شعبية دمى "لابوبو" في الصين تمر بتراجع ملحوظ بعد موجة من الهوس الجماهيري، إذ بدأت أسعار إعادة البيع بالانخفاض بالتزامن مع تراجع أسهم الشركة المصنعة "بوب مارت"، ما يسلط الضوء على مخاطر نموذج الأعمال القائم على ولاء قاعدة من المعجبين.
قبل شهرين فقط، كانت الدمى ذات ملامح الجان وتعبيرات الوجه الغريبة رائجة للغاية. ففي أغسطس، شهد متجر الدمى في طوكيو مكتظا لدرجة أن شابا في العشرينات لم يتمكن من الدخول، فاضطر إلى شراء دميتين من وسيط مقابل 15 ألف ين (98 دولارا)، أي أربعة أضعاف سعرها الأصلي.
وبحسب صحيفة "نيكاي آسيا"، انطلقت شعبية "لابوبو" العالمية بعد أن نشرت إحدى عضوات فرقة كورية جنوبية صورا للدمى على وسائل التواصل الاجتماعي. بلغت شعبيتها هائلا لدرجة أن شراء السلع عبر القنوات الرسمية في اليابان والصين يكاد يكون مستحيلًا، ما دفع كثيرين إلى شرائها من بائعين.
ارتفع سعر المنتجات الرائجة في الأسواق الثانوية إلى ستة أضعاف سعر التجزئة البالغ 14 دولارا في يونيو، وفقا لتطبيق "ديوي" الصيني لسوق السلع المستعملة. حتى أن بعض المشترون اعتبروها "أصلا".
سجل سهم شركة "بوب مارت" أعلى مستوى له على الإطلاق في أغسطس، حيث بلغ أربعة أضعاف قيمته نهاية 2024. لكن لكل طفرة نهاية. ففي سبتمبر، تراجعت أسعار إعادة البيع إلى خمس قيمتها السابقة، وانخفض سهم "بوب مارت" 20% عن ذروته في أغسطس.
يرى محللون أن سبب تراجع شعبيتها هو اعتماد الشركة المفرط على المشاهير والمؤثرين في الترويج دون تنويع المحتوى إلى مجالات أخرى مثل الرسوم المتحركة، وكذلك إخفاقها في اتخاذ تدابير لمنع إعادة البيع التي أزعجت المعجبين الحقيقيين.
وقال محلل في شركة "أيزاوا سيكيوريتيز": "يعتمد قطاع تجارة المحتوى على الشعبية المستمرة. من الضروري بناء نموذج إيرادات يحمي الأسعار والأسهم من تقلبات المضاربات".
تقدم قصة "لابوبو" تحذيرا للشركات اليابانية. تتمتع اليابان بحضور عالمي قوي في مجال الشخصيات و "الأوشيكاتسو"، أي دعم المعجبين للمشاهير والشخصيات الكرتونية. فلا يمكن لأعمال الشركات أن ترى استقرارا إذا كانت عرضة لدورات صعود وهبوط في الشعبية.
يذكر أن الاقتصاد المرتبط بـ "الأوشيكاتسو" في اليابان يشهد توسعا سريعا، إذ ينفق اليابانيون بين 15 و69 عاما نحو 3.5 تريليون ين سنويا على هذا النوع من الدعم، وفقًا لشركة التسويق "أوشيكوكو" المتخصصة في هذا المجال. وبلغ عدد المنخرطين في هذا النشاط نحو 13 مليون شخص في يناير، بزيادة 2.5 مليون عن العام السابق.
ولا تقتصر ممارسات "الأوشيكاتسو" على الشراء فقط، بل تمتد إلى الاستثمار في أسهم الشركات المرتبطة بالمشاهير أو الشخصيات المفضلة.
ووفقا لشركة "ماتسوي سيكيوريتيز"، يستثمر 5% من المنخرطين في "أوشيكاتسو" في أسهم مرتبطة بفنانين أو شخصيات. ويميل الشباب إلى الاستثمار أكثر، حيث يستثمر 7% منهم في العشرينات و8% منهم في الثلاثينات.
