وحتى صادرات النفط باتت محدودة، في ظل توجهات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العقابية، وسط تهديدات منه أيضاً، لأي طرف دولي يساعد طهران على هذا المجال الحيوي، ولا سيما الصين وروسيا.. ولا توجد بارقة أمل دون التخلص من عقوبات مشددة، وإن خفت بعض الشيء في الفترة التي سبقت وصول ترمب إلى البيت الأبيض. فأوروبا "المعتدلة" واصلت تمسكها بتفعيل "آلية الزناد"، أي إعادة فرض عقوبات في زي وقت.
ووفق المصادر المحلية، فإن ما يقرب من 13 مليون شخص، لا يستطيعون شراء السلع الأساسية، مثل الأرز والزيت والسكر. وبحسب مجلس الشورى، فإن 50 % من الذكور الذين تراوح أعمارهم بين 20 و40 عاطلون عن العمل، ففي أفضل التقديرات تقف البطالة ضمن القوى العاملة عند حدود 10 %تقريباً. وهو مستوى مرتفع.
ففي 2022، تم بالفعل حذف 4 أصفار، لتصبح العملة الجديدة التومان تساوي 10000 ريال. لكن هذا لم يُحدث فرقاً اقتصادياً إيجابياً، بل أسهم في تخفيف أعباء التداول بالأوراق المالية، أي تسهيل التعاملات. فالتضخم واصل الارتفاع، وسيرتفع في الفترة المقبلة، إذا لم يحدث إصلاح اقتصادي حقيقي، يأخذ في الحسبان ما هو موجود على الساحة، بكل آلياته ومسبباته. هناك عشرات الدول التي سبقت إيران في خفض أصفار من عملاتها، لكنها لم تحل المشكلة الأصلية، وعلى رأسها زيمبابوي والبرازيل، والأرجنتين، وفنزويلا، وغيرها.
كاتب اقتصادي