الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الخميس, 6 نوفمبر 2025 | 15 جُمَادَى الْأُولَى 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين9.94
(1.02%) 0.10
مجموعة تداول السعودية القابضة193.9
(0.41%) 0.80
الشركة التعاونية للتأمين133.5
(2.06%) 2.70
شركة الخدمات التجارية العربية115
(0.44%) 0.50
شركة دراية المالية5.48
(-0.36%) -0.02
شركة اليمامة للحديد والصلب35.56
(0.45%) 0.16
البنك العربي الوطني23.4
(-0.38%) -0.09
شركة موبي الصناعية11.9
(-1.82%) -0.22
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة34.64
(0.87%) 0.30
شركة إتحاد مصانع الأسلاك24.2
(2.02%) 0.48
بنك البلاد28.5
(-0.07%) -0.02
شركة أملاك العالمية للتمويل12.93
(0.23%) 0.03
شركة المنجم للأغذية54.6
(0.55%) 0.30
صندوق البلاد للأسهم الصينية12.14
(1.25%) 0.15
الشركة السعودية للصناعات الأساسية58
(-0.51%) -0.30
شركة سابك للمغذيات الزراعية120
(-0.08%) -0.10
شركة الحمادي القابضة32.16
(-1.05%) -0.34
شركة الوطنية للتأمين14.18
(0.21%) 0.03
أرامكو السعودية25.84
(0.94%) 0.24
شركة الأميانت العربية السعودية19.17
(0.42%) 0.08
البنك الأهلي السعودي39.24
(-0.41%) -0.16
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات31.82
(-0.56%) -0.18


يواجه قادة العالم اليوم تحدياً مشتركاً في قطاع الطاقة، يتمثل في الحاجة إلى أنظمة كهرباء آمنة، ومنخفضة التكلفة، وصديقة للبيئة بما يساعد على الوفاء بالالتزامات المناخية. لكن تحقيق هذه المزايا الثلاث مجتمعة ليس أمرًا سهلًا، إذ عادةً ما يأتي التركيز على اثنتين منها على حساب الثالثة، ما يضع الحكومات أمام معادلة معقدة تُعرف أحياناً بـ"معضلة الطاقة الثلاثية".

هذه المعضلة تعرقل وتيرة التقدم، في وقت تسعى فيه الدول جاهدة لتحقيق توازن مدروس بين هذه المتطلبات المتضاربة. فعلى سبيل المثال، الدول، ذات الأهداف الطموحة للتحول الأخضر، قد تجد نفسها مضطرّة لبناء أنظمة طاقة احتياطية باهظة التكلفة لضمان ألا تؤدي تقلبات إمدادات الطاقة المتجددة إلى انقطاع الكهرباء عن المواطنين، كنتيجة لصعوبة توافر مصادر الطاقة المتجددة في كل الأوقات.

وفي المقابل، لا يزال الوقود الأحفوري الخيار الأرخص للطاقة في الدول النامية، ما يجعل تحقيق الأهداف المناخية يبدو كأنه ترف وخيار صعب المنال. أما الشبكات الكهربائية التقليدية فهي لم تُصمم للتعامل مع التحديات الحالية، إذ إنها تعتمد على محطات مركزية تعمل بالوقود الأحفوري، وتواجه صعوبة في دمج مصادر الطاقة المتجددة التي لا تعمل بشكل مستمر.

هذا يجعل الحفاظ على استقرار الكهرباء الذي تحتاجه القطاعات الاقتصادية الحديثة أمرا صعبا. كما أن المدن القائمة حالياً تعاني بنية تحتية قديمة ومساحات محدودة، ما يصعّب تجربة حلول جديدة ومشاريع تحولية للطاقة على نطاق واسع.

ولمواجهة هذه التحديات و"المعضلة الثلاثية"، تبرز الحاجة إلى بيئة تتيح التجربة والابتكار، وتملك الموارد والمساحة الكافية لتطوير حلول غير تقليدية. يحتاج العالم مكانا يمكن فيه بناء منظومة طاقة مثالية من الصفر، تجمع بين الأمان، والكفاءة، والاستدامة، وتكون نموذجاً يُحتذى به عالمياً. مثل هذا النموذج يمكنه أن يقدّم دروساً قيّمة للدول والمدن الأخرى، ويُسهم في تسريع التحول نحو مستقبل للطاقة أكثر توازناً واستدامة.

