أكد وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة اليوم إتمام التعاقدات الأساسية لأكثر من 60% من حجاج الموسم القادم حتى الآن، على أن تكتمل النسبة المتبقية قبل منتصف شهر رجب المقبل، أي قبل الموسم بـ4 أشهر، جاء ذلك خلال انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض الحج “من مكة إلى العالم”، الذي يستمر حتى الثاني عشر من نوفمبر، بمشاركة واسعة من مختلف دول العالم، ليجسد مكانة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن.
المؤتمر يُعد حدثاً عالمياً يجمع أكثر من 150 دولة، و270 عارضاً، و225 متحدثاً، ويتضمن 143 جلسة وورشة عمل، فيما يتوقع أن يتجاوز عدد زواره 150 ألف زائر. ويقام على مساحة تفوق 60 ألف متر مربع، بمشاركة 18 قطاعاً تمثل منظومة الحج والعمرة، ويتناول 3 مسارات رئيسية تتفرع إلى 12 محوراً متخصصاً، ويشهد توقيع أكثر من 800 اتفاقية تعاون وشراكة.
وأكد وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة في كلمته الافتتاحية أن انطلاقة المؤتمر تأتي استمراراً لمسيرة النجاح التي انطلقت في الثالث عشر من ذي الحجة الماضي، حيث بدأت رحلة الاستعداد المبكر لموسم حج عام 1447هـ بعمل منظم وتنسيق متكامل تحت إشراف اللجنة العليا للحج بقيادة وزير الداخلية السعودي، وبمشاركة أكثر من 60 جهة حكومية منضوية تحت مكتب إدارة مشاريع الحج.
وأوضح أن التطلعات تحولت إلى إنجازات ملموسة يعيشها الحاج والزائر، حيث تم الانتهاء من تجهيز 50% من المشاعر المقدسة لتكون جاهزة بالكامل في الأول من ذي القعدة، إضافة إلى تجهيز أكثر من 40% من المباني السكنية والفندقية بالشراكة مع وزارة السياحة، وإطلاق 30 برنامجاً لتطوير شركات تقديم الخدمة بهدف رفع كفاءة التشغيل وتحسين جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وأشار الربيعة إلى أن التقنية تواصل دورها الحيوي في تسهيل رحلة الحجاج والمعتمرين، حيث تجاوز عدد مستخدمي تطبيق “نسك” 40 مليون مستخدم حول العالم، مستفيدين من أكثر من 100 خدمة رقمية تسهل أداء النسك وتُحسن التجربة، مؤكداً أن التطبيق يدخل الآن مرحلة جديدة من التطور من خلال خاصية “نسك AI” التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتتيح للحجاج والمعتمرين التفاعل بلغاتهم المختلفة والحصول على الإرشاد والمعلومات الفورية أثناء رحلتهم.
وفي الجانب الصحي، شدد الوزير على استمرار الالتزام بمعيار الاستطاعة الصحية لموسم الحج المقبل، بما يضمن سلامة الحجاج والمحافظة على صحتهم في بيئة آمنة ومستدامة، مشيراً إلى تنفيذ برامج توعوية وتثقيفية في أكثر من 30 دولة لرفع الوعي الصحي للحجاج قبل وصولهم إلى السعودية.
كما بين أن جهود الوزارة والشركاء أثمرت في تطوير 71 موقعاً تاريخياً في مكة المكرمة والمدينة المنورة، استقبلت أكثر من 3 ملايين زائر، وبلغت نسبة رضاهم أكثر من 95%، مؤكداً أن المؤتمر يأتي بشراكة مع دارة الملك عبدالعزيز لإبراز التطور النوعي الذي حققته السعودية في خدمة ضيوف الرحمن وتحويل رحلة الحج من تجربة شاقة إلى تجربة يسيرة وآمنة تواكب تطلعات العصر.

