زاد مؤشر إنفاق السعودية على استكشاف المعادن 600% خلال 7 أعوام ليبلغ 487 ريالا لكل كيلومتر مربع وهو أعلى من مستهدف الرؤية بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" عبد الله الشمراني الرئيس التنفيذي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية.

ووفقا للشمراني جاءت هذه الزيادة نتيجة أنشطة تسريع المسح الجيولوجي والاستكشاف في الدرع العربي الذي انطلق بدعم من التمويل الحكومي، بالتزامن مع إنفاق القطاع الخاص، إذ في 2018، بلغ مؤشر الإنفاق على الاستكشاف في السعودية نحو 80 ريالاً لكل كيلومتر مربع، في حين كان مستهدف الرؤية رفع المؤشر إلى 200 ريال لكل كيلومتر مربع.

السعودية قررت إطلاق حزم بيانات ربعية عن المعادن، لتحديث قاعدة البيانات الجيولوجية في البلاد، واطلاع المستثمرين على أحدث المعلومات التعدينية.

الشمراني أوضح أن حجم الثروات التي تم اكتشافها في السعودية إلى 2024 تقدر بنحو 2.5 تريليون دولار وهذا يشكل ضعف الأرقام المقدرة في 2017.

 السعودية تقدمت على مستوى البيانات الجيولوجية من المرتبة 108 خلال  2017، لتصل حاليا إلى المرتبة 23 مع توحيد القوانين وتحسين قوانين الاستثمار في قطاع التعدين وتوفير المعلومات الجيولوجية للمستثمرين، وهناك جهود لزيادة شركات التعدين التي تخدم السعودية  لتكون في مراكز متقدمة خلال الفترة المقبلة، ووفقا للشمراني فجميع أعمال المسح كانت متزامنة مع عملية المسح الضوئي للعينات التي كانت متواجدة في هيئة المساحة الجيولوجية خلال العقود الثمانية الماضية.

وأضاف: تم تجميع نحو 88 ألف عينة من أعمال المسح الميداني من الأودية الموجودة في الدرع العربي بالكامل، إضافة إلى مسح جوي لكامل الدرع العربي، حيث تم الانتهاء من جمع وتحليل 93% من المنطقة.

منطقة الدرع العربي، تشكيل جيولوجي قديم يغطي الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية، ويتميز بصلابته وثرائه بالمعادن كـالذهب، والنحاس والزنك والحديد. يمتد الدرع العربي على مساحة 630 ألف كيلومتر مربع تشكل نحو ثلث مساحة السعودية، على طول ساحل البحر الأحمر وخليج العقبة من الأردن شمالا إلى اليمن جنوبا.

وخلال كلمته في النسخة الأولى من منتدى "جيومين" الذي استقطب نخبة من الخبراء والجهات والمؤسسات من أكثر من 30 دولة، أوضح الشمراني بأن التوجه العالمي نحو إزالة الكربون، إلى جانب الطلب المتزايد على المعادن، يُمثل تحديًا بالغ الأهمية، منوها بأنه من الضروري   كخبراء أن نُبدع ونتجاوز الأساليب التقليدية لتسريع اكتشاف وتوفير هذه الموارد الأساسية لتلبية احتياجات البشرية.

وقال: إن أنشطة تسريع المسح الجيولوجي والاستكشاف في الدرع العربي انطلقت بدعم من التمويل الحكومي، بالتزامن مع إنفاق القطاع الخاص، وأدى ذلك إلى ارتفاع مؤشر الإنفاق على الاستكشاف ليصل إلى 226 ريالا لكل كيلومتر مربع في 2023 متجاوزا هدف رؤية 2030.

ونوه خلال كلمته "قد مكّننا هذا الاستثمار غير المسبوق من تنفيذ مهامنا بنجاح ملحوظ من خلال توسيع برامج الاستكشاف في المناطق الإستراتيجية في السعودية، إلى جانب التقدم في التحول الرقمي من خلال قواعد البيانات الجيولوجية المتكاملة ومنصة البيانات المفتوحة NGD.

وكنتيجة لهذا التوجه الرقمي، أصدرت السعودية حزم بيانات جديدة رئيسية، تشمل بيانات المسح الجيوكيميائي السطحي وبيانات المسح الجيوفيزيائي الجوي المغناطيسي، تغطي الدرع العربي بمقياس تفصيلي يبلغ 1:100000. ومن خلال إتاحة هذه البيانات الاستكشافية قبل التنافسية يسهم هذا في خفض حواجز الدخول وتوفير الوضوح اللازم للمستثمرين للعمل بثقة، وفقا للشمراني.