يمثل "الاقتصاد البرتقالي" أو "الاقتصاد الإبداعي والثقافي" نحو 3.2% من الناتج القومي العالمي، ما يجعله "رابع أكبر اقتصاد في العالم"، مؤكدا دوره الكبير في توليد الوظائف، وتعزيز الابتكار، ودفع النمو الاقتصادي المستدام على المستوى الدولي، وفق ما أكده لـ"الاقتصادية " رئيس مكتب ترويج الاستثمار والابتكار في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" الدكتور هاشم حسين.
وعلى هامش المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" المنعقد في الرياض، أشار الدكتور هاشم إلى أن هذا القطاع يوفر أكثر من 50 مليون وظيفة مباشرة وأكثر من 100 مليون وظيفة غير مباشرة، ما يبرز دوره المتنامي في سوق العمل العالمي، إضافة إلى تجاوز حجم الصادرات السنوية من منتجاته 750 مليار دولار، فيما تصل قيمة صادرات الخدمات المرتبطة به مثل الذكاء الصناعي والرقمنة، إلى نحو 1.5 تريليون دولار، في مؤشر على النمو المتسارع لهذا القطاع مع تزايد الطلب العالمي على التقنيات الرقمية والإبداعية.
الاقتصاد البرتقالي المعروف بـ"الاقتصاد الإبداعي والثقافي"، يشمل الصناعات التي تعتمد على الإبداع والمعرفة والابتكار كمصدر رئيسي للقيمة الاقتصادية. ويضم هذا القطاع مجالات متنوعة مثل: الفنون، والتصميم، والإعلام الرقمي، والألعاب الإلكترونية، وصناعة الأفلام والموسيقى، والهندسة الإبداعية، والبرمجيات، والتقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي والرقمنة.
4 محاور رئيسية للمبادرة الدولية للاقتصاد البرتقالي
حسين أوضح أن المبادرة الدولية للاقتصاد البرتقالي تقوم على 4 محاور رئيسية مترابطة، أولها التجارة والتبادل الثقافي والمعرفي، حيث لعبت المنطقة العربية تاريخيا دورا مهما عبر طرق التجارة القديمة، ويركّز المحور الثاني على الذكاء الاصطناعي والرقمنة باعتبارهما محركين رئيسيين لاقتصادات المستقبل، بينما يتناول المحور الثالث تقليص الفجوة بين اقتصاد المنتج، المرتبط غالبًا بالدول النامية، واقتصاد الخدمات الذي يتركز في الدول الصناعية المتقدمة، أما المحور الرابع فيهدف إلى ربط المنتجات الصناعية بالخدمات الرقمية لرفع القيمة المضافة وتعزيز القدرة التنافسية.
وشدد حسين على أن المنظمات الأممية تعمل من خلال هذه المبادرات على تقليص هذه الفجوة الاقتصادية التي تُمثل مليارات الدولارات، عبر دمج الخدمات الرقمية مع المنتجات الصناعية وتطوير منظومات اقتصادية متكاملة تمكّن الدول النامية من تعزيز تنافسيتها. كما أكد أن المبادرة تمثل خطوة مهمة لفهم الاتجاهات العالمية في الابتكار والإبداع، وتحديد أفضل التجارب التي يمكن تعميمها لدعم التنمية الاقتصادية المستدامة، مشيرًا إلى أن التركيز على الاقتصاد البرتقالي والإبداعي والتحول الرقمي وتكامل المنتجات والخدمات سيشكل أحد أهم المسارات الاقتصادية المؤثرة خلال السنوات المقبلة.
مبادرة دولية للمشاريع الابتكارية
ولفت حسين إلى أن مكتب اليونيدو للاستثمار والتكنولوجيا في البحرين أطلق هذا العام مبادرة دولية بعنوان “النداء الدولي للاقتصاد البرتقالي والإبداعي”، بهدف استكشاف أبرز المشاريع الابتكارية على مستوى العالم في هذا القطاع الصاعد، حيث استقطبت هذه المبادرة أكثر من 800 مشروع من نحو 84 دولة، حيث عملت لجان تقييم متخصصة خلال الفترة الماضية على فرز وتقييم المشاريع المشاركة، تمهيدا للإعلان عن القائمة النهائية المكونة من 10 فرق خلال فعالية خاصة تعقد غدا في الرياض.
وقال: إن الإعلان النهائي عن الفائزين الـ3 سيجرى في فبراير 2026 في البحرين، خلال المنتدى العالمي لريادة الأعمال الـ6، موضحا أن المبادرة لا تقتصر على المنافسة والجوائز، بل تهدف إلى بناء شبكة تعاون عالمية لتعزيز الاقتصاد الإبداعي، ودعم الابتكار، وتطوير ريادة الأعمال، وتعزيز دمج التقنيات الحديثة في الاقتصاد العالمي.

