لم يكن اسم "أسترازينيكا" يغيب أثناء جائحة كوفيد-19، كانت الشركة البريطانية إضافة إلى شركتي فايزر ومودرينا الأمريكيتين تقود جهود العالم في مواجهة الجائحة وأنتجت لقاحها الشهير لفيروس كورونا بالتعاون مع جامعة أكسفورد الذي أسهم في جهود التطعيم العالمية، خاصة في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
قيمة الشركة التي بلغت الأسبوع الماضي نحو 250 مليار دولار وضعتها في صدارة قائمة أكبر الشركات البريطانية المدرجة من حيث القيمة السوقية، وتنتج الشركة التي تأسست في 1999 أهم أدوية معالجة الأورام، وهو المجال الذي يعد الأسرع نموا والأكثر أهمية من حيث الإيرادات، إضافة إلى أدوية مهمة مثل نكسيوم (Nexium) لعلاج أمراض الجهاز الهضمي، وسيروكويل (Seroquel) للاضطرابات النفسية، مع قسم خاص في الشركة لأدوية الأمراض النادرة.
"الاقتصادية" التقت رئيس الشركة في السعودية حاتم الورداني وأجرت معه حوارا موسعا، أشار خلاله إلى أن ارتفاع معدلات الأمراض غير المعدية من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه السعودية والمنطقة، وأكثرها انتشارا أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الرئة والسكري.
الورداني أوضح أن الشركة لديها شراكات لتطوير تشخيص الأمراض النادرة، وتعزيز الأبحاث السريرية في السعودية، كما تعمل على مبادرات للكشف المبكر عن الأمراض باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وإلى الحوار..
كيف تصفون سوق الأدوية السعودية؟
تشهد السعودية تطورا في مجال الرعاية الصحية يتمحور حول المريض ويعطي الأولوية للابتكار والتوطين وضمان تكافؤ فرص الحصول على الرعاية، وتستثمر البلاد بكثافة في التقنيات المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية، لتعزيز التشخيص، وتحسين نتائج المرضى، وتبسيط آليات تقديم الرعاية الصحية، وتعد الأمراض النادرة والأمراض غير المعدية من مجالات التركيز الرئيسية، حيث تدرك الحكومة أهمية إعطاء الأولوية للكشف المبكر والوقاية وبناء القدرات لمواجهة هذه التحديات.

fvds-2
كيف أسهمت أسترازينيكا في تمكين الكفاءات السعودية في قطاع الرعاية الصحية؟
نحن ملتزمون بتعزيز التصنيع المحلي، ودعم العمليات الخضراء، وتعزيز مرونة سلسلة التوريد بما يتماشى مع أهداف السعودية في استقلالية الرعاية الصحية وإزالة الكربون، ومن خلال هذه المبادرات، ندمج ممارسات الاستدامة في عملية تقديم الرعاية الصحية، مع توفير وظائف محلية مهارية، والنهوض بالابتكار السريري، وضمان الوصول العادل للأدوية للمرضى السعوديين.
ما التحديات الرئيسية التي تواجه صناعة الأدوية، وكيف يتم التعامل معها؟
يعدّ ارتفاع معدلات الأمراض غير المعدية من أكبر المشكلات الصحية التي تواجه السعودية والمنطقة، وأكثرها انتشارا أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان وأمراض الرئة والسكري، على سبيل المثال، لا يزال سرطان الرئة يمثل تحديا كبيرا في جميع أنحاء المنطقة، وتشير الأدلة إلى أن فحص الأشخاص المعرضين للخطر يمكن أن يمنع ما يقرب من ربع الوفيات الناجمة عن هذا المرض.
وبالمثل، يقدر أن 1.75 مليون شخص في السعودية وملايين آخرين في المنطقة يعانون أمراض الكلى المزمنة، التي قد تتطلب في حال عدم علاجها غسيل الكلى أو زرع الكلى. ولا يحسّن الكشف المبكر والعلاج حياة المرضى فحسب، بل يخفف أيضا من العبء الكبير على النظم الصحية، ما يجعلها أكثر استدامة ومرونة على المدى الطويل.
أسترازينيكا تعمل في جهود مكافحة الأمراض غير المعدية، مع التركيز بشكل خاص على الفحص والكشف المبكر، ما يتيح لنا اكتشاف الأمراض في أقرب وقت ممكن، حين يكون علاجها أسهل بكثير في أغلب الأحيان.
هل هناك خطط لزيادة مراكز أسترازينيكا للأبحاث السريرية أو المراكز الشريكة في السعودية؟
تعزز أسترازينيكا حضورها البحثي السريري في المملكة من خلال شراكات إستراتيجية متعددة، إذ سيسهم التعاون المرتقب مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في تعزيز قدرات البحث السريري المحلية، ما يسرّع الوصول إلى العلاجات المبتكرة، ويوسع نطاق الدراسات التي يقودها الباحثون.
كما تدعم الاتفاقيات التكميلية مع وزارة الصحة و"وقاية" توطين التشخيص، وتحديد هوية المرضى بالاستناد إلى البيانات، والوقاية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ما يرسي الأساس لشبكة أوسع من مراكز الأبحاث والمراكز الشريكة في جميع أنحاء المملكة.
هل لديكم شراكات مع جهات حكومية أو جامعات سعودية في مجال البحث العلمي؟
لدينا 3 شراكات إستراتيجية مهمة، حيث نبرم حاليا اتفاقية شراكة إستراتيجية مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أحد أعرق مؤسسات الرعاية الصحية والبحوث في المنطقة، ويضم هذا التعاون الشامل 4 مجالات أساسية: هي تطوير قدرات البحث السريري لتسريع الوصول إلى العلاجات المبتكرة، والمشاركة في تطوير حلول رعاية صحية قائمة على القيمة تحسّن نتائج المرضى واستخدام الموارد، إضافة إلى تحسين قدرات التشخيص في المجالات العلاجية الرئيسية، وتعزيز الريادة العلمية من خلال المبادرات التعليمية المشتركة وبرامج تبادل المعرفة.
حدثنا أكثر عن الشراكات التي تم توقيعها خلال معرض الصحة العالمي هذا العام؟
قمنا بالإعلان عن 3 شراكات مختلفة، الأولى مع وزارة الصحة حيث تركّز شراكتنا على تطوير تشخيص الأمراض النادرة في السعودية، من خلال تحسين الوصول إلى خدمات التشخيص المتقدمة، وتوطين الخبرات عبر برامج التعليم والتدريب، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، تهدف هذه الشراكة إلى تعزيز التشخيص المبكر وتحسين نتائج المرضى، بما يسهم في بناء منظومة تشخيصية متكاملة وسلسة.
ولدينا شراكة مع مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، لتعزيز الأبحاث السريرية، وتطوير حلول للرعاية الصحية القائمة على القيمة، وتحسين القدرات التشخيصية في المجالات العلاجية الرئيسية. ونسعى معا إلى تحقيق أفضل نتائج للمرضى وتعزيز الريادة العلمية من خلال المبادرات التعليمية المشتركة.
كما نعمل مع هيئة الصحة العامة (وقاية)، حيث تتناول شراكتنا مع (وقاية التحديات المتزايدة للأمراض غير السارية عبر حملات توعوية وطنية، ومبادرات للكشف المبكر باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وبرامج تدريبية لمقدمي الرعاية الصحية.

7233503

