الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الاثنين, 22 ديسمبر 2025 | 2 رَجَب 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.12
(-1.81%) -0.15
مجموعة تداول السعودية القابضة151.4
(-0.26%) -0.40
الشركة التعاونية للتأمين119.3
(3.74%) 4.30
شركة الخدمات التجارية العربية120.5
(0.17%) 0.20
شركة دراية المالية5.47
(1.11%) 0.06
شركة اليمامة للحديد والصلب31.8
(1.60%) 0.50
البنك العربي الوطني21.25
(0.33%) 0.07
شركة موبي الصناعية11.7
(4.46%) 0.50
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.92
(5.00%) 1.52
شركة إتحاد مصانع الأسلاك20.28
(2.22%) 0.44
بنك البلاد24.82
(0.20%) 0.05
شركة أملاك العالمية للتمويل11.37
(0.35%) 0.04
شركة المنجم للأغذية54.1
(0.46%) 0.25
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.69
(0.95%) 0.11
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.3
(-0.85%) -0.45
شركة سابك للمغذيات الزراعية111.3
(-1.24%) -1.40
شركة الحمادي القابضة27.66
(0.29%) 0.08
شركة الوطنية للتأمين13.18
(1.54%) 0.20
أرامكو السعودية23.83
(0.76%) 0.18
شركة الأميانت العربية السعودية16.4
(0.18%) 0.03
البنك الأهلي السعودي36.7
(-0.81%) -0.30
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات27.86
(-1.07%) -0.30

في إدارة الكيانات المتخصصة، لا سيما تلك المرتبطة بالبنية التحتية والمشاريع العملاقة، لا تكفي النوايا الحسنة ولا الحماس الوطني وحده، بل تتطلب المرحلة آلية ناضجة تجمع بين التمكين المحلي والاستفادة الذكية من الخبرات العالمية. فالتجارب الدولية، وكذلك تجاربنا الوطنية الناجحة، تثبت أن نقل المعرفة لا يتعارض مع التوطين، بل هو شرطه الأساسي. 

ما شهدناه أخيرا في مطار الرياض من تحديات مرتبطة بتنظيم مواجهة الطوارئ، رغم وجود شباب سعودي متعلم ومؤهل، يعيد التأكيد على حقيقة مهنية مهمة.. إدارة الأزمات لا تُدرَّس نظريًا فقط، بل تُكتسب عبر الخبرة التراكمية والتجربة الميدانية.

وجود كوادر عملت سابقًا في مطارات عالمية، وواجهت حوادث وطوارئ حقيقية، لا ينتقص من قدرات الشباب السعودي، بل يسرّع من نقل المعرفة، ويختصر سنوات من التعلم القاسي . التجربة ليست جديدة على السعودية . ففي مراحل سابقة، وتحديدًا عبر إدارة  مشاريع المطارات الدولية التي كانت تُدار ضمن منظومة وزارة الدفاع والطيران، تم تبني نموذج متقدم يقوم على الشراكة مع شركات عالمية متخصصة مثل شركة بكتل.

هذا النموذج لم يكتفِ بالتنفيذ، بل ركّز على تدريب الكفاءات السعودية، ابتعاثها، وإشراكها في الإشراف على البناء والصيانة والتشغيل. والنتيجة كانت جيلًا من المهندسين والمديرين السعوديين القادرين على القيادة لا التبعية. اليوم ، ومع تصاعد الخطاب الشعبوي في بعض المنصات الإعلامية والاجتماعية، يُعاد طرح فكرة أن “كل شيء يجب أن يُدار بمواطنين فقط”،  وكأن الخبرة تُستورد بلا عائد.

هذا الطرح يتجاهل حقيقة أن قيادتنا الملهمة في المشاريع العملاقة مثل مشروع البحر الأحمر ومشروع القدية  اختارت بوعي الاستعانة بخبرات دولية في الإدارة والبناء والتشغيل، بالتوازي مع بناء قدرات وطنية مستدامة. والنتائج على الأرض تؤكد صحة هذا التوجه الآلية الأفضل لإدارة الكيانات المتخصصة، إذن، تقوم على 3 محاور متكاملة.

أولًا، استقطاب الخبرات العالمية في المراحل الحساسة، خصوصًا في  البناء والتشغيل وإدارة المخاطر والطوارئ. ثانيًا، إنشاء مراكز تأهيل وطنية متخصصة تُعنى بتطوير القدرات الفنية والإدارية، من البناء إلى الصيانة وصولًا إلى التشغيل، وفق برامج سنوية مدروسة تلبي احتياجات المشاريع الحالية والمستقبلية. ثالثًا، ربط التدريب بالتطبيق الفعلي داخل المشاريع، لا في قاعات معزولة عن الواقع.

 ولنا في تجربة مشروع الجبيل نموذج يحتذى . فمنذ انطلاقته في أواخر السبعينيات الميلادية، تم تأهيل شباب سعودي بالشراكة مع شركات دولية، ووُضعت حوكمة صارمة تضمن استدامة الأداء.

واليوم نرى كيانًا قادرًا على الاستمرار بكفاءة عالية، ومواجهة التحديات المتغيرة دون ارتهان للأشخاص أو الظروف. الخلاصة أن الاستعانة بالخبرات العالمية ليست ضعفًا، بل استثمارًا ذكيًا، وأن بناء الإنسان السعودي يتم عبر الاحتكاك بالممارسات الأفضل عالميًا، لا بعزله عنها. بهذه المعادلة فقط، نضمن كيانات قوية، مستدامة، وقادرة على قيادة المستقبل بثقة واقتدار.

كاتب اقتصادي ورجل أعمال

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية