يرى بعض المحللين أن خطوة نتفليكس للاستحواذ على وارنر براذرز ديسكفري تُشير إلى قلقها من تزايد شعبية يوتيوب وتيك توك بين المشاهدين الشباب.

بينما يعتقد محللون آخرون، بحسب ما ذكر موقع "ماركت ووتش"، أن عرض نتفليكس للاستحواذ على وارنر براذرز مدفوع جزئيا بجهودها لإنعاش تفاعل المستخدمين المتراجع.

كان أحد أبرز التحولات في قطاع الإعلام خلال الأعوام الأخيرة هو تأثير خدمات البث على التلفزيون التقليدي. ولكن هل تواجه خدمات البث الآن تحولا مماثلا؟

لطالما اعتُبر تزايد إقبال المشاهدين الشباب على منصات الفيديو القصير، مثل يوتيوب وتيك توك، تهديدا لمستقبل خدمات البث الكبرى مثل نتفليكس.

يرى بعض المحللين أن التصدي لهذا التهديد الوجودي قد يكون الدافع وراء صفقة نتفليكس الضخمة، البالغة 82.7 مليار دولار، للاستحواذ على وارنر براذرز، ما يُشير إلى أن هذه الخطوة تنبع من موقف ضعف لا قوة.

كتب جيفري ولودارزاك، محلل إعلامي في Pivotal Research Group، في مذكرة لعملائه: "نعتقد أن هذه الصفقة الباهظة تُبرز قلق إدارة نتفليكس من أن المحتوى الترفيهي قصير المدة يلحق ضررا بخدمات البث، كما فعل البث مع التلفزيون التقليدي، حيث يقضي المستهلكون (وخاصة الشباب) وقتا متزايدا على هذه المنصات المجانية في ظل تراجع مدى انتباههم (وهو أمر سلبي جوهريا للمحتوى الطويل)".

حققت نتفليكس نجاحا كبيرا في زيادة عدد مشتركيها، حيث تجاوز عدد المشتركين 300 مليون مشترك حول العالم. لكن في الأرباع الأخيرة، سجلت الشركة نموا راكدا، بل وحتى انخفاضا في تفاعل المشتركين، أي متوسط ​​عدد ساعات المشاهدة.

يقول وِلدارزاك إن خطوة نتفليكس قد تساعد على مواجهة هذا التراجع من خلال إضافة مجموعة ضخمة من البرامج من مكتبة الأفلام والمسلسلات الواسعة لوارنر براذرز، ما يمنح المشتركين خيارات أكبر لما يشاهدونه بهدف زيادة التفاعل.

أضاف: "يتزايد إقبال الناس على المحتوى القصير (المجاني غالبا)، ومن المرجح أن تتسارع هذه التوجهات على مستوى القطاع وأن تُسهم هذه الصفقة في تعويض هذا النقص بشكل كبير، ولكن بتكلفة باهظة".

أثرت المخاوف بشأن الصفقة - سعرها المرتفع واحتمالية تعثرها في إجراءات تنظيمية معقدة - سلبا على سعر السهم. انخفض سهم نتفليكس نحو 12% منذ أن برزت الشركة كمرشح رئيسي في الصفقة مطلع الأسبوع الماضي، ليصل سعر السهم إلى ما دون 100 دولار أمريكي لأول مرة منذ 8 أشهر.

عرضت نتفليكس شراء أسهم وارنر براذرز مقابل 27.25 دولار للسهم، لكن عرضها يقتصر فقط على الاستحواذ على استوديوهات الشركة وأقسام البث ومكتبة المحتوى التابعة لها، مع استثناء قنوات التلفزيون المدفوع التي تشهد تراجعا.

لكن تكلفة الصفقة قد ترتفع بعدما تقدمت شركة باراماونت سكاي دانس بعرض منافس وعدائي للاستحواذ على وارنر براذرز، رغم الاتفاق القائم مع نتفليكس.

في يوم الاثنين، أعلنت باراماونت عن تقديم عرض بقيمة 30 دولارا للسهم الواحد للاستحواذ على وارنر براذرز بالكامل، بما في ذلك قسم قنوات التلفزيون المدفوع، لتبلغ القيمة الإجمالية للعرض نحو 108.4 مليار دولار.

تحظى هذه الصفقة بدعم جزئي من صناديق الثروة السيادية في السعودية وأبو ظبي وقطر، إضافة إلى صندوق الاستثمار الخاص الذي يديره جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترمب.

أعلن مجلس إدارة وارنر براذرز أنه يراجع عرض الاستحواذ المقدم من باراماونت، ولكنه في الوقت الحالي مستعد للمضي قدما مع عرض نتفليكس.

أي صفقة للاستحواذ على وارنر براذرز تتطلب موافقة الجهات التنظيمية، وقد أشارت إدارة ترمب إلى نيتها التدقيق في أي صفقة. لطالما اعتُبرت باراماونت الأقرب للفوز على نتفليكس، نظرا لقرب رئيسها التنفيذي ديفيد إليسون ووالده لاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة أوراكل، من ترمب.