الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الجمعة, 7 نوفمبر 2025 | 16 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.94
(1.02%) 0.10
مجموعة تداول السعودية القابضة193.9
(0.41%) 0.80
الشركة التعاونية للتأمين133.5
(2.06%) 2.70
شركة الخدمات التجارية العربية115
(0.44%) 0.50
شركة دراية المالية5.48
(-0.36%) -0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب35.56
(0.45%) 0.16
البنك العربي الوطني23.4
(-0.38%) -0.09
شركة موبي الصناعية11.9
(-1.82%) -0.22
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة34.64
(0.87%) 0.30
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.2
(2.02%) 0.48
بنك البلاد28.5
(-0.07%) -0.02
شركة أملاك العالمية للتمويل12.93
(0.23%) 0.03
شركة المنجم للأغذية54.6
(0.55%) 0.30
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.14
(1.25%) 0.15
الشركة السعودية للصناعات الأساسية58
(-0.51%) -0.30
شركة سابك للمغذيات الزراعية120
(-0.08%) -0.10
شركة الحمادي القابضة32.16
(-1.05%) -0.34
شركة الوطنية للتأمين14.18
(0.21%) 0.03
أرامكو السعودية25.84
(0.94%) 0.24
شركة الأميانت العربية السعودية19.17
(0.42%) 0.08
البنك الأهلي السعودي39.24
(-0.41%) -0.16
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.82
(-0.56%) -0.18

ينمو الاقتصاد بمعدلات متسارعة مدفوعاً باستثمارات ضخمة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لكن مع معدل بطالة قد يصل إلى 20%

•      داريو أمودي رئيس شركة "أنثروبيك" يرى أن الذكاء الاصطناعي يدمر وظائف البشر

•      إيلون ماسك يعد أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييراً راديكالياً في سوق العمل دون رفع البطالة

 الخلاصة

يحذر داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك"، من أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على ملايين الوظائف المكتبية في السنوات المقبلة، ما يؤدي إلى بطالة تصل إلى 20%. يستشهد المقال بالثورة الصناعية كمثال على أن التطور التكنولوجي لا يضمن رخاءً للبشرية، ويؤكد أن تأثير التكنولوجيا يعتمد على قرارات سياسية واجتماعية.

في المستقبل الذي يشارك داريو أمودي في صناعته كل يوم، يكتشف الذكاء الاصطناعي علاجاً يقضي على السرطان لكنه أيضاً يدمر وظائف البشر. في هذا العالم، ينمو الاقتصاد بمعدلات متسارعة مدفوعاً باستثمارات ضخمة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتودّع الحكومة عجز الموازنة، لكن مع معدل بطالة قد يصل إلى 20%. صحة أفضل لمعظم الناس، ودخل أقل لملايين من أصحاب الحظ العاثر.

حذّر أمودي في حوارات حديثة مع عدد من وسائل الإعلام الأمريكية أن الأدوات التي تُطورها شركات الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى "حمام دم" يقضي على عديد من الوظائف المكتبية لحديثي التخرج في قطاعات عدة مثل التمويل/البنوك، والقانون وغيرها. هو لا يتحدث هنا عن سيناريو بعيد، بل عن السنوات القليلة المقبلة.

لا ينتمي أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة "أنثروبيك" للذكاء الاصطناعي المسؤولة عن تطوير برنامج "كلود"، لفئة المبشّرين بالنعم غير المحدودة التي ستغدقها علينا التكنولوجيا. في المقابل، يرى إيلون ماسك أن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييراً راديكالياً في سوق العمل دون أن يؤدي ذلك بالضرورة إلى ارتفاع كبير في معدل البطالة. في عالمه، السيناريو الأقرب للحدوث هو أن نعيش في "عصر الوفرة".

لا أتفق تماماً مع توقعات أمودي، لكني سأحاول أن أشرح هنا كيف أن تجاهل تحذيره خطأ فادح، لأن ما يتنبأ به حدث من قبل عدة مرات على مدار التاريخ، وأثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن التطور التكنولوجي لا يعني بالضرورة رخاء مضموناً للبشرية.

