الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الخميس, 18 ديسمبر 2025 | 27 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.34
(0.72%) 0.06
مجموعة تداول السعودية القابضة154.2
(-0.26%) -0.40
الشركة التعاونية للتأمين117
(-1.18%) -1.40
شركة الخدمات التجارية العربية121.1
(-2.10%) -2.60
شركة دراية المالية5.3
(-1.12%) -0.06
شركة اليمامة للحديد والصلب31.7
(0.83%) 0.26
البنك العربي الوطني21.23
(-0.47%) -0.10
شركة موبي الصناعية11.2
(1.82%) 0.20
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.78
(-0.45%) -0.14
شركة إتحاد مصانع الأسلاك19.95
(-2.68%) -0.55
بنك البلاد24.95
(-0.12%) -0.03
شركة أملاك العالمية للتمويل11.31
(0.71%) 0.08
شركة المنجم للأغذية53.75
(2.19%) 1.15
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.48
(0.00%) 0.00
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.4
(-0.38%) -0.20
شركة سابك للمغذيات الزراعية110.9
(-0.45%) -0.50
شركة الحمادي القابضة28.36
(1.58%) 0.44
شركة الوطنية للتأمين13.06
(-1.80%) -0.24
أرامكو السعودية23.6
(-0.63%) -0.15
شركة الأميانت العربية السعودية16.39
(-0.18%) -0.03
البنك الأهلي السعودي36.6
(-1.61%) -0.60
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.38
(-1.66%) -0.48


إسوار براساد

سعى المدافعون الأوائل عن العملات المشفرة إلى إنهاء سيطرة البنوك المركزية وكبار المقرضين التجاريين على أنشطة الوساطة المالية. فكان وراء إطلاق أول أصل مشفر، عملة "بيتكوين" الرقمية، وتكنولوجيا البلوك تشين التي تدعمه، طموح كبير لإلغاء دور الوسطاء وربط الأطراف المتعاملة مباشرة.

واستهدفت هذه التكنولوجيا إحداث تحول ديمقراطي في قطاع التمويل من خلال تمكين الجميع، فقراء وأثرياء، من الوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات المصرفية والمالية. وكان من المفترض أن يستخدم مقدمو الخدمات الثوريون الجدد هذه التكنولوجيا في تقديم خدمات مالية تنافسية - بما في ذلك منتجات حسب الطلب لإدارة المدخرات والائتمان والمخاطر - دون الحاجة إلى تشغيل منشآت مادية عالية التكلفة. وكان الهدف من ذلك هو اكتساح المؤسسات المالية القديمة التي فقدت ثقة الناس خلال الأزمة المالية العالمية، والاستعاضة عنها ببناء نظام مالي جديد. وكان من المنتظر أن تزدهر المنافسة والابتكار في عالم التمويل اللامركزي الجديد والجسور، بما يصب في مصلحة المستهلكين والشركات على حد سواء.

ولكن سرعان ما خمدت الثورة. فقد أثبتت الأصول المشفرة اللامركزية، مثل "بيتكوين"، التي يتم إنشاؤها وإدارتها في الأساس بواسطة خوارزميات حاسوبية، أنه لا مجال لاستمرارها كواسطة للتبادل. فتقلب قيمتها وعدم قدرتها على معالجة كم كبير من المعاملات بتكلفة زهيدة جعلا منها أداة غير مناسبة للاستخدام اليومي في الواقع العملي، ما أدى إلى إخفاقها في تحقيق الغرض المنشود منها. وبدلا من ذلك، أصبحت عملة البيتكوين وبقية العملات الرقمية خلافا للمرجو منها تماما - أصولا مالية مضارِبة.

واستُحدثت العملات الرقمية المستقرة لسد هذا الفراغ، حيث أصبحت أداة تبادل أكثر موثوقية. وعلى غرار عملة "بيتكوين" الرقمية، تستخدم هذه العملات تكنولوجيا "البلوك تشين" ذاتها، لكنها تحافظ على استقرار قيمتها كونها مدعومة مباشرة باحتياطيات من عملات البنوك المركزية أو بسندات حكومية. 

