يتوقع أن يسجل قطاع الرياضة في الشرق الاوسط نموا بنسبة 8.7% من 3 إلى 5 أعوام، متخطياً المتوسط العالمي البالغ 17.3، حيث يبلغ حاليا 600 مليار دولار، وفقا للدراسة التي أعدتها "بي دبليو سي".
وبحسب الدراسة التي حملت عنوان: "تطلعات قطاع الرياضة، رؤى وفرص للشرق الأوسط"، ستسهم الاستثمارات الكبيرة في المشاريع المشتركة والبنية التحتية الرياضية المميّزة، إلى جانب المبادرات الطموحة لزيادة مشاركة المبتدئين والهواة في الرياضة وتنمية المواهب المحلية في تعزيز هذا النمو.
و"بي دبليو سي" هي شبكة عالمية للخدمات المهنية، مقرها في المملكة المتحدة، وتُعد من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم. تقدم الشركة مجموعة واسعة من الخدمات تشمل التدقيق، الضرائب، الخدمات الاستشارية، والخدمات القانونية والصفقات.
هناك تركيز متزايد على تنويع العروض الرياضية، وتبني ممارسات التنمية المستدامة، والاستفادة من التقنيات لتعزيز القدرة التنافسية على المستوى العالمي.
نمو الرياضة في السعودية إلى 22.4 مليار دولار
تعكس رؤية السعودية 2030 على سبيل المثال، طموحات المنطقة الساعية لتحويل قطاع الرياضة إلى محرك رئيسي للنمو الاقتصادي والاجتماعي، إذ يتوقع نمو القطاع من 8 مليار دولار إلى 22.4 مليار دولار بحلول 2030، أي ما يعادل نحو 3 أضعاف.
وبحسب الدراسة، يمكن تحقيق ذلك من خلال التنمية الشاملة لمختلف المجالات الرياضية التقليدية والناشئة، مدعومة من برامج موجهة للمبتدئين والهواة وأخرى مخصصة للنخب.
فيما تواصل قطر البناء على زخم ما بعد كأس العالم من خلال استضافة بطولات رياضية كبرى وتقديم ملفات ترشيح إستراتيجية، من بينها كأس العرب لـ فيفا في أعوام 2025، 2029 و 2033، وكأس العالم تحت 17 عاماً خلال الفترة من 2025 إلى 2029، إضافة إلى استضافة مؤتمر الويب بين عامي 2024 و 2028 .
أما الإمارات العربية المتحدة، فتعمل على بناء "فيلودروم أبوظبي" الذي سيضم أول مضمار داخلي لركوب الدراجات الهوائية في المنطقة وأكبر مسبح لركوب الأمواج في العالم.
الرياضات الإلكترونية تضيف 12.3 مليار دولار للناتج المحلي السعودي
وتسعى المنطقة بشكل متزايد إلى دمج الابتكارات التقنية في قطاع الرياضة، من خلال الاستثمار في التقنيات الذكية لبناء الملاعب، ومنصات تفاعل المشجعين والبنية التحتية للرياضات الإلكترونية، إذ يتوقع أن تضيف الرياضات الإلكترونية 12.3 مليار دولار للناتج المحلي السعودي.
كما شهدت الرياضات القتالية زيادة في شعبيتها، حيث استضافت الإمارات أكثر من 5 نزالات يو إف سي منذ عام ٢٠٢١، في حين استضافت السعودية أكثر من 7 فعاليات بارزة في رياضة الملاكمة، ما يسهم في جذب جماهير دولية.
شراكات بين القطاعين العام والخاص وتخصيص 14 ناديا سعوديا
في وقت بلغ فيه قطاع الرياضة مرحلة النضج والاحترافية تركز الحكومات بشكل متزايد على إنشاء أطر تعزز مشاركة القطاع الخاص.
فعلى سبيل المثال، يعمل المركز الوطني للتخصيص في السعودية على تسريع عملية تخصيص 14 نادياً لكرة القدم. كذلك، تم إطلاق مبادرات إقليمية مماثلة لتعزيز الحوكمة، وتحسين إعداد التقارير المالية، وتقليل الاعتماد على التمويل الحكومي.
وبحسب الدراسة، فإن الدعم الحكومي كان العامل الرئيسي في تمكين الدول من استضافة وتنظيم فعاليات دولية بارزة، فاستضافة قطر لكأس العالم 2022 ، واختيار السعودية لاستضافة 2034 خير دليل على إمكانيات المنطقة.
وهذا النجاح هو ثمرة التزام الحكومات بتطوير البنية التحتية، وتعزيز الأمن، ووضع أطر شاملة لتنظيم الفعاليات.
الاستثمارات الإستراتيجية في قطاع الرياضة ونموه
وهذا يعكس النهج الإستراتيجي الذي تعتمده المنطقة لتنويع اقتصاداتها والتحول إلى مركز عالمي للرياضة، وتحافظ الأصول الرياضية المميزة على جاذبيتها.
فتح آفاق تجارية من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي
يتبنى القطاع الرياضي في منطقة الشرق الأوسط تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي بتفاؤل حذر، وسط اختلاف أنماط اعتمادها بشكل ملحوظ بين مختلف شرائحه في هذا السياق.
وتعمل 70 من شركات التقنيات على تطوير إستراتيجيات خاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، تعتمد مؤسسات الرياضات التقليدية نهجاً أكثر حذراً ويسلّط هذا الاختلاف الضوء على القدرة التحويلية التي تملكها تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الرياضي والتحديات التي تعترض استخدامها.
1000 هاو للرياضات الإلكترونية يحول هوايته إلى وظيفة
إلا أنهم يحولون اهتماماتهم بشكل متزايد نحو رياضات أخرى مثل البادل والرياضات الإلكترونية، والجولف وكرة السلة، وفنون القتال المختلطة، ويتجلى هذا التغيير في السعودية بشكل خاص حيث حول نحو 1000 هاو للرياضات الإلكترونية هوايته إلى وظيفة بدوام كامل ما يجعلها مركزاً عالمياً للألعاب الإلكترونية.
2.5 مليون متابع للدوري السعودي على منصة "تيك توك"
وفي ديسمبر 2024، وصلت نسبة الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم 18 عاماً الممارسين للنشاط البدني لمدة 150 دقيقة أو أكثر أسبوعياً على مستوى السعودية إلى 58.5%.
وتجسد هذا التوجه في الزيادة الملحوظة في عدد المشاركين في ماراثون الرياض 2024، الذي وصل إلى 20 ألفاً.
رونالدو يسهم في زيادة الحضور الجماهيري في الملاعب
على سبيل المثال، أسهم انتقال کریستیانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي في زيادة الحضور إلى الملاعب، حيث ارتفع المعدل من 8121 مشجعاً في موسم 2021 ـ 2022 إلى 17438 مشجعاً في موسم 2022 ـ 2023.
700 ألف فتاة سعودية تشارك في دوري المدراس
ويمثل دمج الرياضة في مناهج مدارس البنات نقلة نوعية حيث باتت أكثر من 700 ألف فتاة تشارك في دوري المدارس لكرة القدم.
ومنذ 2021 ارتفع عدد اللاعبات المحترفات بنسبة 195%، والأندية بنسبة 56%، والمنتخبات الوطنية للسيدات بنسبة 300%.
200 لاعبة مسجلة في الدوري السعودي الممتاز للسيدات
ومع انطلاق موسم 2024 ـ 2025، تحول إلى الدوري السعودي الممتاز للسيدات، الذي يضم 10 فرق وأكثر من 200 لاعبة مسجلة، من بينهن أكثر من 50 لاعبة دولية من 20 دولة مختلفة."