الثورة الصناعية


لنا في الثورة الصناعية خير مثال. في 1812، قررت السلطات البريطانية إنزال عقوبة الإعدام بحق أي شخص يتعمد تخريب آلات الغزل والنسيج الجديدة، والتي أدت إلى زيادة صاروخية في إنتاج الملابس وانخفاض كبير في الطلب على الأيدي العاملة. كانت سرعة التغيير في ذلك الوقت صادمةً لدرجة أن الاقتصادي البريطاني دايفيد ريكاردو أعرب في 1821 عن قلقه من أن تتمكن الآلات من القيام بكل وظائف البشر، قبل أن يُضيف: "حينها لن يكون هناك طلب للعمالة". 

غني عن القول إن نبوءة ريكاردو لم تتحقق بالكامل، حيث شهدت العقود التالية توظيف الآلاف في مصانع جديدة في مدن مثل مانشستر، مهد الثورة الصناعية. غير أن ذلك لم يصاحبه ارتفاع ملموس في الأجور أو "وفرة" من أي نوع للعاملين فيها. على العكس، عانى عمال تلك الفترة زيادة في عدد ساعات العمل وأحوال معيشية مُزرية في الوقت الذي جنى أصحاب الشركات ثروات طائلة لدرجة ألهمت شابين ألمانيين، كارل ماركس وفريدريك إنغلز، لكتابة "بيان الحزب الشيوعي" 1848. بعبارة أخرى، خرجت الشيوعية من رحم أهم حدث في تاريخ الرأسمالية العالمية حتى يومنا هذا.

تغيرت الأمور كثيراً مع بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن الـ20، بسبب تطورات تكنولوجية مثل سكك الحديد والتلغراف والتليفون. صحيح أنها قضت على بعض المهن (التوصيل والشحن بعربات تجرها الخيول، على سبيل المثال)، لكنها خلقت آلاف الوظائف الجديدة في الهندسة والاتصال والخدمات. كما أسهمت في قُدرة الموظفين على المطالبة بحقوق أكثر تتعلق بزيادة الأجور وتحسين أحوالهم المعيشية.

أثر التطور التكنولوجي ليس حتمياً


يتحدث سايمون جونسون ودارون أسيموغلو، الحائزان على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2024، في كتابهما "القوة والتقدم: صراعنا الممتد لألف عام حول التكنولوجيا والازدهار"، الصادر قبل عامين، عن هذه الأمثلة وأكثر، وعن أهمية إدراك أن مسار التطور التكنولوجي وأثره ليس حتمياً، بل هو خيار سياسي واجتماعي. لكنهما يُحذران أيضاً من خطورة سيطرة نخبة المبشرين بالتكنولوجيا والمستفيدين منها على هذا المسار. 

هذا يجعل من تحذير أمودي أكثر أهمية، لأنه ينتمي لنفس النخبة التي يرى جونسون وأسيموغلو أنها منحازة بالكامل لنادي الرؤساء التنفيذيين على حساب بقية الناس. فلماذا، إذاً، لا أتفق مع تحذيره بشكل كامل؟ لأني لا أعتقد أن هناك أي نظام سياسي غربي قادر على تحمل معدل بطالة يصل إلى 20% لفترة طويلة دون تدخل سياسي أو تشريعات لإعادة بعض من التوازن على الأقل إلى سوق العمل.

أمودي ليس أكثر الناس تشاؤماً من تطور الذكاء الاصطناعي وأثر ذلك في البشرية. ففي سيناريو أكثر قتامة للكاتب الأمريكي ماثيو كيرشنباوم، لا تفنى البشرية بفعل اصطدام نيزك بالأرض، أو بفعل غزاة قرروا تدمير الكوكب لبناء طريق سريع يربط بين المجرات، لكن بسبب خروج برامج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة لتكتب نصوصاً لانهائية تقضي على التواصل الإنساني إلى الأبد. 

 شخصياً، أفضل النيزك.

صحفي وكاتب لبناني يشغل منصب مدير أكاديمية SRMG للتدريب، وشغل منصب مدير تحرير الاقتصاد الأوروبي في بلومبرغ.

خاص بـ "بلومبرغ"

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية