مع التوسع في قطاع الطيران وازدياد أعداد الرحلات الجوية في السعودية وحول العالم، ارتفع الطلب على القطاعات الداعمة لسلامة تشغيل المطارات، وعلى رأسها خدمات الفحص الجوي وصيانة معدات المساندة الأرضية، مع وصول متوسط عدد الرحلات الجوية في العام الجاري إلى 105 آلاف رحلة يوميا وفق ما ذكره لـ "الاقتصادية" عاملون في القطاع.
في منتدى المطارات العالمي المقام في الرياض، تحدث خبراء من شركتي سامانا للفحص الجوي وألفيس العربية لمعدات الصيانة الجوية عن دور هذه القطاعات في دعم نمو المطارات ورفع كفاءة العمليات التشغيلية وفق المعايير الدولية.
وفقا لبيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" بلغ إجمالي عدد الرحلات الجوية لعام 2024 نحو 40 مليون رحلة، نقلت 5 مليارات مسافر، بمعدل نمو على أساس سنوي يصل إلى 10%.
رئيس قسم صيانة الساحة في "الفيست العربية" محمد الخليفي قال "الشركة تعمل حاليا في 29 مطارا داخل السعودية، من بينها 4 مطارات رئيسية وهي مطار الملك خالد الدولي بالرياض، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة ومطار الملك فهد الدولي بالدمام، إضافة إلى مطارات غير رئيسية مثل مطار نيوم، ومطار تبوك، وعدد من مطارات المحافظات".
قطع الغيار أبرز مجالات النمو
فيما يتعلق بخطط التوسع أشار الخليفي إلى أن الشركة شهدت توسعا ملحوظا خلال العامين الماضيين حيث أضافت مطارين جديدين إلى نطاق أعمالها من بينها مطار البحر الأحمر "ريد سي" ومطار نيوم.
حول الأسواق ذات الأولوية خلال المرحلة المقبلة، لفت إلى أن قطاع قطع الغيار يمثل أحد أبرز مجالات النمو مشيرا إلى وجود توسع كبير وتغيرات متسارعة في هذا القطاع خاصة مع التوجه المتزايد نحو المعدات التي تعمل بأنظمة البطاريات وهو ما يفتح المجال أمام دخول شركات جديدة ويعزز فرص الاستثمار.
الفحص أصبح حاجة ملحة
من جانبه قال مدير التسويق والعلاقات العامة في شركة Samana المتخصصة بخدمات الفحص الجوي راشد البحيري، أن الفحص الجوي ركيزة أساسية لتعزيز سلامة المطارات والبنية التحتية موضحا أن العائد الاقتصادي من الاستثمارات في خدمات الفحص والتفتيش الجوي يُعد مرتفعا جدا، خصوصا في السعودية ومنطقة الخليج، في ظل التوسع الكبير الذي تشهده المطارات.
أوضح أن مشاريع كبرى مثل مطار الملك سلمان الدولي الذي يُعد من أكبر مطارات العالم ويضم 6 مدارج، تفرض حاجة ملحّة لخدمات الفحص الجوي، إضافة إلى مطارات إقليمية بارزة مثل مطار آل مكتوم في دبي، مشيرا إلى أن هناك توجها واسعا لتطوير البنية التحتية في المنطقة.
البحيري بين أن الشركة متعاقدة مع الهيئة العامة للطيران المدني لفحص جميع المطارات التابعة لها، إضافة إلى تعاقدها مع الشركة السعودية للخدمات الملاحية الجوية لفحص المطارات الواقعة ضمن نطاقها.
فيما يخص تأثير هذه الخدمات في التكاليف التشغيلية، أوضح أن التفتيش الجوي لا يقلل التكاليف التشغيلية بشكل مباشر، لكنه يضيف قيمة عالية من حيث إدارة المخاطر والتأمين، إذ يُسهم في تقليل المخاطر المحتملة، مع التأكيد على أن الفحص يُعد إجراء إلزاميا لا يمكن الاستغناء عنه.
تعد ألفيس العربية لمعدات شركة سعودية متخصصة في صيانة ودعم معدات المساندة الأرضية في المطارات وتأسست كشراكة بين الشركة السعودية للخدمات الأرضية ومجموعة ألفيس الفرنسية، في حين تعد Samana شركة متخصصة في خدمات فحص أنظمة الملاحة الجوية والتحقق من دقتها وسلامتها باستخدام الطائرات والمعدات المتقدمة مثل الطائرات دون طيار.
البحيري أوضح أن السوق الخليجية والعالمية تشهد نموا متزايدا في الطلب على خدمات التفتيش الجوي، مدفوعا بارتفاع معايير السلامة، مؤكدا أن كلما ارتفعت هذه المعايير زادت ثقة الجهات المشغلة وتقبلها لمثل هذه الخدمات.
حول حجم السوق، بين أن حجم سوق التفتيش الجوي عالميا يراوح حاليا بين 6 و8 مليارات دولار، ويرتبط ذلك بارتفاع تكاليف الطيران والأجهزة الملاحية، لافتا إلى أن تكلفة الطائرة المستخدمة في الفحص قد تكون أقل من تكلفة الأجهزة المتخصصة داخلها.
ذكر أن عدد المشغلين المعتمدين عالميا لا يتجاوز 20 مشغلا، فيما تعد الشركة السعودية الوحيدة العاملة في الشرق الأوسط منذ أكثر من 15 عاما، حيث تقوم الشركة سنويا بفحص ما بين 55 و60 مطارا، مع وجود طلب متزايد على هذا النوع من الخدمات، مع تمهيدها للعمل في السوق السورية مستقبلا، وفقا للبحيري.



