الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

السبت, 1 نوفمبر 2025 | 10 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين10.82
(0.65%) 0.07
مجموعة تداول السعودية القابضة199
(0.51%) 1.00
الشركة التعاونية للتأمين136.2
(2.41%) 3.20
شركة الخدمات التجارية العربية118.6
(1.28%) 1.50
شركة دراية المالية5.74
(0.70%) 0.04
شركة اليمامة للحديد والصلب36.8
(0.82%) 0.30
البنك العربي الوطني24.24
(-1.94%) -0.48
شركة موبي الصناعية12.72
(0.00%) 0.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة36.52
(0.61%) 0.22
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.9
(-0.32%) -0.08
بنك البلاد29.66
(-1.13%) -0.34
شركة أملاك العالمية للتمويل13.86
(4.21%) 0.56
شركة المنجم للأغذية57.8
(1.40%) 0.80
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.02
(-2.99%) -0.37
الشركة السعودية للصناعات الأساسية61.05
(0.08%) 0.05
شركة سابك للمغذيات الزراعية122.6
(-1.13%) -1.40
شركة الحمادي القابضة34.92
(0.92%) 0.32
شركة الوطنية للتأمين14.61
(0.00%) 0.00
أرامكو السعودية25.9
(-0.08%) -0.02
شركة الأميانت العربية السعودية20.24
(-0.74%) -0.15
البنك الأهلي السعودي39.88
(-2.45%) -1.00
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات34.5
(-0.23%) -0.08


د. وليد الشرهان

ليس خيالاً أو حكايةً من حكايات ألف ليلة وليلة، فثمانية مليارات دولار هو حجم سوق الألماس الصناعي الصيني الذي يصنع عشرين مليون ألماسة في الأسبوع الواحد، وهذا الرقم مرشح للمضاعفة 5 أضعاف خلال سنوات قليلة، ولم تتوقف الصين عند هذا الحد فبعد هذه الخطوة الجريئة أعلنت بكين أخيرا عن براءة اختراع بصناعة معدن الذهب ليصبح أخا معدن الذهب الحقيقي التوأم.

ومن هنا يصعب جداً التفريق بينه وبين توأمه (الذهب الحقيقي)، وجربت بيع ذلك التوأم (الذهب الصناعي) في الأسواق المحلية فوجد رواجاً كبيراً، أغرى الحالمين بامتلاك كميات كبيرة من هذا المعدن النفيس.

السؤال المهم، هو هل يمكن الاستغناء عن الذهب الحقيقي ويحل محله توأمه الذهب الاصطناعي، أو سيعيشان كأخوين متحابين لكل واحد سوقه ورواجه مع بقاء الاحترام للذهب الحقيقي، الإجابة المنطقية أنه من الممكن ذلك في حال اقتصر استخدام الذهب الصناعي على الزينة والأزياء وليس كسبائك ادخارية أو وسيلة تعاوض نقدية، خصوصاً عندما نرى أن الذهب المعد للبس والزينة قد تم تقليده كثيراً.

إلا أن ما تفوقت فيه الصين هي اختراع شبيه عال للذهب حتى أنه يصعب التفريق بينهما كما فعلت بالألماس.  فالتقليد موجود ولكن لا يمكن أن يهيمن الذهب المقلد على الحقيقي إلا في الحدود الضيقة التي أشرنا لها حتى وإن وجد رواجاً وسوقاً كبيرة

هذه هي الإجابة المنطقية، لكن الإجابة بثقافة المسيطر قد تقلب الحقائق، فقبل أن تقدم أمريكا على قلب الطاولة على الذهب، وتجعل الدولار أهم من الذهب كان المنطقيون يقولون باستحالة أن يتحول العالم من تقييم السلع بغير الذهب والفضة إلى عملة ورقية قيمتها من قيمة مصدرها وليس من ذات نفسها، حتى أصبح هذا المنطق ضرباً من الخيال في عصرنا الحالي.

 وجنى العالم في وجهة نظري لعنات الابتعاد عن الطبيعة بتفخيم حجم ورقة تم تسميتها دولارا، وأصبح العالم أسير أوراق يمكن محو اقتصاديات كاملة بسببها بضغطة زر، فهل لو سلطنا الضوء على هذا التصور سنرى أن ما تقدم عليه الصين هو أمر عادي أو أنه أمر مخيف.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فإطلاق العنان بهذا الاتجاه يجعلنا نتحدث عن العملات الإلكترونية، فحال العملات الإلكترونية حال الدولار والذهب الاصطناعي، وأي تغير يخالف المنطق يدخل في هذا السيناريو، هذه الفلسفة التي قد لاتروق للبعض هي من صراع الحضارات من قديم.

فتحول الإنسان البدائي من أسلوب المعاوضة السلعية إلى أسلوب المرجعية النقدية كان بسبب تقلبات مجاميع اقتصادية رأت المصلحة بهيمنة ما لديها في المعاوضات، حتى تم استقرار البشرية على الذهب والفضة، فكان إجماع بشري على اعتبارهما في الأساس أداتي معاوضة لا سلع، حتى وإن استخدم القليل منهما كسلعة لا تخرج الأصل فيهما عن الأساس المتفق عليه.

 فما نشاهده الآن سواء من تبجيل ورقة الدولار أو أي عملة أو وسيلة أخرى، يجعلنا لا نستبعد أبداً أن من لديه شيئا من القوة أو من يعتقد تفوقه عالمياً أن يفكر باستبدال المعاوضة الورقية غير المنطقية بأي بديل آخر صناعي أو إلكتروني، فغير المنطقي من الممكن أن يستبدل بغير منطقي آخر، وأساس الحروب الباردة تقوم على غير المنطقيات للوصول إلى تفوق أحد الأقطاب.

 من هنا أتجه إلى ضرورة الاهتمام المتزايد بمسائل الاكتفاء الذاتي، إذ أن ما تفعله الصين حالياً وردود الفعل الأمريكية عليه قد يصعب التنبؤ بنهاياته.

مستشار قانون دولي وتجاري وGRC

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية