عززت السعودية حضورها المتزايد في سوق الفوسفات العالمية، بعدما رسخت مكانتها كأحد أبرز المنتجين والمصدرين للأسمدة الفوسفاتية، بحصة سوقية مؤثرة راوحت بين 15 و30% في أسواق رئيسية تشمل الهند والبرازيل وأمريكا، وفق ما ذكره لـ "الاقتصادية" المهندس خالد المديفر نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين.
المديفر أوضح، أن صناعة الفوسفات في السعودية رسخت مكانتها كقوة إنتاجية عالمية ومصدر رئيسي للأسمدة، لتصبح موردا أساسيا تعتمد عليه دول كبرى مثل الهند والبرازيل في تلبية احتياجاتها الزراعية وتعزيز أمنها الغذائي.
تقدر فرص الاستثمار في هذه الصناعة نحو 4.7 تريليون ريال، إذ شكلت 3 مشاريع إستراتيجية كبرى شكلت دعامة رئيسية لتنافسية هذا القطاع وأسهمت في تحقيق قفزات نوعية غير مسبوقة.
بين أن نجاح صناعة الفوسفات في السعودية يمثل نموذجا للتحول الصناعي والتعديني الذي تشهده البلاد ضمن مستهدفات رؤية 2030، إذ تسهم المشاريع الجديدة في تعزيز مكانتها ضمن سلاسل الإمداد العالمية وتنويع القاعدة الاقتصادية الوطنية.
وتحتضن السعودية، خصوصا في منطقة الحدود الشمالية، نحو 7% من المخزون العالمي من الفوسفات، بإجمالي احتياطيات تقدر بنحو 2.7 مليار طن، ما يجعلها من أبرز الدول المالكة للموارد الفوسفاتية على مستوى العالم.
حول التعاون مع الهند، التي تعد أكبر سوق زراعية في العالم، أوضح المديفر أن القطاع الزراعي الهندي يعتمد بشكل متزايد على المنتجات الفوسفاتية السعودية، وأن هناك تعاونا قائما مع وزارتي المناجم والأسمدة في الهند، يعد من أبرز الملفات المشتركة بين البلدين، مضيفا في قوله " يناقش الجانبان حالياً فرصاً جديدة للتكامل في الإنتاج والتوريد وتطوير مشاريع مستقبلية مشتركة، ما يظهر الثقة المتنامية في القدرات السعودية بمجال التعدين وصناعة الأسمدة " .
ويعد منجم حزم الجلاميد أحد أكبر مناجم الفوسفات في العالم، بطاقة إنتاجية تبلغ 11 مليون طن سنويا، يتم نقلها إلى مجمع "معادن" للصناعات الفوسفاتية في رأس الخير لإنتاج الأسمدة التي تسهم في تعزيز الإنتاج الزراعي عالميا.
السعودية ثاني أكبر مصدر عالمي للأسمدة الفوسفاتية بطاقة إنتاجية تبلغ 6 ملايين طن سنويا، مع توقعات ارتفاعها إلى 9 ملايين طن سنوياخالد المديفر نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية
في السياق ذاته، أكدت وزارة الصناعة والثروة المعدنية لـ"الاقتصادية" أن قطاع الأسمدة الفوسفاتية في السعودية شهد نموا متسارعا خلال السنوات الأخيرة، مدفوعا بالتوسع في الطاقة الإنتاجية والاستثمارات الإستراتيجية في مجمعات صناعية كبرى مثل مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية ومدينة رأس الخير، اللتين تشكلان محورا رئيسيا في إستراتيجية السعودية للتعدين والصناعات التحويلية.
أضافت: السعودية أصبحت ثاني أكبر مصدر عالمي للأسمدة الفوسفاتية بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 6 ملايين طن سنويا، ومن المتوقع ارتفاعها إلى 9 ملايين طن سنويا مع اكتمال مشروع الفوسفات الثالث الذي وضع حجر أساسه أمير منطقة الحدود الشمالية مطلع العام الجاري، وصولاً إلى 18 مليون طن بحلول عام 2040، بعد تنفيذ المشاريع التوسعية المستهدفة.
تضم منطقة الحدود الشمالية مع الخامات المعدنية الأخرى 5 مواقع لاحتياطي خام الفوسفات، و29 رخصة تعدينية سارية.
وبينت الوزارة أن استثمارات القطاع الخاص في صناعة الأسمدة الفوسفاتية بلغت 80 مليار ريال، ومن المستهدف أن تصل إلى 130 مليار ريال خلال السنوات المقبلة، مشيرة إلى أن هذه الاستثمارات عززت القيمة المضافة للاقتصاد الوطني ورفعت من تنافسية الصادرات غير النفطية.
وأكدت الوزارة أن أثر قطاع الأسمدة السعودي يمتد عالميا من خلال صادراته إلى أكثر من 10 دول، ما يعزز مكانة السعودية كمحرك رئيسي في منظومة الأمن الغذائي الدولي، ويكرس دورها كمزوّد موثوق للأسمدة الفوسفاتية عالية الجودة، ملتزمة بأعلى معايير الاستدامة والكفاءة التشغيلية .
وتخطط السعودية لزيادة الاستثمارات الحكومية والخاصة في صناعة الفوسفات إلى 220 مليار ريال (نحو 58.7 مليار دولار) بحلول السنوات الشعر المقبلة، وفقا لنائب وزير الصناعة والثروة المعدنية خالد المديفر.
وأوضخ المديفر في مقابلة مع "الشرق"، على هامش منتدى منطقة الحدود الشمالية للاستثمار المنعقد بمدينة عرعر، أن السعودية استثمرت 120 مليار ريال بصناعة الفوسفات، مشيرا إلى وجود استثمارات في مشروع "فوسفات 3" بقيمة 30 مليار ريال موزعة بين القطاعين الحكومي والخاص.



