الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الاثنين, 27 أكتوبر 2025 | 5 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين10.83
(0.00%) 0.00
مجموعة تداول السعودية القابضة191
(-0.52%) -1.00
الشركة التعاونية للتأمين129.1
(0.62%) 0.80
شركة الخدمات التجارية العربية108.3
(1.79%) 1.90
شركة دراية المالية5.69
(0.89%) 0.05
شركة اليمامة للحديد والصلب37.5
(0.16%) 0.06
البنك العربي الوطني24.24
(0.17%) 0.04
شركة موبي الصناعية12.4
(-7.46%) -1.00
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة36.12
(-1.26%) -0.46
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.78
(-0.48%) -0.12
بنك البلاد29.26
(0.21%) 0.06
شركة أملاك العالمية للتمويل13.15
(0.84%) 0.11
شركة المنجم للأغذية56.95
(-1.04%) -0.60
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.33
(0.08%) 0.01
الشركة السعودية للصناعات الأساسية60.5
(0.33%) 0.20
شركة سابك للمغذيات الزراعية123
(-0.08%) -0.10
شركة الحمادي القابضة35.04
(-2.18%) -0.78
شركة الوطنية للتأمين14.71
(0.07%) 0.01
أرامكو السعودية25.8
(0.23%) 0.06
شركة الأميانت العربية السعودية20.13
(-0.10%) -0.02
البنك الأهلي السعودي39.32
(0.82%) 0.32
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات33.5
(-0.12%) -0.04

كان إنتاج الألماس الجديد عملية تستغرق ملايين أو حتى مليارات السنين. أما الآن، فلا يستغرق الأمر سوى أسبوع تقريبا.

داخل مصانع متخصصة، تُحاكي آلات ضخمة تزن 50 طنا الضغط الساحق ودرجات الحرارة المرتفعة داخل قشرة الأرض، محولة بلورات صغيرة جدا إلى أحجار لامعة خالية من العيوب في غضون أيام قليلة.

تصدرت الصين مشهد إنتاج الألماس الصناعي، ما مكن مصانعها من تصنيع الأحجار الكريمة بكميات هائلة، إذ تنتج البلاد من الألماس الخام أكثر مما تنتجه جميع دول العالم الأخرى مجتمعة، بحسب ما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

تحظى هذه الأحجار باهتمام متزايد من المستهلكين. تشهد مبيعات الألماس المُصنع مخبريا ازدهارا ملحوظا، حيث تتوقع شركة Fortune Business Insights أن تنمو السوق من 25.89 مليار دولار في 2024 إلى 74.45 مليار دولار بحلول 2032.

لكن صعود الألماس الصناعي يثير أيضا تساؤلات في ظل تحول الاتجاهات. فمع تحول الألماس من مورد ثمين إلى منتج صناعي، يتساءل كثيرون: هل تُقلل الأحجار الصناعية الطلب على الألماس الحقيقي؟

تزايدت التكهنات مع انخفاض أسعار الأحجار الطبيعية عالميا، وتشير استطلاعات رأي المستهلكين إلى ارتفاع سريع في مشتريات الأحجار المُصنعة مخبريا.

انخفاض أسعار الألماس الطبيعي

انخفضت أسعار الألماس الطبيعي 30% خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ولا تزال تتجه نحو الانخفاض، حيث انخفضت 5.7% في 2025 حتى أغسطس، وفقا لمؤشر زيمنيسكي للألماس الخام، الذي يتتبع تغيرات أسعار الأحجار الكريمة غير المصقولة.

في الولايات المتحدة، أكبر سوق للألماس في العالم، يشتري أكثر من نصف الأزواج خواتم خطوبة من الألماس الصناعي، بحسب مسح أجراه موقع "ذا نوت"، المتخصص في تخطيط حفلات الزفاف.

وأفاد خبراء في هذا المجال بأن مجموعة من العوامل الاقتصادية والثقافية تدفع المستهلكين نحو الألماس الصناعي، رغم أن التأثير طويل المدى في سوق الألماس الأوسع لا يزال غير واضح.

قال زوهوا فان، نائب المدير العام في شركة Zhongjing Diamond لتصنيع الألماس: إن الانخفاض الأخير في مبيعات الألماس الطبيعي قد يكون مجرد هبوط مؤقت ناجم عن تباطؤ اقتصادي عالمي.

وأضاف: "لسنا بصدد تدمير سوق الألماس الطبيعي، فهذا يعني تدمير سوقنا. ما يحدث هو ببساطة انعكاس للظروف الاقتصادية العالمية. المستهلكون يتحلون بالعقلانية".

مع ذلك، يرى آخرون أن تغير سلوك المستهلكين قد يكون له دور أيضا.  قد يكون السبب هو أن الألماس الصناعي يتوافق ببساطة مع قيم كثيرين من جيل الألفية، الذي بدأ يحل محل جيل الطفرة السكانية كسوق رئيسية للألماس. ويؤكد مارتي هوروفيتز، المدير التنفيذي لمنظمة التجارة العالمية للألماس، أن هذا الجيل يفضل المنتجات الأقل تكلفة والأكثر استدامة، والألماس الصناعي يلبي الاحتياجات الراهنة.

