قال هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة "أوبك"، إن قرار تحالف "أوبك+" بوقف زيادات الإنتاج خلال الربع الأول من العام المقبل منطقي جدا في ظل العوامل الموسمية، مضيفا أن سوق النفط تشهد حالة من الاستقرار والتوازن بفضل جهود و"تضحيات" التحالف.
"هذا قرار منطقي وطبيعي جدا. الطلب ليس ثابتا خلال السنة. هناك مواسم يكون فيها زيادة في الطلب وأخرى تشهد انخفاضاً، قد يكون بسبب صيانة مصافي التكرير وعادة هذا ما يحدث في الربع الأول" على حد قوله خلال مقابلة مع "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ" على هامش مؤتمر "أديبك" المنعقد في أبوظبي.
وافق تحالف "أوبك+" مطلع الأسبوع الجاري على زيادة إضافية لإنتاج النفط بمقدار 137 ألف برميل يوميا بدءا من ديسمبر المقبل، مع تجميد الزيادة المقررة في الربع الأول نظرا لعوامل موسمية.
وأضاف الغيص: "هذا القرار يفهمه صناع القرار والمهتمون بالشأن النفطي، لكننا مع ذلك نجتمع بشكل شهري لمراقبة الوضع".
سوق النفط متوازنة ومستقرة
واعتبر الأمين العام أن أسواق النفط "في حالة من الاستقرار والتوازن. مجهوداتنا وتضحيات الدول المشاركة في الاتفاق، إن جاز التعبير، كان لها أثر إيجابي على استقرار أسعار النفط".
بعد صعودها على مدى أربعة أيام، انخفضت أسعار النفط اليوم الثلاثاء ليجري تداول خام "برنت" لعقود يناير قرب 65 دولاراً للبرميل، بينما استقر خام "غرب تكساس الوسيط" دون 61 دولاراً.
ورفع بنك الاستثمار العالمي "مورغان ستانلي" توقعاته على المدى القصير لأسعار النفط الخام عقب قرار تحالف "أوبك+" تعليق زيادة الإنتاج.
توقعات "أوبك" للنمو مبنية على حقائق
بشأن توقعات النمو، أكد الغيص تفاؤل المنظمة حيال نمو الاقتصاد العالمي، لاسيما في الصين والهند، ما يدعم توقعاتها بنمو الطلب 1.3 مليون برميل يومياً للعامين الجاري والمقبل.
وأضاف "أرقامنا تشير إلى بيانات إيجابية. النمو يأتي من الصين والهند حيث لا يزال الاقتصاد هناك ينمو بشكل متسارع. أعتقد أن بياناتنا على الجانب الصحيح واليوم تحدثنا مع بعض المحللين والمستثمرين هنا في المؤتمر وتبين أن بعض الجهات الأخرى قد تكون هي التي تبالغ في تخفيض توقعاتها لنمو الطلب، وأتوقع بنهاية العام أن يبدأ الآخرون في تصحيح أرقامهم".
كانت وكالة الطاقة الدولية قد خفضت منتصف الشهر الماضي توقعاتها للطلب العالمي على النفط في العام المقبل في ظل التأثيرات السلبية للرسوم التجارية على الآفاق الاقتصادية الكلية، وتسارع التحول نحو السيارات الكهربائية.
وقال الغيص: "هناك بوادر ومحاولات دائماً لحل أي خلافات تجارية أو مشاكل حول التعريفات الجمركية، بين الأطراف مثل الصين والولايات المتحدة، لأنه ليس في مصلحة أحد في العالم أن ينخفض النمو الاقتصادي العالمي. نحن في أوبك دائماً نبني توقعاتنا على الوقائع والحقائق وليس على عناوين الصحف".
"لدينا برامج حوار فني مفصل مع مثلاً الهند والصين والاتحاد الأوروبي وروسيا وأفريقيا، بالتالي نجمع البيانات من هذه المصادر مباشرة وليس بناء على توجه أيدولوجي معين".

