بعد 3 أعوام فقط من إطلاق تشات جي بي تي في 30 نوفمبر 2022، تغيّر وجه الذكاء الاصطناعي التوليدي جذرياً.
لم تعد روبوتات الدردشة أدوات تجريبية، بل أصبحت حاضرة في التعليم والصحافة والبرمجة وحتى اتخاذ القرار، لكن سؤالاً أساسياً يفرض نفسه اليوم، وهو هل أصبحت هذه النماذج أكثر دقة حقاً، أم أن الفجوة بين طموحات التقنية وواقعها ما زالت قائمة، وفقا لـ "سي إن إن"؟.
تراجع في الأخطاء.. لكن الصورة ليست وردية
تكشف دراسة حديثة صادرة عن اتحاد الإذاعات الأوروبية والـ "بي بي سي" جانباً مقلقاً من أداء النماذج الأشهر، وهي أن النسخ المجانية من تشات جي بي تي وجيميني وكوبيلوت وبيربلكسي لا تزال تنتج قدراً كبيراً من الأخطاء رغم التحسن الملحوظ خلال العام الجاري.
أظهرت البيانات، التي جُمعت بين مايو ويونيو 2025 وأُخضعت لتحليل مجموعة من الصحافيين، أن 48% من الإجابات اشتملت على مشكلات في الدقة، من بينها 17% أخطاء كبيرة تتعلق بالمصادر أو فقدان السياق.
وأوضحت الدراسة أن هذا التحسن لا يلغي حقيقة أن الوضع كان أسوأ بكثير قبل أشهر فقط، ففي ديسمبر 2024، وصلت نسبة الإجابات غير الدقيقة إلى 72% للنماذج الـ4 نفسها، منها 31% أخطاء جسيمة.
توضح مقارنة الأرقام وجود تحسن، لكنه يبقى تحسناً بطيئاً ولا يرقى إلى توقعات المستخدمين الذين يعتمدون على هذه الأدوات يومياً.
مشكلات مستمرة رغم التطور التقني
رغم التطور اللافت في قدرة النماذج على تلخيص المعلومات والتعامل مع أوامر معقدة وحتى المساهمة في كتابة الشيفرات، يرى خبراء أن سوء فهم السياق وتقديم معلومات غير دقيقة تبقى عوائق أساسية أمام هذه النماذج.
وبالنسبة لقطاعات حساسة كالطب والقانون والتعليم، تبقى هذه الأخطاء مصدر قلق حقيقياً، خصوصاً مع زيادة اعتماد المؤسسات والأفراد على الذكاء الاصطناعي في القرارات اليومية.

Screenshot 2025-11-30 093338
وشكّل إطلاق تشات جي بي تي نقطة تحوّل حقيقية دفعت الشركات إلى سباق محموم لتطوير أكبر وأذكى النماذج اللغوية، كما أسهم دخول جوجل ومايكروسوفت وشركات ناشئة على خط المنافسة في تسريع وتيرة الابتكار.
وفقا لما كشفت عنه الدراسة، فإن الأرقام تظهر أن الطريق لا يزال طويلاً قبل الوصول إلى دقة يمكن الاعتماد عليها في المهام عالية المخاطرة.