ليس مجرد تقليد

من السهل فهم سبب انجذاب كثير من المستهلكين. فالألماس الصناعي ليس مجرد تقليد: فهو مطابق كيميائيا وفيزيائيا للأحجار الطبيعية. ولا يمكن التمييز بين الاثنين بالعين المجردة.

لكن الألماس الصناعي أرخص بكثير، حيث يبلغ سعر قيراط واحد من الألماس الصناعي 700 دولار. ويمكن أن يكون سعر جوهرة طبيعية من الحجم نفسه أعلى بعشرة أضعاف، وأحيانا أكثر.

يرى هوروفيتز أن الانتشار السريع للألماس الصناعي مثير للدهشة، خاصة لأنه تم بشكل طبيعي ودون دعم كبير من العلامات التجارية الكبرى.

من جهته، قال بول زيمنيسكي، المحلل الرائد في صناعة الألماس ومؤسس مؤشر أسعار زيمنيسكي، إن الطلب على الألماس الصناعي بدأ في الارتفاع في 2019 تقريبا، عندما أصبحت أسعار الألماس الصناعي أرخص نحو 40 إلى 50 % من الألماس الطبيعي ذي الجودة المماثلة".

مشيرا أن الابتعاد الواسع عن الألماس الطبيعي سيكون خبرا سيئا لشركات المنتجات الفاخرة. لكن شركات الألماس الصناعي في الصين تواجه أيضا مشكلات مع دخول لاعبين جدد إلى السوق واحتدام المنافسة.

لعبت الصين دورا فريدا في تطوير الألماس الصناعي. بدأت البلاد الاستثمار في هذه الصناعة في ستينيات القرن الماضي بدافع الحاجة الملحة لإنتاج الألماس الصناعي لقطاعها العسكري، ونجحت في إنتاج أول حجر مصنع مخبريا في 1963.

على مدى العقود التالية، أصبحت الصين رائدة عالمية في تقنية الضغط العالي ودرجة الحرارة العالية (HPHT) - وهي إحدى الطرق الرئيسية المستخدمة في إنتاج الألماس الصناعي - واستثمرت بشكل كبير لتوسيع الإنتاج، معتبرة القطاع واعد النمو.

إنتاج المصانع الصينية

في 2024، أنتجت مصانع الصين 22 مليون قيراط من الألماس الصناعي، أي أكثر من نصف إجمالي الإنتاج العالمي، بحسب بيانات مؤتمر صناعة الألماس الذي عُقد أواخر سبتمبر في تشنجتشو.

ومع الارتفاع الهائل في مبيعات الألماس الصناعي، يعمل المنتجون الصينيون في بيئة صعبة. فمعظمهم يقتصر نشاطهم على الجزء الأولي منخفض الهامش من سلسلة التوريد، حيث ينتجون الألماس الخام الذي يباع بجزء بسيط من تكلفة الحجر النهائي.

قال مدير التسويق في شركة  Zhongjing Diamond، شيونجلي تشاو: "يُباع حجر خام وزنه قيراط واحد بنحو 20 دولارا، ولكن بمجرد صقله وتحويله إلى ماسة مصنعة، يُمكن أن يرتفع سعره بمقدار 30 إلى 40 ضعفا".

ونظرا لوجود عدد كبير من المصانع التي تنتج جميعها المنتج نفسه تقريبا، اشتدت المنافسة بين مصنعي الألماس الخام، ما أجبر المنتجين على خفض الأسعار لتأمين الطلبات. انخفضت أسعار الألماس المصنع بنسبة 70% منذ 2020، رغم استقرارها في الأشهر الأخيرة، بحسب مؤشر زيمنيسكي.

يُستخدم الألماس الصناعي في الدوائر الكهربائية داخل الصواريخ والأقمار الصناعية نظرا لقدرته على توصيل الحرارة ومقاومة الإشعاع. وتستكشف شركات السيارات الكهربائية استخدام الألماس لتحسين أداء البطاريات وسرعات الشحن. ويمكن استخدام الألماس حتى لتطوير تقنية ملاحة من الجيل التالي.

قال فان: "في المستقبل، لن يظهر الألماس الصناعي بالضرورة كمنتج موجه للمستهلكين، مثل الروبوتات أو السيارات الكهربائية. لا يزال بإمكانه لعب دور حاسم داخلها. تخيل الأمر كما لو كان شريحة في قلب جهاز".

وقال خبراء الصناعة إن الصين، رغم هيمنتها على الإنتاج، تواجه حاليا صعوبة في إجراء أبحاث متقدمة حول الألماس الوظيفي، لكن من المرجح أن يتغير ذلك قريبا.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية