الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 | 22 رَبِيع الثَّانِي 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين11.05
(-0.36%) -0.04
مجموعة تداول السعودية القابضة208.4
(0.05%) 0.10
الشركة التعاونية للتأمين137.6
(-0.65%) -0.90
شركة الخدمات التجارية العربية106.6
(-1.02%) -1.10
شركة دراية المالية5.67
(-0.18%) -0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب38.36
(1.27%) 0.48
البنك العربي الوطني25.48
(-0.93%) -0.24
شركة موبي الصناعية13.24
(-5.36%) -0.75
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة36.08
(-1.90%) -0.70
شركة إتحاد مصانع الأسلاك25.48
(-0.47%) -0.12
بنك البلاد29.06
(-0.34%) -0.10
شركة أملاك العالمية للتمويل13.16
(1.23%) 0.16
شركة المنجم للأغذية61.2
(-0.49%) -0.30
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.32
(1.73%) 0.21
الشركة السعودية للصناعات الأساسية61
(0.25%) 0.15
شركة سابك للمغذيات الزراعية121.3
(0.25%) 0.30
شركة الحمادي القابضة34.44
(-0.98%) -0.34
شركة الوطنية للتأمين15.78
(-1.07%) -0.17
أرامكو السعودية24.97
(0.89%) 0.22
شركة الأميانت العربية السعودية21.49
(0.66%) 0.14
البنك الأهلي السعودي38.94
(1.30%) 0.50
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات35
(1.51%) 0.52


علي الشدي

لعل من حسن التوفيق أو جودة التخطيط أن يقام معرض الرياض للكتاب في اليوم التالي لاختتام مؤتمر الاستثمار الثقافي الذي نظمته وزارة الثقافة وكلاهما في عاصمة القرار والفكر والاستثمار الرياض، في تسلسل يؤكد أن الثقافة بوصفها مكوناً أساساً في هوية الشعوب، ووعاء حافظاً ومشكِّلاً لحضاراتها اصبح اليوم ضرورة اقتصادية ومورداً استثمارياً يسهم بشكل مباشر (إلى جانب فوائده واستثماراته غير المباشرة) في النماء الاقتصادي، أو كما وصفها وزير الثقافة في كلمة افتتاح المؤتمر بأن قطاع الثقافة "رافعة اقتصادية، قفزت بمساهمته في الناتج المحلي منذ انطلاق رؤية السعودية 2030 إلى 1.6%؜ من الناتج المحلي، وتجاوز عدد العاملين فيه 234 ألفاً، وبلغت قيمة الدعم المالي المتدفق إليه نحو 2  مليار دولار في العام الماضي 2024.

وهو تأكيد من الوزير المثقف أن ديمومة الحراك الثقافي تتطلب النظر إلى جوانبه المالية وآثاره الاقتصادية، مع عدم إغفال العناية بأصله الذي يتمحور حول الفكر والمعرفة والإبداع وتوفير البيئة المحفزة لتبقى وتتطور.. وفي اليوم التالي للمؤتمر يفتتح معرض الرياض الدولي للكتاب أبوابه بتنظيم تحت شعار "الرياض تقرأ" ما يدل على أن الكتاب الورقي ما زال صامدًا رغم المنافسة الشديدة من وسائل النشر الإلكتروني وكذلك الحملات الإعلانية والإعلامية التي تروج أن الكتاب قد انتهى دوره، وهو ما أدى إلى تراجع حماس الناشرين والمطابع حتى كادت معظم دور النشر والمطابع أن تتوقف أو تنسحب من السوق بعد أن كانت السعودية من أفضل أسواقها.

ولم يكن ازدهار الكتاب الورقي في بلادنا مرحلة عابرة أو حدثًا جديدًا .. فقد اهتم الملك المؤسس عبدالعزيز بإيجاد مطابع حديثة في مكة المكرمة والمدينة المنورة أولًا لطباعة التقويم الرسمي وكتب التراث والثقافة .. ثم امتد الاهتمام بالمطابع والنشر إلى بقية مناطق السعودية .. وازدهرت صناعة النشر وازداد الطلب على منتجاتها بشكل كبير جدًا ما جعل الناشرين في مصر ولبنان يركزون على السوق السعودية منذ الخمسينيات والستينيات الميلادية.

ونظرًا لانتشار الكتاب الورقي بدأت تنظيم معارض الكتب ومنها معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أقيمت النسخة الأولى منه في الأول من يناير 1978 في جامعة الرياض التي أصبحت الآن جامعة الملك سعود ثم استمر المعرض في مواقع أخرى ولقي إقبالًا كبيرًا ومبيعات عالية ما جعل دور النشر العربية والعالمية تتسابق على وجودها ضمن العارضين فيه ما أكد على أن الرياض تقرأ منذ وقت مبكر.

ورغم تراجع اهتمام الأجيال الجديدة بالكتاب الورقي والانصراف إلى وسائل النشر الأخرى فقد ظل الكتاب صامدًا ومعارض الكتب في السعودية والخليج وبعض من الدول العربية تقام كل عام ولكن إيرادات المبيعات تراجعت.

وأخيرًا: لكي تستمر حركة التأليف وتشجيع المبدعين لإثراء المعرفة ونقل الثقافة المحلية إلى الأجيال وإلى العالم عبر قوالب النشر الورقي منها والإلكتروني فإن الاستثمار الثقافي الذي شهدت النسخة الأولى من مؤتمره توقيع 89 اتفاقية بقيمة 4.3 مليار ريال يؤمل أن يكون فيه مسارات محددة للعناية بحركة التأليف والنشر عن طريق دعم المؤلف السعودي ودور النشر الوطنية، والتوسع في وسائل النشر والتسويق لتلك المنتجات المعرفية سواء في معارض الكتب والارتقاء بأساليب الطباعة وتقنياتها ومساندتها لتستطيع تقديم منتجات مرتفعة الجودة منخفضة التكاليف.

إلى جانب التوسع في اتاحة هذه المؤلفات في قوالب النشر الإلكتروني، وتشجيع حركة الترجمة للمؤلفات السعودية ذات المستوى المتميز إلى لغات أخرى سيحقق الدعم المطلوب ليبقى الكتاب السعودي مزدهرًا ومنتشرًا، بانتظار برنامج متقن لتطويره وفق رؤية 2030 التي تدعم كل عمل يرفع اسم بلادنا عاليًا في جميع المجالات.

كاتب اقتصادي

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية