصادر متجددة لإنتاج الهيدروجين من المياه. ويُنظر إلى نجاح هذا القطاع باعتباره أمراً حاسماً في تقليل الانبعاثات في صناعات مثل الصلب والكيماويات.
لكن القطاع واجه صعوبة في ترسيخ حضوره عالمياً بسبب الارتفاع الكبير في التكاليف، ما دفع شركات طاقة كبرى مثل "بي بي" إلى الانسحاب من مشاريع تُقدّر بمليارات الدولارات في أستراليا وغيرها.
ومع ذلك، استمرت الحكومة الصينية في دعم هذا القطاع. وقد دعمت الحكومة هذه التقنية بعدة مشاريع تجريبية خلال العام الحالي، وفتحت الشهر الماضي المجال أمام القطاع للاستفادة من اعتمادات الكربون لتسهيل التمويل.
الهيدروجين ضمن خطة الصين 2030
كما حددت بكين الطاقة الهيدروجينية كأحد القطاعات التي تعتزم دعمها في خطتها الخمسية المقبلة للفترة بين 2026 و2030.
استجابت شركات الطاقة الصينية بإطلاق أكثر من 500 مشروع للهيدروجين خلال عام 2025، بإجمالي استثمارات قدرها 221 مليار يوان، مستفيدة من نحو 18 غيغاواط من الطاقة، وفقاً لتقرير نشرته هذا الشهر مجلة "تشينغننهوي" المتخصصة.
فجوة بين استثمار وطلب الهيدروجين
ومع ذلك، لا يزال الطلب أقل بكثير من وتيرة الاستثمارات المتزايدة. فمن بين 44 ألف طن من قدرات إنتاج الهيدروجين التي دخلت الخدمة العام الماضي، لم يرتفع الإنتاج سوى بمقدار 11 ألف طن، مما يشير إلى أن العديد من المشاريع تعمل بأقل من طاقتها الكاملة، بحسب "بلومبرغ إن إي إف".
مع ذلك، تتوقع "بلومبرغ إن إي إف" أن تصل قدرة إنتاج الهيدروجين الأخضر في الصين إلى 1.2 مليون طن بحلول 2030، ارتفاعاً من 125 ألف طن في نهاية 2024، بدعم من الطلب على الوقود الأخضر والطاقة في صناعات تكرير النفط وتحويل الفحم إلى كيماويات.

