تعتزم شركة "جوجل"، التابعة لـ"ألفابت"، استثمار نحو 15 مليار دولار في جنوب الهند لإنشاء مركز للبنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الخمس المقبلة، في خطوة تُعد من أكبر رهاناتها على الدولة سريعة النمو.
أعلنت الشركة الأمريكية يوم الثلاثاء، عن خططها لإنشاء مركز بيانات في مدينة فيساخاباتنام الساحلية، مزود بمصادر طاقة متجددة وشبكة ألياف ضوئية. وأكدت "جوجل" في بيان أن المشروع، الذي يُمثل أكبر استثمار لها في الهند حتى الآن، سيكون ركيزة أساسية في خطة الحكومة المحلية لدفع نمو قطاع الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
من جانبه، أوضح وزير التكنولوجيا في ولاية أندرا براديش، نارا لوكيش، في تصريحات لـ"بلومبرغ نيوز"، أن الولاية تستهدف الوصول إلى قدرة تشغيلية لمراكز البيانات تبلغ 6 جيجاوات بحلول 2029.
طفرة مراكز البيانات في الهند
تنضم "جوجل" إلى كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية في ضخ استثمارات داخل الهند، التي تُعد واحدة من أبرز المستفيدين من الطفرة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وتخطط شركة "أمازون دوت كوم" (Amazon.com) لاستثمار 12.7 مليار دولار لبناء بنية تحتية سحابية في الدولة الواقعة في جنوب آسيا بحلول 2030، فيما تسعى شركة "أوبن أيه آي" (OpenAI)، المطورة لتطبيق "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، إلى إنشاء مركز بيانات بقدرة 1 جيجاوات في المنطقة.
وبحسب "سي بي آر إي غروب" (CBRE Group)، من المتوقع أن تتجاوز الاستثمارات بسوق مراكز البيانات في الهند 100 مليار دولار بحلول 2027.
أوضح لوكيش أن مركز بيانات فيساخاباتنام وحده يمثل استثماراً يفوق 10 مليارات دولار من "جوجل".
وأضاف لوكيش، وهو نجل رئيس وزراء أندرا براديش، نارا تشاندرا بابو نايدو، أن "الأمر لا يتعلق بتوفير فرص العمل فحسب، بل بالتأثير الأوسع الذي سيُحدثه هذا المشروع والنشاط الاقتصادي الذي سيولده".
أشاد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بهذه التكنولوجيا باعتبارها ركيزة أساسية لتعزيز اقتصاد البلاد وانتشال ملايين المواطنين من براثن الفقر. غير أن البلاد تواجه تحديات تٌعيق تحقيق طموحاته في هذا التوسع، حيث لا تزال موارد المياه المحدودة وخدمات الكهرباء غير الموثوقة تُشكل عقبات كبيرة.
دعم حكومي لتحفيز الاستثمارات
يُعد حزب "تيلجو ديسام" الإقليمي، الذي يتزعمه والد لوكيش، ركناً أساسياً في خطة مودي. وتوفر حكومة ولاية أندرا براديش أراضٍ وكهرباء بأسعار مدعومة لتشجيع إقامة المشروعات الصناعية الجديدة. وفي أواخر تسعينيات القرن الماضي، برز نايدو كأحد أبرز القادة ذوي الرؤية الثاقبة، بعدما لعب دوراً محورياً في تحويل عاصمة ولايته، حيدر آباد، إلى مركز تكنولوجي ضخم يضم اليوم مقرات كبرى لشركات مثل "مايكروسوفت" (Microsoft) و"أوراكل" (Oracle).
وفي الوقت الراهن، يسعى الحزب إلى توظيف نفوذه لضمان سياسات اتحادية مواتية للشركات المستثمرة في أندرا براديش. وقال لوكيش: "نحن منفتحون على محادثات قد تستلزم تدخلاً سياسياً على المستوى الاتحادي"، واصفاً نهج الحزب بأنه "محرك مزدوج، أشبه بقطار سريع".
قال توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لـ"جوجل كلاود" (Google Cloud)، خلال مؤتمر صحافي عقد في نيودلهي: إن مركز الذكاء الاصطناعي "صُمم لتوفير بنية تحتية متكاملة للذكاء الاصطناعي، تهدف إلى تلبية احتياجاتنا الخاصة، وكذلك احتياجات رواد الأعمال والشركات والمؤسسات التجارية هنا في الهند".