وهو تأكيد من الوزير المثقف أن ديمومة الحراك الثقافي تتطلب النظر إلى جوانبه المالية وآثاره الاقتصادية، مع عدم إغفال العناية بأصله الذي يتمحور حول الفكر والمعرفة والإبداع وتوفير البيئة المحفزة لتبقى وتتطور.. وفي اليوم التالي للمؤتمر يفتتح معرض الرياض الدولي للكتاب أبوابه بتنظيم تحت شعار "الرياض تقرأ" ما يدل على أن الكتاب الورقي ما زال صامدًا رغم المنافسة الشديدة من وسائل النشر الإلكتروني وكذلك الحملات الإعلانية والإعلامية التي تروج أن الكتاب قد انتهى دوره، وهو ما أدى إلى تراجع حماس الناشرين والمطابع حتى كادت معظم دور النشر والمطابع أن تتوقف أو تنسحب من السوق بعد أن كانت السعودية من أفضل أسواقها.
ولم يكن ازدهار الكتاب الورقي في بلادنا مرحلة عابرة أو حدثًا جديدًا .. فقد اهتم الملك المؤسس عبدالعزيز بإيجاد مطابع حديثة في مكة المكرمة والمدينة المنورة أولًا لطباعة التقويم الرسمي وكتب التراث والثقافة .. ثم امتد الاهتمام بالمطابع والنشر إلى بقية مناطق السعودية .. وازدهرت صناعة النشر وازداد الطلب على منتجاتها بشكل كبير جدًا ما جعل الناشرين في مصر ولبنان يركزون على السوق السعودية منذ الخمسينيات والستينيات الميلادية.
ونظرًا لانتشار الكتاب الورقي بدأت تنظيم معارض الكتب ومنها معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أقيمت النسخة الأولى منه في الأول من يناير 1978 في جامعة الرياض التي أصبحت الآن جامعة الملك سعود ثم استمر المعرض في مواقع أخرى ولقي إقبالًا كبيرًا ومبيعات عالية ما جعل دور النشر العربية والعالمية تتسابق على وجودها ضمن العارضين فيه ما أكد على أن الرياض تقرأ منذ وقت مبكر.
ورغم تراجع اهتمام الأجيال الجديدة بالكتاب الورقي والانصراف إلى وسائل النشر الأخرى فقد ظل الكتاب صامدًا ومعارض الكتب في السعودية والخليج وبعض من الدول العربية تقام كل عام ولكن إيرادات المبيعات تراجعت.
إلى جانب التوسع في اتاحة هذه المؤلفات في قوالب النشر الإلكتروني، وتشجيع حركة الترجمة للمؤلفات السعودية ذات المستوى المتميز إلى لغات أخرى سيحقق الدعم المطلوب ليبقى الكتاب السعودي مزدهرًا ومنتشرًا، بانتظار برنامج متقن لتطويره وفق رؤية 2030 التي تدعم كل عمل يرفع اسم بلادنا عاليًا في جميع المجالات.