يمثّل الاقتصاد المُجهَد، والعدد المتزايد من الأشخاص الذين يستخدمون أدوية إنقاص الوزن، والتغييرات في برامج المساعدات الغذائية الحكومية بعضاً من التحديات التي تلوح في الأفق أمام منتجي الأغذية في العام الجديد.

وتواجه الشركات المصنّعة لما يُعرف بأغذية "وسط المتجر"، وهي عادة الأغذية المُعالجة وفائقة المعالجة مثل الوجبات الخفيفة، صعوبات بالفعل نتيجة تغيّر تفضيلات المستهلكين، كما يُعد تردّد المستهلكين في الإنفاق مصدر قلق إضافياً، وفقا لـ"ماركت ووتش".

من بين الشركات التي لاحظت تغيرات حديثة في سلوك المستهلكين شركتا كروجر ودولار جنرال. فقد قال مسؤولون تنفيذيون في كروجر في وقت سابق من هذا الشهر، إن المتسوقين أصبحوا "أكثر انتقائية" عند زيارة متاجرهم، حيث يشترون مزيدا من السلع المشمولة بالعروض الترويجية ويقلّصون مشترياتهم من السلع العامة.

كما أشارت دولار جنرال في ديسمبر إلى أنها تلاحظ تكرار زيارة بعض العملاء لمتاجرها بوتيرة أعلى، لكن مع إنفاق أقل، في محاولة لترشيد إنفاقهم.

في الوقت نفسه، يتجه المستهلكون بشكل متزايد للتسوق من الأغذية المتواجدة على طرفَي المتجر، وهي عادة الأغذية الطازجة، وفقاً لمحللين في جيفريز في مذكرة حديثة.

وأضافوا: "نتوقع استمرار التحديات التي تواجه قطاع الأغذية حتى 2026، حيث تؤثر ضغوط المستهلكين (وخاصةً ذوي الدخل المنخفض)، وزيادة الإقبال في أدوية إنقاص الوزن، ما سيؤثر سلباً في الطلب ولا سيما على المنتجات الغذائية الأساسية التقليدية في المتاجر".

تراجع مؤشر State Street Consumer Staples Select Sector SPDR ETF بنسبة 0.9% في 2025 حتى يوم الاثنين، في حين ارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 17%.

مع ذلك، أشار المحللون إلى وجود فرصة لتحقيق بعض المكاسب في النصف الثاني من العام، بعد تجاوز ذروة المخاوف المتعلقة بسوق أدوية إنقاص الوزن.

وقد تصاعدت هذه المخاوف عقب موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على أقراص ويجوفي اليومية من شركة نوفو نورديسك، مع خطط لبدء بيعها في أوائل يناير.

نيك مودي، محلل في بنك آر بي سي، قال إن "العناوين المتعلقة بأدوية إنقاص الوزن تعود بقوة في 2026" بسبب الإصدارات الفموية الجديدة التي قد تزيد من معدلات استخدامها، إضافة إلى نية إدارة ترمب دفع استخدام هذه الأدوية عبر خفض أسعارها.

وأوضح مودي، الذي يحلل شركات الأغذية والمشروبات وغيرها من شركات السلع الاستهلاكية الأساسية، أن هذا العام كان "من أصعب الأعوام التي نتذكرها خلال 25 عاماً من متابعتنا للقطاع"، مضيفا أن العام المقبل قد "تسوء فيه الأوضاع قبل تحسنها"، في ظل تغييرات مزايا برنامج المساعدة الغذائية، وبعض الاضطرابات في سوق العمل، والقلق العام بشأن الذكاء الاصطناعي وتأثيره في الأمن الوظيفي.

في وقت سابق من هذا الشهر، وافقت وزارة الزراعة الأمريكية على ستة استثناءات جديدة على مستوى الولايات الأمريكية ضمن مبادرة "لنجعل أمريكا صحية مجدداً"، ما يسمح لبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية بتقييد شراء بعض الأطعمة المصنفه على أنها غير صحية، مثل المشروبات السكرية.

وفي تقرير حديث، ذكرت شركة أبحاث التسويق سيركانا أن المتسوقين الأمريكيين للأغذية يبحثون عن القيمة مقابل السعر، وأشارت إلى أن فئات الأغذية الطازجة هي الأكثر استعدادا لزيادة الطلب، "مدفوعة باتجاهات الحياة الصحية، والاهتمام المتزايد بمكونات المنتجات، إضافة إلى التأثير المتنامي لأدوية إنقاص الوزن".

من الجانب الإيجابي، قالت سيركانا: "يواصل قطاع الأغذية والمشروبات لا يزال يُظهر مرونة وقدرة على التكيّف"، مشيرة أن العلامات التجارية وتجار التجزئة الذين يركّزون على القدرة على تحمّل الأسعار، ومرونة العروض البيعية، وإستراتيجيات التسويق المخصصة، سيكونون في موقع أفضل للنجاح في بيئة المنافسة خلال 2026.