عادت مخاوف الحرب التجارية إلى الواجهة من جديد بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يوم الجمعة الماضي بفرض رسوم جمركية إضافية على الصين نسبتها 100% ابتداء من أول نوفمبر، إضافة إلى وضع ضوابط تصدير على البرمجيات المهمة.
تهديدات ترمب جاءت بعدما كشفت بكين النقاب عن قيود على تصدير المواد الأرضية، وحملت هذه التهديدات معها نذرا بتجدد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
تلقت الأسهم العالمية ضربة في ختام تعاملات الأسبوع الماضي. كما انخفض مقياس الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بأكثر 6%، مسجلا أكبر خسارة منذ تصاعد التوترات التجارية في أبريل الماضي.
كذلك، انخفضت الأسهم الأمريكية إلى ما دون مستوى الـ 21 يوما الأسبوع الماضي، حيث تراجع مؤشر "داو جونز" 2.7% وخسر "إس آند بي 500" 2.4%، فيما انخفض مؤشر "ناسداك" 2.5%، بعد خسائر الجمعة.
"كل جبهات المواجهة قد تتصاعد"
البروفيسو تشو فينج، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة نانجينج حذر من أن "كل جبهات المواجهة بين الجانبين ستشهد تصعيدا إذا فشلت المباحثات التجارية بينهما".
وقال: "أظهرت التوترات التجارية الجديدة أن الولايات المتحدة والصين عرّفتا التنافس بينهما بطرق مختلفة جذريًا. بالنسبة لترمب، فإن قضايا مثل التجارة والتكنولوجيا يمكن معالجتها بشكل منفصل. لكن بالنسبة لبكين، فإن التجارة والتكنولوجيا تُعدّان جزءا ما تعتبره بكين جهدا أمريكيا شاملًا لقمع الصين"، بحسب ما نقلته عنه "بلومبرغ".
في حين ينظر إلى جرأة الصين على أنها نابعة من اعتقاد بأن ترمب في موقف ضعف، استنادا إلى أن مفاوضيه قد أبدوا عدم ممانعة في تقديم تنازلات بشأن الرسوم في وقت سابق، بينما عبر ترمب عن رغبة في زيارة الصين، فإن خبراء يحذرون من أن بكين ربما تكون قد بالغت في تقدير سطوتها ولم تتحسب جيدا لرد فعل ترمب العنيف.
تشو قال بدوره: إنه إذا تصاعدت الحرب التجارية أكثر "فإن هذا بالتأكيد ليس في مصلحة الصين، حيث تطبيق الرسوم الإضافية على البضائع الصينية تضرر اقتصاد بكين أكثر".
الأسواق الصينية تحت ضغط
تهدد احتمالية تجدد الحرب التجارية بين بكين وواشنطن بتقويض الارتفاع الحاد الذي حققته الأسهم الصينية هذا العام وأثره على اليوان، بحسب "بلومبرغ".
كان مؤشر هانج سنج في هونج كونج قد ارتفع 31% منذ بداية العام الجاري، حيث استفادت الأسهم الصينية من الهدنة التجارية مع الولايات المتحدة والتفاؤل بشأن ثقل البلاد المتزايد في مجال الذكاء الاصطناعي.
يتوقع هاريس خورشيد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "Karobaar Capital LP" في شيكاغو، أن تفتح الأسواق الصينية أبوابها غدا الاثنين تحت الضغط.
وقال: "عنوان الرسوم الجمركية وقيود التكنولوجيا الجديدة والقيود التكنولوجية الجديدة سيؤثر في المعنويات من بداية التداول".
هاو هونج، وهو مدير أحد صناديق التحوط التي تتمتع بسجل حافل من التنبؤات الدقيقة بشأن سوق الأسهم الصينية، يرى بدوره أن ضوابط التصدير الصينية والرسوم الأمريكية قد تحد من ارتفاع الأسهم الصينية، لكنه يستبعد أن تعكس الأسهم مسارها التصاعدي.
وبينما يتوقع هونج أن تفعل الصين إجراءات إضافية لحماية أسواقها، فإنه يرى فرصة لتهدئة الوضع قبل الأول من نوفمبر، موعد فرض الرسوم التي هدد بها ترمب.
تمتد المخاوف إلى اليوان، الذي يكون أي ضعف مستدام يطاله سلبيا في العادة للعملات الآسيوية. الدولار الأسترالي، الذي يُوصف بالوكيل الصيني انخفض بنسبة 1.3% يوم الجمعة.
غير أن السندات الحكومية الصينية من المتوقع أن تستفيد من هذه التطورات، حيث انخفض العائد على السندات لأجل 30 عامًا 5 نقاط أساس، وهو أكبر انخفاض منذ أبريل، وفقًا للبيانات الرسمية، بعدما سجل أعلى مستوى منذ نحو عام في وقت سابق، وسط إقبال أقوى على المخاطرة.