في عيادته الفاخرة في أبر إيست سايد مطلع هذا العام، كان الدكتور ساشين شريدهاراني يُجري عملية تجميلية لإحدى مريضاته: يُخدّرها موضعيًا، ويُجري الشق الجراحي، ويتأكد من أن النتيجة النهائية مثالية.

طوال العملية، كانت مريضته - وهي مديرة تنفيذية - ترتدي سماعاتها اللاسلكية. كانت تُجري مكالمة جماعية مع أحد عملائها، كما صرّح شريدهاراني لموقع بيزنس إنسايدر. بعد أقل من ساعتين من دخولها، خرجت لتتفقد مظهرها الجديد، ثم غادرت مسرعةً إلى مكتبها.

قبل عام واحد فقط، كانت العمليات التقليدية من هذا النوع تتطلب تخديرًا عامًا وفترة نقاهة تمتد لعدة أيام.

لكن شريدهاراني كان يستخدم منتج alloClae، وهو منتج جديد من شركة "تايجر إستيتكس" المصنّعة، والذي يزداد رواجًا بين المرضى الراغبين في تحسين مظهرهم المهني دون الخضوع للتخدير العام أو التغيب عن العمل لفترة طويلة.

وعلى خلاف الطرق التقليدية التي تعتمد على زرع السيليكون أو نقل الدهون من جسم المريض نفسه، يستخدم في alloClae  دهونا متبرعا بها من جثة بشرية، ليكون بذلك أول حشو تجميلي من نوعه يعتمد على دهون بشرية.

قال شريداراني، الذي أجرى أكثر من 50 عملية باستخدام alloClae وشارك في التجارب السريرية للمنتج: "يدفع الناس مقابل الراحة. فالأمر يتعلق بعدم الحاجة إلى فترة نقاهة، وعدم الحاجة إلى إجراءات جراحية معقدة، وعدم الحاجة إلى تخدير".

تحدث موقع بيزنس إنسايدر مع ستة جراحين تجميل، معظمهم من نيويورك وكاليفورنيا، والذين أجروا مجتمعين نحو 75 عملية باستخدام alloClae منذ طرحه في الأسواق بداية هذا العام. ووصفوا كيف يتهافت كبار المديرين التنفيذيين ورجال الأعمال على هذا المنتج، ويحجزون مواعيد في السادسة صباحًا ليتمكنوا من الوصول إلى العمل في السابعة. تجاوز الطلب على منتج alloClae العرض، ما أدى إلى نقص في الكمية وتراكم المواعيد.

جريتشن سيل، مديرة مالية بالغة من العمر 57 عامًا في شركة الاتصالات العالمية "كونفو ريلاي"، والتي خضعت لعملية alloClae في سبتمبر، وقالت: إن التخدير استغرق وقتًا أطول من العملية نفسها، التي استغرقت أقل من 40 دقيقة. أضافت سيل: "ركبت سيارتي، وتوجهت مباشرة إلى المنزل بعد العملية، ثم ذهبت إلى العمل".

كما أسهم ارتفاع استخدام أدوية إنقاص الوزن في زيادة الإقبال على تقنية alloClae. يعالج الدكتور شريدهاراني مرضى من الرجال فقدوا وزنهم باستخدام منتجات مثل أوزمبك، ليكتشفوا لاحقاً أن ملابسهم لم تعد تبدو كما كانت.

في سوق عمل يُعطي الأولوية للمظهر - حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص الأكثر جاذبية يحصلون على رواتب أعلى - أصبحت تقنية alloClae سلاحاً سرياً في يد كبار المديرين التنفيذيين.

تُعدّ تقنية alloClae جزءاً من طفرة أكبر في مجال الإجراءات التجميلية السطحية. وفقاً للجمعية الأمريكية لجراحي التجميل، يتزايد عدد الإجراءات التجميلية السطحية سنويا، من البوتوكس إلى تعبئة الشفاه، بوتيرة أسرع من الإجراءات التجميلية الجراحية، حيث بلغ أكثر من 28 مليون إجراء العام الماضي.

 تقول كارولين فان هوف، رئيسة شركة تايجر إستيتكس: "لا تزال هذه هي جاذبية منتجات التجميل الطبية السطحية".

بدأت شركة تايجر إستيتكس، التي تُقدّم أيضًا حشوات تجميلية تقليدية، بتقديم منتج alloClae لمجموعة مختارة من الأطباء في خريف 2024، تلاها طرح تجريبي لعدد قليل من الجراحين في ربيع العام الماضي، وإطلاق كامل مُخطط له مطلع العام المقبل، وفقًا لفان هوف. ولم تُفصح الشركة عن عدد المرضى الذين استخدموا المنتج.

عندما يتبرع الأفراد بأعضائهم لأغراض علمية، غالبًا ما تجمع بنوك الأنسجة خلايا دهنية من منطقة البطن. تشتري شركة تايجر إستيتكس هذه الدهون، وتفحصها للتأكد من خلوها من الأمراض، ثم تنقيها ومعالجتها. وفي النهاية، تبدو كزبدة متكتلة في حقنة.

6944485b04eda4732f2dccd3-ezgif.com-webp-to-jpg-converter

أوضحت فان هوف أن هذه العملية تعني أن شركة تايجر إستيتكس "تعتمد على الأنسجة المتبرع بها". وأضافت أن الشركة تهدف إلى زيادة كمية الدهون المتبرع بها مع توسيع مرافق التصنيع لديها، كما أنها تبحث عن طرق لتحسين إنتاجية الأنسجة.

يخضع المنتج لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. وأشارت فان هوف إلى أن عملية الموافقة عليه تختلف عن عملية الموافقة على الحشوات أو الأدوية مثل البوتوكس، حيث يُباع تحت تصنيف مختلف.

 تأتي راحة alloClae بتكلفة، وذلك بحسب كمية الدهون المطلوبة. قال الأطباء إن تكلفة الإجراءات، بما في ذلك أتعاب الطبيب وسعر المنتج نفسه، قد تراوح بين 10 آلاف و100 ألف دولار أمريكي. ويشير الأطباء إلى أن الكميات الصغيرة المخصصة للتعديلات التجميلية البسيطة، تكون تكلفتها قريبة من تكلفة نقل الدهون التقليدي، في حين أن استخدام كميات أكبر يؤدي إلى ارتفاع الكلفة بشكل ملحوظ.

يقول الدكتور ديفيد سيبر، جراح تجميل مقيم في سان فرانسيسكو، والذي لم يجرِ حقن alloClae  بعد، لكن لديه مريضات ينتظرن المنتج: "ما يثير دهشتي هو ارتفاع سعر المنتج، ومع ذلك استعداد المريضات لدفع ثمنه".

ويأتي هذا الاستعداد حتى بدون نتائج مثبتة طويلة الأمد. حتى الآن، قال الأطباء الذين تحدثوا إلى "بيزنس إنسايدر" إن النتائج الأولية واعدة، ولكن كما قال باسو، لم تُجرَ أي متابعة لمدة ثلاث أو خمس سنوات بعد.  

يقول الأطباء إن المرضى يأتون الآن يطلبونه بالاسم - مع أنه قد يصعب إيجاده. قال فان هوف إن المنتج نفد من الأسواق حتى نهاية يناير.