الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الخميس, 18 ديسمبر 2025 | 27 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.17
(-2.04%) -0.17
مجموعة تداول السعودية القابضة151.5
(-1.75%) -2.70
الشركة التعاونية للتأمين116
(-0.85%) -1.00
شركة الخدمات التجارية العربية118
(-2.56%) -3.10
شركة دراية المالية5.3
(0.00%) 0.00
شركة اليمامة للحديد والصلب29.84
(-5.87%) -1.86
البنك العربي الوطني21.33
(0.47%) 0.10
شركة موبي الصناعية11.2
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.26
(-1.69%) -0.52
شركة إتحاد مصانع الأسلاك19.97
(0.10%) 0.02
بنك البلاد24.86
(-0.36%) -0.09
شركة أملاك العالمية للتمويل11.34
(0.27%) 0.03
شركة المنجم للأغذية53.6
(-0.28%) -0.15
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.59
(0.96%) 0.11
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.3
(-0.19%) -0.10
شركة سابك للمغذيات الزراعية110.5
(-0.36%) -0.40
شركة الحمادي القابضة27.82
(-1.90%) -0.54
شركة الوطنية للتأمين12.9
(-1.23%) -0.16
أرامكو السعودية23.62
(0.08%) 0.02
شركة الأميانت العربية السعودية16.3
(-0.55%) -0.09
البنك الأهلي السعودي36.68
(0.22%) 0.08
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.24
(-0.49%) -0.14


سلمان الجشي

   لم يكن ما تحقق في قطاع الحج والعمرة مجرد أرقام تُسجَّل في تقارير، بل هو تحول هيكلي عميق سبق مستهدفات رؤية 2030 بـ5 سنوات كاملة. ففي منتصف 2025، تجاوز عدد المعتمرين حاجز الـ20 مليون معتمر، وهو رقم كان يُفترض بلوغه مع نهاية العقد، ما يبرز كفاءة التخطيط، ومرونة التنفيذ . هذا النجاح لم يأتِ صدفة، بل جاء نتيجة عمل مؤسسي تقوده وزارة الحج والعمرة، التي تحولت من جهة خدمية تقليدية إلى منظّم ذكي للمنظومة، يوظف التقنية، ويقود التكامل.

من “نسك حج” إلى تنظيم زيارة الروضة الشريفة، ومن العناية بالأطفال في المسجد الحرام، إلى إدارة الحشود بسلاسة وطمأنينة، وصولاً إلى مبادرات الإثراء الثقافي مثل جادة قباء وبئر الفقير، تتجلى صورة حضارية متكاملة لخدمة ضيوف الرحمن.

وتُظهر البيانات الحديثة للهيئة العامة للإحصاء أن عدد المعتمرين بلغ نحو 20.66 مليون معتمر في النصف الأول من  2025، 62% منهم من الداخل، و38% من الخارج، ما يؤكد أن الطلب متوافر وفي تصاعد، وأن الطاقة التشغيلية الحالية والممكنة قادرة على استيعاب المزيد. هذه الأرقام تفتح سؤالاً إستراتيجياً مهماً

هل آن الأوان لإعادة بناء مستهدفات ما بعد 2030؟، انطلاقاً من النجاحات المتحققة، والانتقال من منطق اللحاق بالأهداف إلى منطق صناعة الفرص؟ إذا كان عدد المسلمين في العالم يتجاوز ملياري نسمة، فإن استهداف 60 مليون معتمر خلال 5 سنوات 
"أي ما يعادل 3% من المسلمين سنوياً" ليس حلماً بعيداً، بل فرصة واقعية إذا ما توافرت البنية التحتية والسياسات الممكنة طويلة الأجل.

هنا تبرز منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، وما يحيط بهما من الطائف إلى ينبع، كأكبر محرك نمو اقتصادي محتمل في السعودية، قادر على تحقيق معدلات نمو ثنائية الأرقام تنعكس على نمو اقتصادنا وطننا  بشكل عام. الفرصة واضحة.

مطارات جديدة أو موسعة بتمويل وتشغيل القطاع الخاص كما حدث في مطار المدينة المنورة، تطوير مطار الطائف وينبع ليكون بوابة إستراتيجية بتمويل وإدارة من القطاع الخاص، إنشاء شبكات طرق بتمويل من القطاع الخاص مقابل استثمار جوانبها، تفعيل وتوسعة القطار عبر نماذج استثمارية، وتسهيل الاستثمار في الفنادق والشقق بمستويات متعددة من خلال عقود طويلة الأجل على أراضٍ حكومية بالشراكة بين وزارة البلديات ووزارة السياحة.

 الأهم من ذلك، التزام حكومي بسياسات ممكنة للمستثمر المحلي والدولي وثابتة لا تقل عن 20 عاماً، لا تتغير بتغير الأفراد، بما يمنح المستثمر الثقة، ويشجع رؤوس الأموال، ويولد وظائف مستدامة، ويستوعب الشباب العاطل عن العمل في مناطق السعودية المختلفة عبر برامج تدريب وتأهيل مرتبطة مباشرة بسوق العمل ينفذها و يبنيها القطاع الخاص، و يبنى التصور المتكامل بمشاركة وتفاعل مع القطاع الخاص.

 ما نعيشه اليوم هو دليل حي على أن الرؤية حين تقترن بقيادة حازمة، كما صاغها عرّاب الرؤية ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وتنفيذ كفؤ يقوده وزير وفريقه قادر على تحويل الطموح إلى واقع، فإن النتائج تتقدم على الزمن. والحج والعمرة ليسا فقط شعيرة، بل قصة تنمية، وهوية وطن، ومحرك اقتصاد قادر على صنع مستقبل أكثر ازدهاراً وجاذبية لمسلمين العالم.

كاتب اقتصادي ورجل أعمال

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية