تسعى "ناسداك" ثاني أكبر بورصات أمريكا، للحصول على موافقة تنظيمية لتمديد ساعات التداول في منصاتها للأسهم إلى 23 ساعة خلال أيام العمل الأسبوعية.
الشركة المشغلة تقدمت بطلب إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات أمس الاثنين، تسعى "ناسداك" إلى إضافة جلسة تداول إضافية من 9 مساء حتى 4 صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأمريكا، موضحة أن الجلسة ستضاف إلى ساعات التداول الحالية قبل افتتاح السوق، وأثناءه، وبعد الإغلاق.
نائب الرئيس الأول للأسواق في أميركا الشمالية لدى "ناسداك" تشاك ماك قال في بيان "يعكس هذا التطور حقيقة بسيطة مفادها أن المستثمرين العالميين يتوقعون الوصول إلى الأسواق وفق شروطهم وفي مناطقهم الزمنية، من دون المساس بالثقة أو نزاهة السوق".
التمديد استجابة للطلب العالمي
تنضم البورصة بذلك إلى نظيراتها في الترويج لتنامي الاهتمام بتداول الأسهم الأمريكية خارج ساعات السوق التقليدية، التي تمتد من 9:30 صباحا حتى 4 مساء بتوقيت الساحل الشرقي، من الاثنين إلى الجمعة.
في وقت سابق من هذا العام، أعلنت "ناسداك" نيتها تقديم ساعات تداول إضافية في بورصة الأسهم التابعة لها، في مسعى للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد على الأسهم الأمريكية.
تتوقع البورصة أن تكون جاهزة لإطلاق التداول الممتد في وقت مبكر من الربع الثالث من 2026، شرط الحصول على الموافقات التنظيمية اللازمة والتنسيق مع بقية أطراف القطاع.
كشفت بورصات أخرى عن مساراتها الخاصة لتمديد ساعات التداول، من بينها بورصة نيويورك، التي تخطط لإتاحة التداول لمدة 22 ساعة، وحصل هذا المقترح على موافقة أولية من هيئة الأوراق المالية والبورصات في فبراير، بانتظار إدخال تحديثات على نظام بث بيانات السوق.
متطلبات البنية التحتية والجهات الداعمة
لتحقيق هذا التوجه، يتعين على جهات رئيسية، من بينها شركة "ديبوزيتوري ترست آند كليرينج كورب" المسؤولة عن عمليات المقاصة، ولجان تشغيل مزودي معلومات الأوراق المالية، التي تعرض الأسعار الفورية، تمديد ساعات عملها أيضا.
قد قدمت المؤسستان خططهما بالفعل، حيث أفادت "ديبوزيتوري ترست آند كليرينغ " بأنها تعتزم بدء مقاصة تداولات الأسهم على مدار 24 ساعة يومياً، خمسة أيام في الأسبوع، بحلول الربع الثاني من 2026.
أصبحت ساعات التداول الممتدة أكثر شيوعا خلال جائحة كورونا، إذ أتاحت للمستثمرين التفاعل الفوري مع الأحداث المؤثرة في الأسواق.
بدأت شركات مثل "روبن هود ماركتس" و"إنتراكتيف بروكرز جروب" تمكين عملائها من شراء وبيع الأسهم الأمريكية على مدار 24 ساعة يوميا، خلال 5 أيام في الأسبوع، عبر منصات خارج البورصات التقليدية مثل نظام التداول البديل "بلو أوشن".
جدل في وول ستريت حول جودة التداول
انقسمت آراء وول ستريت بشأن منصات التداول التي تتيح ساعات موسعة، يرى المؤيدون أن المستثمرين داخل أمريكا وخارجها يرغبون في الوصول إلى الأسهم والتفاعل معها خارج ساعات السوق، في المقابل حذر المعارضون من أن جودة التداول قد تتأثر سلبا بسبب انخفاض الأحجام، ما قد يجعل التسعير أقل دقة.
لا يزال الجزء الأكبر من نشاط التداول يتركز حول جرس الافتتاح والإغلاق الشهيرين في أكبر بورصات الأسهم الأمريكية، ومع إضافة ساعات جديدة، يبرز تساؤل قائم حول ما إذا كان المتداولون المؤسساتيون سيبدأون بتنفيذ صفقاتهم خارج هذه الفترات التي تشهد عادة أحجام تداول أعلى.