وفي هذا الإطار، تبرز جهود نيوم، المنطقة المستدامة التي يجري تطويرها على مساحة 26,500 كيلومتر مربع شمال غربي السعودية، في بناء هذا النموذج الجديد لمستقبل الطاقة، من خلال تطوير واختبار حلول فعّالة وواسعة النطاق لمواجهة تحديات الطاقة الأكثر إلحاحاً، التي تهدد دول العالم أجمع. ويقود هذا التوجه كل من مدينة أوكساجون، التي تضم مركز الصناعات النظيفة والمتقدمة وميناء نيوم، وشركة "إينوا" التابعة لنيوم والمتخصصة في الطاقة والمياه، حيث يشكلان معاً منصة لتجربة وتطوير تقنيات مبتكرة تُسهم في تحقيق التوازن بين الكفاءة والاستدامة.

وما يُساعدنا في نيوم على تحقيق هذا الطموح، هو ما تتمتع به المنطقة من مزايا طبيعية فريدة، ومن أهمها وفرة الموارد الطبيعية، وذلك بفضل موقعها الإستراتيجي في منطقةٍ تُعَدّ من أغنى مناطق العالم بموارد الطاقة المتجددة، حيث يصل متوسّط سرعة الرياح إلى 10.3 متر في الثانية، وإجمالي الطاقة الشمسية، المتاحة بشكلٍ دائم، إلى 20 ميجا جول لكل متر مربع.

هذا المزيج الفريد من طاقة الشمس والرياح، عند دمجه مع حلول التخزين المتكاملة، يتيح توفير طاقة متجددة مستقرة على مدى الساعة، ما يعالج جانب الاعتمادية في معضلة الطاقة الثلاثية التي لطالما شكلت تحدياً كبيراً لمشغّلي الشبكات حول العالم.

وبما أننا نبني منطقة جديدة من الصفر، فإننا نملك القدرة على دمج بنية تحتية رقمية متقدمة منذ البداية. وفي قلب هذه المنظومة، تُعد منصة الطاقة الرقمية التابعة لشركة "إينوا" بمنزلة الجهاز العصبي لشبكة الطاقة في نيوم، حيث تربط بين الأصول والبنية التحتية لإدارة الطاقة بشكل فوري ومتواصل، اعتماداً على البيانات.

وعليه، فإننا من خلال دمج تقنيات الطاقة الشمسية والرياح والتخزين عبر برمجيات ذكية، يمكننا تحسين التوازن المستمر بين العرض والطلب، وتعزيز كفاءة شبكة الطاقة إلى أقصى حد ممكن، ما يضمن توفير الطاقة المتجددة بشكلٍ دائم، ويثبت أنّه يمكن لأنظمة الطاقة النظيفة أن تكون موثوقة ومعتمدة بشكل كامل.

كما تتيح لنا المساحات البكر الشاسعة المتوفّرة في المنطقة اختبار وتجربة مشاريع واعدة ذات أثر فعّال وبعيد المدى. فعلى سبيل المثال، تعمل شركة "نيوم للهيدروجين الأخضر"، بالشراكة مع شركتي "أكوا باور" و"إير برودكتس"، على تطوير أكبر منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم. وقد تم حتى الآن إنجاز 80% من أعمال بناء مرافق طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومرافق الإنتاج.

ومع بدء العمليات التشغيلية، ستنتج المنشأة 600 طن من الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون يومياً للتصدير العالمي، ما سيُسهم في الحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدّل 5 ملايين طن سنوياً.

ولا يمكن الحديث عن مستقبل الطاقة دون التوقف عند التحول النوعي الذي تقوده نيوم في ربط الابتكار التقني بالاستدامة البيئية. ففي مدينة أوكساجون، تتجسد هذه الرؤية من خلال منشأة رائدة للذكاء الاصطناعي منخفضة الكربون، يجري تطويرها بالشراكة مع شركة داتافولتDataVolt.

