ينفق الموظفون الأمريكيون بدوام كامل الآن متوسط 108.68 دولار أسبوعيًا على وجبات الغداء من الاثنين إلى الجمعة، بزيادة أكثر من 20 دولارًا عن العام الماضي الذي بلغ فيه متوسط الإنفاق 88.44 دولار، ما يطرح تساؤلا: هل تحول الموظفون إلى ترف بالغ، وفقًا لاستطلاع أجرته منصة ezCater.
الاستطلاع يشير إلى أن 51% من العاملين يتخطون وجبة الغداء مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا، بينما يختار 17% منهم التغاضي عن تناول الطعام لتوفير المال، وفي ظل ارتفاع الأسعار، يقول 33% من المشاركين إنهم يشترون وجبات أقل، بينما يقتصر 18% على حصص أصغر.
يقول أندرو هيكي، صاحب شركة في نيويورك، إن وجبة الغداء يمكن أن تصل بسهولة إلى 18 دولارًا حتى لو اقتصر الطلب على سلطة بسيطة، مشيرًا إلى أن إضافة البروتين يجعل السعر يرتفع بشكل ملحوظ.
وأضاف وفقا لـ "ماركت ووتش"، أنه تعلم تجنب خدمة التوصيل لأنها قد ترفع السعر بشكل كبير عند احتساب الرسوم والإكرامية. وفجأة، أصبح سعر بوريتو الغداء 25 دولارًا.
يتردد صدى هذا الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي أحد مقاطع فيديو تيك توك، يتساءل أحدهم: "لماذا نجعل سعر الغداء 20 دولارا أمرا طبيعيا؟!".
ارتفاع التكاليف التشغيلية يجبرهم على رفع الأسعار
أليكس كومبتون، صاحب سلسلة مطاعم كومبتون للسندويشات في نيويورك ونيوجيرسي، أشار إلى أن تكاليف اللحوم ارتفعت 20% خلال العام الماضي، والخضراوات 14%. وحرصًا على إبقاء الأسعار في متناول العملاء، يقدم كومبتون وجبة غداء يومية بسعر 16.95 دولار تشمل ساندويتش ومشروب ورقائق البطاطس.
ليس كومبتون الوحيد في هذا الصدد، فقد حذت حذوه عديد من سلاسل المطاعم، خاصةً في قطاعي الوجبات السريعة والوجبات السريعة غير الرسمية.
ومن أبرزها ماكدونالدز، التي واجهت انتقادات لارتفاع أسعارها في السنوات القليلة الماضية، التي أطلقت أخيرًا سلسلة من العروض، بقيمة 8 دولارات. وفي بيان له، قال جو إيرلينجر، رئيس عمليات ماكدونالدز في الولايات المتحدة، إن السلسلة "تركز بشدة على تقديم قيمة مضافة وبأسعار معقولة لعملائنا". وبالتأكيد، يمكن للمستهلكين الاستفادة من هذه الوفورات. ويجد آخرون طرقًا مختلفة لتخفيف عبء الغداء، وخاصةً من خلال تحضير وجباتهم في المنزل.
ويلجأ البعض إلى MealPal، وهي خدمة اشتراك توفر وفورات تصل إلى عدة دولارات لكل وجبة غداء من خلال مطاعم في المدن العشرين التي تخدمها. لا تكشف الشركة المتنامية، وهي شركة خاصة، عن عدد مشتركيها، لكنها تقول إن عشرات الآلاف من وجبات الغداء تُطلب عبر منصتها يوميًا.

بينما يدرس خبراء الطعام إمكانية أن تقدم الشركات وجبات غداء مجانية أو مدعومة لموظفيها، خصوصًا مع تزايد العبء المالي على العاملين.
يُعتبر ستيف زاجور، مستشار صناعة الأغذية الذي يُدرّس أيضًا في جامعة كولومبيا، من بين أولئك الذين يعتقدون أن الشركات ستضطر إلى تبني هذه الفكرة. وإلا، فقد يُترك الموظفون جائعين - وغير سعداء.
إضافة إلى ذلك، يُذكرنا زاجور بأنه من وجهة نظر غذائية، غالبًا ما يُعتبر الغداء أهم وجبة في اليوم وهناك سبب يدفع عديد من الأوروبيين إلى التركيز بشدة على تناول الطعام في منتصف النهار.
تسلط هذه الاتجاهات الضوء على تحول الغداء من وجبة يومية اعتيادية إلى عنصر رفاهية تكلف العاملين أموالًا كثيرة، ما يجعل من إدارة تكاليف الطعام والتخطيط له ضرورة في بيئة العمل الحديثة.
