شهد العالم صباح الاثنين اضطرابًا واسع النطاق في خدمات الإنترنت، بعد تعطل بعض أكبر المواقع والتطبيقات العالمية، من بينها "أمازون"، و"جوجل"، و"سناب شات"، و"روبلوكس"، و"فورتنايت"، و"كانفا"، في حادث أعاد تسليط الضوء على مدى اعتماد الاقتصاد الرقمي العالمي على مزودي الخدمات السحابية، وفي مقدمتهم شركة "أمازون ويب سيرفيسز" (AWS) بحسب موقع "يورونيوز".
بدأت الأعطال في نحو الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت وسط أوروبا، وفقًا لموقع "داون ديتيكتور" المتخصص في تتبع الأعطال التقنية، وتركزت في المقام الأول داخل الولايات المتحدة، لا سيما في ولاية فرجينيا التي تعد من أكبر مراكز البيانات في العالم. وقد أشار محللو موقع "ThousandEyes" إلى أن المنطقة المتأثرة تُعرف باسم "US-EAST-1"، وهي محور رئيسي للبنية التحتية السحابية لشركة أمازون.
وأوضحت "أمازون ويب" في بيان أولي أن الخلل يرتبط بـ"معدلات أخطاء مرتفعة" في الطلبات الموجهة إلى خدمة تخزين البيانات "DynamoDB" داخل المنطقة المذكورة، مشيرة إلى أن فرقها الهندسية تعمل على معالجة المشكلة وفهم سببها الجذري. وأضافت الشركة في تحديث لاحق أنها "تواصل العمل لاستعادة الخدمات بشكل كامل"، مؤكدة أن العديد من المواقع بدأت في التعافي التدريجي.
تسببت المشكلة في تأثيرات متسلسلة امتدت إلى قطاعات متعددة، إذ أبلغ مستخدمون حول العالم عن صعوبة في الوصول إلى خدمات الألعاب الإلكترونية، ومنصات الاتصالات، ومواقع حكومية مثل هيئة الضرائب البريطانية (HMRC)، إلى جانب شركات الاتصالات الفرنسية "SFR" و"Free"، ومنصة تداول العملات المشفرة "كوين بيس" التي طمأنت عملاءها بأن أموالهم في أمان.
كما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الانقطاع شلّ مؤقتًا أنظمة تسجيل الوصول في بعض المطارات الأمريكية، ما أدى إلى ازدحام المسافرين في مطار لاغوارديا في نيويورك بعد توقف الأكشاك الإلكترونية عن العمل.
ويبرز هذا الانقطاع هشاشة البنية الرقمية العالمية رغم ضخامة استثماراتها. فخدمة "أمازون ويب" تُعد العمود الفقري لشبكة الإنترنت التجارية، إذ توفر البنية التحتية التي تعتمد عليها آلاف الشركات والمواقع الكبرى لتشغيل خوادمها وتخزين بياناتها. وتعتمد شركات التقنية الناشئة والمؤسسات المالية وشركات الطيران وحتى الحكومات على خدماتها لتجنب بناء مراكز بيانات داخلية مكلفة.
ومع أن خدمات "أمازون ويب" بدأت تستعيد استقرارها التدريجي، إلا أن الحادثة تعيد طرح سؤال جوهري حول مدى قدرة العالم الرقمي على مواجهة الأعطال المفاجئة، ومدى تنوع بدائل الشركات الكبرى لضمان استمرارية خدماتها في عصر يعتمد فيه الاقتصاد العالمي بشكل غير مسبوق على السحابة.