الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الثلاثاء, 16 ديسمبر 2025 | 25 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.4
(-0.83%) -0.07
مجموعة تداول السعودية القابضة153.2
(-1.48%) -2.30
الشركة التعاونية للتأمين120.2
(-1.31%) -1.60
شركة الخدمات التجارية العربية123.4
(-2.68%) -3.40
شركة دراية المالية5.37
(0.19%) 0.01
شركة اليمامة للحديد والصلب31.74
(-0.87%) -0.28
البنك العربي الوطني21.58
(-0.09%) -0.02
شركة موبي الصناعية11.21
(2.00%) 0.22
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة31.04
(0.52%) 0.16
شركة إتحاد مصانع الأسلاك20.86
(-0.67%) -0.14
بنك البلاد24.97
(-0.91%) -0.23
شركة أملاك العالمية للتمويل11.3
(0.00%) 0.00
شركة المنجم للأغذية52.65
(-0.47%) -0.25
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.48
(-1.12%) -0.13
الشركة السعودية للصناعات الأساسية53.25
(-0.09%) -0.05
شركة سابك للمغذيات الزراعية113.1
(-0.96%) -1.10
شركة الحمادي القابضة28.14
(-0.71%) -0.20
شركة الوطنية للتأمين13.19
(-0.53%) -0.07
أرامكو السعودية23.95
(-0.21%) -0.05
شركة الأميانت العربية السعودية16.56
(-1.43%) -0.24
البنك الأهلي السعودي37.2
(-0.80%) -0.30
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.9
(-0.96%) -0.28


نايف الدندني

في الأسابيع الأخيرة من 2025، أصبحت ناقلات النفط ساحة لصراعات جيوسياسية حادة، حيث تحولت من وسائل نقل تجارية إلى أهداف عسكرية مباشرة. برز ذلك في عملية مصادرة أمريكية درامية لناقلة فنزويلية وسلسلة هجمات أوكرانية على ناقلات “أسطول الظل” الروسي.

هذه الأحداث تكشف عن أن النفط في قلب الأحداث الجيوسياسية وأحد أهم الوسائل في خنق العوائد المالية وتعزيز وسائل الضغط على الدول المعاقبة لكسب نقاط قوة والاستحواذ على أدوات تفاوضية فعالة.

أسطول الظل الذي تشكل سريعاً بعد تفجر الحرب الروسية - الاوكرانية أصبح هدفاً رئيسياً لأوكرانيا لمنع تدفق النفط الروسي خارج روسيا وإعاقة عائدات النفط الروسية التي تعتقد أوكرانيا أنها تمول آلة الحرب الروسية وتشكل شريانا رئيسياً في عناصر القوة الاقتصادية الروسية.

فنزويلا أيضاً اتبعت نفس النهج لتجاوز العقوبات الخانقة على صادراتها النفطية لتضمن تدفق العائدات المالية التي تشكل أكثر من 90% من مداخيلها لإدارة البلاد.

إيران لجأت إلى الآلية ذاتها هرباً من سطوة العقوبات الأمريكية بعد انسحاب الولايات المتحدة وإلغاء الاتفاق النووي معها، الصادرات النفطية الإيرانية المتجهة إلى الصين اتبعت ذات الأسلوب وقام أسطول الظل بمهمة إيصال النفط الإيراني إلى معامل التكرير الصينية وبعض الموانئ الآسيوية التي تعيد تصديره إلى الصين بدورها.

هذا الأسطول الذي يبحر في عباب البحار متخفياً تحت أعلام دول مثل بنما أو جزر القمر وبناقلات  قديمة يُقدر عددها بأكثر من 1400 ناقلة منها نحو 921 معاقبة من الولايات المتحدة أو أوروبا غالباً ما يطفئ أنظمة التتبع لإخفاء مواقعه رغم ما قد ينتج عن مثل هذا الإجراء من مخاطر الحوادث البيئية والتصادمات الكارثية.

اقتصادياً يمكّن هذا الأسطول الدول المعاقبة من الحفاظ على تدفق الإيرادات النفطية الضرورية لهذه الدول، لكنه يرفع تكاليف الشحن والتأمين ويجبر البائعين على تقديم خصومات كبيرة مقابل قبول المشترين المخاطر المترتبة على قبول شراء نفط تحت وطأة العقوبات الأمريكية التي تطول المشترين.

 بيد أن أسطول الظل الذي كان يتحرك دون إعاقات حقيقة أصبح تحت تهديد الإيقاف والعمليات العسكرية، ففي العاشر من ديسمبر الحالي نفذت قوات أمريكية عملية جريئة بمصادرة الناقلة العملاقة Skipper في المياه الدولية قبالة سواحل فنزويلا.

كانت الناقلة التي يبلغ طولها 333 متراً تحمل نحو 1.8 مليون برميل من النفط الخام الفنزويلي الثقيل بقيمة 100 مليون دولار، حيث شارك في العملية خفر السواحل الأمريكي مدعوماً بمروحيات عسكرية عندما هبط جنود مسلحون على سطح السفينة دون وقوع إصابات. كان جزء من الشحنة متجهاً إلى كوبا قبل أن تقوم بإعادة بيعها في آسيا.

هذه الناقلة أيضاً ترزح تحت العقوبات الأمريكية  منذ 2022 بسبب تورطها سابقاً في نقل نفط إيراني، وارتباطها بشبكات تصنفها الولايات المتحدة جماعات إرهابية. ورغم أن العملية أدت إلى تعليق شحنات أخرى وارتفاع مؤقت في أسعار النفط بنسبة 2% إلا أن الرئيس الأمريكي علق على العملية موجهاً كلامه للحكومة الفنزويلية الحالية: "سنصادر مزيدا من نفطكم". الحكومة الفنزويلية بدورها اتهمت الولايات المتحدة بالقرصنة الدولية حيث انخفض إنتاجها النفطي إلى أقل من مليون برميل يومياً وفاقم الأزمة الاقتصادية هناك.

في الوقت نفسه كثفت أوكرانيا هجماتها على ناقلات أسطول الظل الروسي في البحر الأسود. ففي اليوم نفسه أعلنت كييف إصابة الناقلة  داشان التي تحمل علم جزر القمر بأضرار حرجة باستخدام طائرات مسيرة بحرية التي تسمى Sea Baby. كان هذا الهجوم الثالث في أسبوعين، بعد إصابة ناقلتين أخريين في نوفمبر استهدف تقليل إيرادات روسيا النفطية التي تراها أوكرانيا مصدراً يمول الحرب، وهو ما أدى إلى إلحاق أضرار بقيمة عشرات الملايين ورفع تكاليف التأمين على الناقلات الروسية.

هذه الحوادث تسلط الضوء على تحول الصراعات النفطية نحو سلاسل التوريد البحرية، هذه الحوادث رغم أنها تشكل عاملاً مباشراً يحد من تدفق النفط المعاقب إلى الأسواق، ما يدعم الأسعار، لكنها في الوقت نفسه قد تزيد مخاطر التسربات البيئية بسبب قدم الناقلات والمخاطر المصاحبة لمثل هذه العمليات العسكرية.

لقد أصبحت ناقلات النفط أداة في الحرب الاقتصادية خصوصاً مع تصعيد أمريكي ضد فنزويلا وأوكراني ضد روسيا، وهو ما قد يعيد تشكيل هيكلة سوق النفط بتجفيف النفط المعاقب وإعادة أسطول الظل من ظلام المحيطات إلى نور شاشات الأسواق.

خبير إستراتيجي في شؤون الطاقة

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية
أسطول الظل ناقلات نفط في الظلام