أشعل إقبال المستثمرين الأفراد على اقتناص موطئ قدم لهم في "سبيس إكس" قبل طرحها المرتقب للاكتتاب العام، موجة اهتمام بصندوق استثماري مغمور، في انعكاس لحالة الحماسة المتصاعدة تجاه إمبراطورية إيلون ماسك، والتسابق المحموم على فرص التملك في الشركات الخاصة التابعة له.
استقطب صندوق "إي أر شيرز برايفت- بابليك كروسوفر" (ERShares Private-Public Crossover ETF) الذي يُتداول تحت رمز (XOVR) تدفقات تجاوزت 470 مليون دولار منذ 8 ديسمبر – أي ما يزيد على نصف إجمالي أصوله – وسط سعي المستثمرين للظفر بحصة من الطرح الذي قد يصبح الأكبر في التاريخ.
طرح "سبيس إكس" يشعل حماس المستثمرين
البداية كانت مع تقرير نشرته بلومبرغ هذا الشهر، أفاد أن شركة الصواريخ المملوكة من إيلون ماسك تستهدف الطرح في البورصة عام 2026، في عملية قد تجمع أكثر من 30 مليار دولار، وتمنح الشركة تقييماً نحو 1.5 تريليون دولار.
هذا الكشف سلّط الضوء على صندوق "ERShares ETF"، الذي يمتلك حصة صغيرة في "سبيس إكس" من خلال كيان استثماري خاص، ليصبح – وفقاً لتحليل أعدّته بريان دويرتي من "بلومبرغ إنتليجنس" -استناداً إلى بيانات مجمّعة من بلومبرغ – الصندوق الأمريكي المتداول الوحيد الذي يتيح تعرضاً مباشراً للشركة.
هكذا تحوّل صندوق XOVR، الذي أُطلق في 2017، إلى أداة مضاربة لإمبراطورية إيلون ماسك.
قالت دويرتي وزميلها في "بلومبرغ إنتلجنس" تشارلز بوند في مذكرة بحثية: "يبدو أن هذه الطفرة في الإقبال مرتبطة بإعلان (سبيس إكس) عن عزمها الإدراج في 2026"، مضيفَين أن "مجرد التلميح إلى اكتتاب مرتقب – لا يزال مكتوباً بقلم رصاص خفيف لأواخر 2026 – يجمع ثلاثية الهوس الاستثماري: الابتكار الثوري، وشركة ناشئة خاصة تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار، وعودة النشاط إلى سوق الطروحات الأولية".
حصة "XOVR" في سبيس إكس
انكشف صندوق XOVR على شركة "سبيس إكس" التي يقودها إيلون ماسك مبكراً في ديسمبر 2024، من خلال كيان استثماري ذي غرض خاص، ما أتاح للمستثمرين فرصة نادرة للدخول إلى الشركة الخاصة.
وبحسب بيان صحفي آنذاك، ضخّ الصندوق أكثر من 20 مليون دولار في "سبيس إكس"، بما يعادل نحو 12% من إجمالي أصوله.
وكانت "سبيس إكس" أول شركة خاصة يضيفها الصندوق إلى محفظته، بعدما غيّرت شركة الإدارة اسمها في أغسطس 2024، ووسّعت نطاق استثمارها ليشمل كيانات خاصة إلى جانب الشركات العامة ذات الطابع الريادي.
لكن مع تدفّق السيولة لاحقاً، تراجعت حصة "سبيس إكس" إلى نحو 4% من أصول الصندوق، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ، لتصبح رابع أكبر مركز استثماري فيه بعد شركات "إنفيديا" و"ميتا" و"مابليبير" (Maplebear).
نمو أصول "XOVR"
قال جويل شلمان، المؤسس والرئيس التنفيذي للاستثمار في "ERShares"، إن الفريق يدرس بجدية فرص تعزيز الانكشاف على هذا النوع من الاستثمارات. مع ذلك، أقرّ أن النمو السريع في أي صندوق "يؤدي بطبيعته إلى تراجع وزن بعض المراكز التي يصعب زيادتها بسرعة، مثل الاستثمارات في الأصول الخاصة".
كما أشار إلى أن أي تقييم عادل سيتم وفقاً لمتطلبات قانون شركات الاستثمار الصادر عام 1940، وبما يتماشى مع المبادئ المحاسبية المقبولة عموماً.
من جانبه، يرى جيفري بتاك، المدير التنفيذي في شركة"مورنينج ستار" (Morningstar) أن حصة "سبيس إكس" باتت صغيرة داخل المحفظة، بحيث إن رفع تقييمها – كما يتوقع كثير من المستثمرين – لن يكون له أثر كبير في أداء الصندوق كله.
وأوضح أن هذه الحصة لا تتغير، بينما يستمر الصندوق في استقطاب مزيد من السيولة، ما يعني أن الجزء الأكبر من التدفقات الجديدة يعاد توجيهه نحو أسهم متداولة في الأسواق العامة، وقد يؤدي هذا إلى مزيد من التراجع في وزن "سبيس إكس" داخل المحفظة.
تقييم حصة "سبيس إكس"
يُقيّم الصندوق حصته الحالية في "سبيس إكس" بسعر 185 دولاراً للسهم، أي أقل بكثير من الأسعار الأخيرة في السوق الثانوية، وفقاً لديف نادج، رئيس الأبحاث في موقع "ETF.com". هذا التقييم المنخفض يبقي وزن الحصة صغيراً بشكل مصطنع، وهو ما ساعد في السابق الصندوق على البقاء تحت حدود التركز القصوى. لكن في الوقت الراهن، لا يمكن للصندوق زيادة هذه الحصة من دون تعديل السعر المعتمد.
بالتالي، إذا طرحت "سبيس إكس" أسهمها للاكتتاب بسعر يناهز 420 دولاراً – وهو السعر المحدد في إحدى صفقات السوق الثانوية هذا الشهر – فإن حصة الصندوق قد تسجل قفزة كبيرة. وبحسب نادج، فإن تعديل السعر إلى القيمة السوقية قد يرفع صافي قيمة أصول الصندوق (أي القيمة لكل وحدة) بنحو 4%.
مع ذلك، يرى أن المستثمرين قد لا يتمكنون من جني كامل المكاسب المحتملة، إذ إن من اشترى وحدات الصندوق خلال موجة الصعود الأخيرة يواجه خطر تآكل جزء كبير من العائد مع بدء عمليات البيع بعد الطرح العام.
لا مال سهل
قال نادغ "في نهاية المطاف، لا شيء مجاني. وكلما بدا الأمر أشبه بـ'مال سهل'، قلّت احتمالية أن يكون كذلك فعلاً".
ورغم أن مؤيدي صناديق المؤشرات المتداولة يؤكدون أنها قادرة على استيعاب أي نوع من الأصول، يرى جيفري بتاك من "مورنينج ستار" أن بعض الاستثمارات ينبغي ببساطة استبعادها.
وأضاف: "ليس من المنطقي إدراج هذا النوع من الأدوات ضمن صندوق يحظى بسيولة يومية مثل الصناديق المتداولة"، مشيراً إلى حالة "الارتباك الواضح التي نشهدها الآن، حيث يقفز المستثمرون إلى صندوق (XOVR) على أمل تحقيق مكاسب ضخمة من "سبيس إكس"".
