تسعى شركات ومجموعات تجارية هندية لاستكشاف فرص الاستثمار الجديدة في قطاع البتروكيماويات السعودي، وخصوصا مجمعات التكرير وتبادل التكنولوجيا، وفقًا لما قاله لـ"الاقتصادية" مسؤول المكتب الإعلامي في السفارة الهندية بالرياض.
تستند الهند مع السعودية إلى شراكة مستمرة ومتكاملة في قطاع الكيماويات والبتروكيماويات، الذي يُشكل جزءًا حيويًا من علاقاتهما التجارية الثنائية، ودعم هذا الوضع الاجتماع الذي عقد أخيرا بين الطرفين لتعزيز التعاون بينهما وتوسيع دائرة الاستثمار.
أوضحت السفارة الهندية في السعودية في ردها على استفسارات «الاقتصادية» بشأن تفاصيل الاجتماع الثنائي الذي عُقد أخيرا بين الرياض ونيودلهي الأسبوع الماضي، أن السعودية التي تُعد من أكبر منتجي البتروكيماويات في العالم، طرحت تزويد السوق الهندية بمجموعة واسعة من المنتجات تشمل البلاستيك والبوليمرات والمواد الكيميائية العضوية المشتقة من مواردها الوفيرة من النفط والغاز.
قاعدة صناعية متقدمة في الكيماويات
تمتلك الهند قاعدة صناعية متقدمة في الكيماويات المختصة والمشتقات ذات القيمة المضافة، والأدوية، والمواد الكيميائية الصناعية.
أشار المكتب إلى أن البلدين يعملان على تعميق التعاون عبر المشاريع المشتركة وتبادل التكنولوجيا والاستثمار في مجمعات التكرير والبتروكيماويات، وعديد من الشركات الهندية الناشئة بدأت باستكشاف فرص استثمارية جديدة في السعودية.
أضاف أن الاجتماع الأخير أوصى بدعم الجهود المشتركة لتوسيع نطاق التجارة الثنائية في مجالات تشمل الكيماويات والبناء والمقاولات والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات.
وفي إطار التعاون الصناعي، أوضح المكتب أن وزارة الاستثمار السعودية وقّعت في يناير 2023 اتفاقية بقيمة مليار دولار أمريكي مع شركة UPL Limited الهندية لتصنيع مواد كيميائية زراعية مختصة في المملكة، تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تعزيز التصنيع المحلي.
وكان قد زار وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي في فبراير الماضي مركز الأبحاث والتكنولوجيا التابع للشركة في الهند، واطلع على أحدث التقنيات المستخدمة في إنتاج المواد الكيميائية المتقدمة.
تأسيس شركة معادن لخدمات التسويق
وسّعت شركة معادن السعودية نطاق نشاطها في الهند عبر تأسيس شركة معادن لخدمات التسويق، وتوقيع اتفاقيات طويلة الأجل لتوريد الأسمدة، بينما تحافظ أرامكو السعودية وسيبكيم على وجود نشط في السوق الهندية عبر شبكات توزيع وشركات شريكة.
وخلال الفترة 2024-2025، بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 41.88 مليار دولار، أسهم منها قطاع الكيماويات والبتروكيماويات بنحو 10% (4.5 مليار دولار). كما زار وفد سعودي برئاسة خليل بن إبراهيم بن سلامة الهند في أكتوبر 2025 لعقد اجتماعات مع نظرائهم في وزارة الكيماويات والبتروكيماويات الهندية، استهدفت استكشاف فرص التعاون عبر سلسلة القيمة الصناعية، بما في ذلك الاستثمارات في مناطق البتروكيماويات الهندية والشراكات بين كبرى الشركات في الجانبين.
الهند ثاني أكبر شريك تجاري للسعودية
يشار إلى أن السعودية هي خامس أكبر شريك تجاري للهند، فيما تُعد الهند ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، إذ بلغت واردات الهند من السعودية 30.12 مليار دولار، وصادراتها إلى الرياض 11.76 مليار دولار خلال العام المالي 2024-2025.
وتشمل أبرز الصادرات الهندية السلع الهندسية والأرز والمنتجات الدوائية والمنسوجات والمجوهرات، بينما تستورد من السعودية النفط الخام والغاز المسال والأسمدة والمواد الكيميائية والبلاستيك.
تعمل أكثر من 5 آلاف شركة هندية في السعودية في قطاعات تشمل البناء والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرعاية الصحية والخدمات المالية، فيما أنشأت أكثر من 40 شركة هندية مقرات إقليمية لها في المملكة خلال العامين الماضيين، في إطار التوسع الاستثماري المتنامي بين البلدين.
وتواصل السعودية والهند تعزيز شراكتهما الإستراتيجية عبر تبادل الخبرات في التعليم والتدريب والسياحة والترفيه والرعاية الصحية وصناعة الأدوية، إلى جانب التعاون في الخدمات اللوجستية والطاقة، إذ تستورد الهند نحو 14% من إنتاج النفط الخام السعودي و18% من صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يُبرز عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين وسعيهما لتوسيع آفاق التعاون المستقبلي.