هذا المشروع لا يأتي استجابة لتزايد الطلب العالمي على مراكز البيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة فحسب، بل يقدّم نموذجاً جديداً يُعيد تعريف العلاقة بين التقنية والبيئة، ذلك أن اعتماده على مصادر الطاقة المتجددة، واستغلاله للتدرج الطبيعي في درجات حرارة البحر الأحمر لتوفير تبريد مستدام، يعكس فهماً عميقاً لكيفية تسخير الموارد المحلية في خدمة الحلول البيئية.

والأهم من ذلك، أن المنشأة تستهدف تحقيق معدل كفاءة استخدام للطاقة (PUE) يقل عن 1.20، وهو من بين أفضل المستويات عالمياً، ما يبرهن على أنه حتى أكثر التقنيات استهلاكاً للطاقة يمكن أن تُدار بكفاءة ووعي بيئي في استخدام الموارد.

وأما من حيث التكلفة، وهي العقبة التي عادةً ما تعرقل كثيراً من مشاريع الطاقة النظيفة، فإنَّنا نعمل على دمج فلسفة الطاقة المتجددة ضمن المخطط العام لنيوم، لتكون في صميم كل مشاريعها منذ لحظة التأسيس، حيث نعمل على بناء منشآت إنتاج الطاقة في مواقع قريبة من المرافق الأكثر استهلاكاً لها، وذلك بهدف الحد من هدر الطاقة الناتج عن عمليات النقل والتوزيع، وبالتالي تعزيز الكفاءة من حيث الاستهلاك والإنتاج. ويُجسّد ميناء نيوم القائم اليوم هذا التوجّه الرائد بالفعل، إذ يستخدم بنية تحتية إلكترونية مؤتمتة تُسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدّل طنٍّ واحد لكل حاوية، مقارنةً بخطوط الشحن التقليدية.

إن عوائق التحول في قطاع الطاقة تشكّل أحد أبرز التحديات العالمية في هذا العصر، ونيوم، من خلال استثماراتها ومشاريعها المتعددة، لا تنظر إلى هذه القضية من منظور محلي أو إقليمي، بل تتعامل معها كمسؤولية عالمية تتطلب مساهمة فاعلة تتجاوز الحدود.

ومن خلال هذا الدور، تتكامل نيوم مع مشاريع وطنية أخرى انسجاماً مع الفلسفة الشاملة التي تتجسد في رؤية السعودية 2030. إلا أن المزايا الفريدة التي تتمتع بها نيوم تأتي كعامل حاسم في تحويل الرؤية إلى واقع؛ وفرة المساحات، وتنوع مصادر الطاقة المتجددة، وانعدام قيود البنية التحتية التقليدية.

هذه المزايا مجتمعة تشكل أدوات مهمة تمكّن نيوم من اختبار وتطوير حلول طاقة على نطاق واسع. هذه القدرة لا تقتصر على خدمة المشروع ذاته، بل تمنحه قابلية التصدير كنموذج عالمي، يمكن تكييفه وتطبيقه في سياقات مختلفة حول العالم.

إن مشاريع الطاقة المستدامة التي سيتم اختبارها وتنفيذها هنا في نيوم، ستفتح آفاقاً جديدة لحلول الطاقة وتقدّم للعالم نموذجاً يحتذى به، ويمكن تنفيذه في مدنٍ أخرى تواجه معضلة "الطاقة الثلاثية" نفسها. فالأنظمة المتجددة التي نطوّرها، والمنصات الرقمية التي ننشرها، وإستراتيجيات الدمج التي نختبرها، كلها قابلة للتكييف مع بيئات حضرية مختلفة، وظروف مناخية متباينة، وحتى ضمن شبكات الكهرباء التقليدية القائمة.

هكذا نرى مستقبل نيوم الواعد بوصفه حافزًا لتحقيق الطموحات الوطنية، ودافعاً لنا للتطور، انطلاقًا من إيمان راسخ بالدور الفعّال الذي يمكن أن نؤدّيه في دعم مسيرة التحول في قطاع الطاقة نحو حلول مستدامة وصديقة للبيئة على المستوى المحلي، وعلى امتداد العالم بأسره.

الرئيس التنفيذي لأوكساجون، مدينة الصناعات النظيفة والمتقدمة في نيوم.

خاص وحصري بـ"الاقتصادية"

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية
كيف تسهم نيوم في حل أزمة الطاقة العالمية؟