وتُسهل العملات الرقمية المستقرة التمويل اللامركزي، لكنها نقيض اللامركزية. فهي لا تعتمد على الثقة اللامركزية بواسطة الرموز الحاسوبية، بل على الثقة بالمؤسسات المُصدرة لها. والحوكمة ليست لامركزية أيضا. فالمستخدمون لا يُسمح لهم بتقرير القواعد من خلال التوافق العام فيما بينهم، بل تُحدد الشركة المُصدرة للعملة الرقمية المستقرة من يمكنه استخدامها وكيفية استخدامها. وتُسجَل معاملات العملات الرقمية المستقرة في سجلات رقمية محتفظ بها على شبكة عُقد حاسوبية لا مركزية، على غرار عملة "بيتكوين" الرقمية، لكن الجهة المصدرة لهذه العملات، وليست الخوارزميات الحاسوبية، هي المسؤولة عن التحقق من صحة هذه المعاملات. 

وسيلة دفع

لعلّ الأهداف الأكبر أكثر أهمية. فلا يزال بمقدور العملات الرقمية المستقرة أن توفر وسيلة للأشخاص من جميع مستويات الدخل للحصول على خدمات المدفوعات الرقمية والتمويل اللامركزي، وأن تنافس البنوك التجارية التقليدية على الامتيازات التي طالما انفردت بها، وأن تضمن تكافؤ الفرص في بعض الجوانب بين الدول الغنية والفقيرة. وحتى البلدان الصغيرة يمكن أن تستفيد من الوصول إلى الخدمات المالية العالمية بسهولة أكبر من خلال التكامل مع أنظمة الدفع التي تواجه عوائق أقل.

وقد نجحت العملات الرقمية المستقرة بالفعل في خفض تكلفة المدفوعات وتحريرها من العوائق، ولا سيما المدفوعات العابرة للحدود الوطنية. وأصبح بإمكان المهاجرين لأسباب اقتصادية إرسال التحويلات إلى بلدانهم الأصلية بسهولة أكبر وبتكلفة أقل من السابق. ويمكن للمستوردين والمصدرين إتمام المعاملات فورا مع الأطراف المقابلة الأجنبية دون الانتظار لعدة أيام.

ومع ذلك، فبخلاف المدفوعات، أصبح التمويل اللامركزي ساحة للهندسة المالية التي أنتجت منتجات معقدة بدون قيمة واضحة لا لشيء سوى المضاربة. فأنشطة التمويل اللامركزي لم تسهم في تحسين وضع الأسر المعوزة، بل إنها قد تضر حتى بالمستثمرين الأفراد الأقل خبرة الذين قد ينخدعون بوعود الأرباح الضخمة دون إدراك حجم المخاطر.

تحول الإطار التنظيمي

هل سينجح التشريع الأمريكي الصادر أخيرا، الذي يسمح لمجموعة واسعة من الشركات بإصدار عملاتها الرقمية المستقرة، في تعزيز المنافسة وكبح جهات الإصدار الأقل مصداقية؟ في عام 2019، حاولت شركة ميتا إنشاء عملتها الرقمية المستقرة باسم "Libra" (ثم تحول الاسم لاحقا إلى "Diem"). لكن المشروع توقف إثر معارضة شرسة من جانب هيئات تنظيم القطاع المالي التي تخوفت من تراجع أهمية أموال البنك المركزي أمام هذه العملة الرقمية المستقرة.

أما الآن، فالتحول الذي شهده المناخ التنظيمي في واشنطن، في ظل وجود إدارة جديدة داعمة للعملات المشفرة، قد فتح الباب على مصراعيه أمام جهات إصدار العملات الرقمية المستقرة الخاصة. ومن شأن العملات الرقمية المستقرة التي تصدرها شركات أمريكية كبرى، مثل أمازون وميتا، مدعومة بميزانياتها العمومية الضخمة، أن تُطيح بجهات الإصدار الأخرى. غير أن سك العملات الرقمية المستقرة قد يعزز من نفوذ هذه الشركات، وبالتالي قد يؤدي إلى مزيد من التركز لا مزيد من المنافسة.

أستاذ الاقتصاد في جامعة كورنيل، وزميل أول في مؤسسة بروكينجز،

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية