الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 | 20 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.6
(-2.64%) -0.26
مجموعة تداول السعودية القابضة192.4
(1.32%) 2.50
الشركة التعاونية للتأمين132.8
(-0.52%) -0.70
شركة الخدمات التجارية العربية104.4
(-2.70%) -2.90
شركة دراية المالية5.6
(0.72%) 0.04
شركة اليمامة للحديد والصلب36.06
(0.73%) 0.26
البنك العربي الوطني22.83
(-0.31%) -0.07
شركة موبي الصناعية11.55
(-3.75%) -0.45
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة34.88
(1.10%) 0.38
شركة إتحاد مصانع الأسلاك23
(-3.77%) -0.90
بنك البلاد28.78
(0.84%) 0.24
شركة أملاك العالمية للتمويل12.75
(-1.62%) -0.21
شركة المنجم للأغذية56
(1.82%) 1.00
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.22
(-0.33%) -0.04
الشركة السعودية للصناعات الأساسية57.6
(-0.26%) -0.15
شركة سابك للمغذيات الزراعية121.5
(0.41%) 0.50
شركة الحمادي القابضة30
(0.00%) 0.00
شركة الوطنية للتأمين14.14
(-0.63%) -0.09
أرامكو السعودية25.94
(0.00%) 0.00
شركة الأميانت العربية السعودية19.14
(0.58%) 0.11
البنك الأهلي السعودي39.08
(0.67%) 0.26
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.94
(0.00%) 0.00


سلمان الجشي

  في وطنٍ يسير بخطى واثقة نحو المستقبل، وفي ظل قيادةٍ رشيدة تبنت رؤية طموحة تُعيد تشكيل موقع السعودية في العالم، يصبح تعزيز قيم التعايش والاحترام المتبادل مسؤولية وطنية وأخلاقية. فبرنامج جودة الحياة –أحد برامج تحقيق رؤية 2030– لم يأتِ فقط لتطوير البيئة الثقافية والترفيهية والرياضية، بل ليرسّخ مبدأً جوهريًا: أن السعودية وطنٌ جاذبٌ للعيش، مزدهرٌ بتنوع من يسكنه، ومستندٌ إلى قيم إنسانية أصيلة تؤمن بأن الكرامة حقٌ للجميع. 

إن رؤية 2030 وضعت في مقدمة أهدافها تحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين والزوار، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن بناء مجتمعٍ مزدهر يقوم على الانفتاح على العالم، والاحتفاء بالتنوع، وتحويل هذا التنوع إلى مصدر إثراء ثقافي واقتصادي. وهذا ليس غريبًا على وطنٍ يستلهم قيمه من القرآن الكريم  ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ فأصل الخلق واحد، والاختلاف للتعارف، والفضل بالتقوى والعمل، لا بالعرق ولا بالجنسية ولا المنشأ.

ورغم هذا النهج الواضح، تظهر أحيانًا أصوات فردية شعبوية ويتبعها قطيع  تحاول تأجيج الكراهية والتحريض ضد المقيمين من جنسيات معينة، مستخدمة لغة جارحة وخطابًا شعبويًا لا يمثل قيم مجتمعنا  الذي تأسس على العدالة والرحمة واحترام الإنسان. مثل هذه الدعوات لا تضر إلا الوطن نفسه، فهي تُسيء لصورته، وتؤثر في جاذبيته للاستثمار، وتتناقض مع مسيرة الإصلاح والانفتاح التي جعلت السعودية اليوم مقصدًا للمواهب والكفاءات ووجهة عالمية للعيش والعمل.

وتشير تحليلات اقتصادية وفكرية –من بينها ما طرحه المفكر توفيق السيف– إلى أن العمالة الوافدة جزء أساسي من منظومة التنمية العالمية، فهي تُسهم في تحريك عجلة الاقتصاد، وتدعم النمو، وتحقق عدالة توزيع الفرص بين الدول. وكما قامت أعظم اقتصادات العالم على الهجرة والتنوع وذلك ما تعيشه أمريكا اليوم كمثل، فإن تعزيز هذا المبدأ يمثل عمقًا إستراتيجيًا مستقبليًا للمملكة وهي تبني اقتصادًا معرفيًا عالميًا.

من هنا، فإن الحاجة ملحّة لسن نظام واضح وصريح يعاقب خطابات الكراهية والتحريض ضد الآخرين بناءً على جنسيتهم أو أصلهم، مع تعزيز برامج التوعية التي تُربي على قيم التعايش والتقدير والاحترام، وتُذكّر بأن قوة المجتمعات ليست في إقصاء المختلف، بل في احتضانه ضمن إطار القانون والاحترام والمصلحة العامة.

وقد جاءت مبادرة «انسجام عالمي» التي دشنتها وزارة الإعلام بقيادة -الإعلامي قبل أن يصبح وزيرا- معالي الوزير سلمان الدوسري، ضمن برنامج جودة الحياة ، لتجسّد هذا التوجه عمليًا، حيث تحتفي السعودية بثقافات 14 دولة من أكبر الجاليات المقيمة، عبر فعاليات تبرز الفنون والمأكولات والتراث الإنساني وتُظهر قصص النجاح والتفاهم والتكامل بين المقيمين والمجتمع السعودي.

إنها رسالة حضارية تقول بوضوح : السعودية جسر بين الشعوب، وموطن تقدير لكل من يسهم في نهضتها أمامنا اليوم  فرصة تاريخية لصياغة نموذج سعودي متفرد في التعايش الحضاري، يجمع بين عمق القيم الإسلامية والهوية الوطنية، وبين روح الانفتاح والطموح العالمي.

نجاحنا يبدأ من احترام الآخر، وحماية كرامته، وتثمين دوره في بناء الوطن، فالأوطان الكبيرة لا تُبنى بالنقاء المتخيَّل، بل بالتنوع الحقيقي، والعمل المشترك، والإيمان بأن الإنسان قيمةٌ في ذاته، أينما كان ومن أي أرضٍ أتى.

كاتب اقتصادي رجل اعمال

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية