اختتمت الأسهم الأمريكية تداولات جلسة اليوم الخميس على ارتفاع جماعي، وسط حالة من التفاؤل الحذر في الأسواق عقب تباين نتائج أعمال الشركات المدرجة، وتراجع المخاوف الجيوسياسية بعد تأكيد البيت الأبيض عقد اجتماع مرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج الأسبوع المقبل، في إطار جولة ترمب الآسيوية.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 38.77 نقطة أو بنسبة 0.58% ليغلق عند 6738.17 نقطة، وصعد مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 197.95 نقطة أو بنسبة 0.87% إلى 22938.34 نقطة، بينما زاد مؤشر داو جونز الصناعي 143.50 نقطة أو 0.31% ليصل إلى 46733.91 نقطة.
وجاءت مكاسب السوق مدعومة بشكل رئيسي من أسهم قطاع التكنولوجيا التي قادت المؤشرات إلى الصعود، فيما سجل مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة أفضل أداء بين المؤشرات الرئيسية، ما عكس عودة جزئية لشهية المخاطرة في الأسواق الأمريكية.
وأكد البيت الأبيض أن لقاء ترمب وشي سيُعقد الأسبوع المقبل في محاولة لخفض التصعيد التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم، بعد سلسلة من الإجراءات الانتقامية المتبادلة التي شهدتها الأيام الماضية. وقد أسهم الإعلان في تهدئة قلق المستثمرين بشأن استمرار التوترات التجارية، ودعم تحركات الشراء في الأسهم المرتبطة بالنمو العالمي.
وفي تطور آخر على الساحة الجيوسياسية، أعلن ترمب فرض عقوبات على شركات نفط روسية، في خطوة تمثل تحوّلاً حادًا في سياساته تجاه موسكو، وذلك في إطار تشديد الضغط على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا. ودفعت الخطوة أسعار النفط العالمية للارتفاع مع تزايد المخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات.
وقال رئيس إدارة المحافظ الاستثمارية في شركة هورايزون إنفستمنتس بمدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا زاكاري هيل، إن تأكيد اللقاء بين الرئيسين الأمريكي والصيني يمثل "إشارة إيجابية للأسواق". وأضاف: "المعنويات شهدت تقلبات حادة في الآونة الأخيرة نتيجة التصعيد التجاري، وتأكيد اللقاء خفف من حدة التوتر. إلى جانب ذلك، فإن نتائج أرباح الشركات جاءت قوية بشكل عام، ما يوفر دعماً أساسياً للأسواق".
ويرى محللون أن المكاسب الأخيرة تعكس مزيجاً من التفاؤل الحذر والرهان على قوة الأرباح، في ظل استمرار عوامل عدم اليقين المرتبطة بالسياسة الخارجية الأمريكية ومسار أسعار الفائدة، مؤكدين أن أي تطورات إيجابية في العلاقات الأمريكية–الصينية قد تمنح الأسواق دفعة قوية في الأسابيع المقبلة.

