مع كل مرة تخرج فيها ميا جونز مع أصدقائها لتناول الطعام، تسعى إلى اختيار مطعم يجمع بين التميز والأجواء الجذابة، دون أن يكون شعبيا جدا أو غير معروف على الإطلاق.
تقول جونز، البالغة من العمر 26 عاما: "إذا كان المطعم مشهورًا بشكل كبير، لا أرغب في الذهاب، وإذا لم يكن هناك أي حديث عنه فلن أذهب أيضًا. أعتمد على مراجعات الآخرين وأحتاج إلى موافقة عشاق الطعام قبل إنفاق أموالي".
هذه العقلية تظهر سلوك عديد من الجيل الجديد، خصوصا جيل Z، الذين يبحثون عن قيمة أفضل مقابل أموالهم عند تناول الطعام خارج المنزل. وفقا لمسح أجرته شركتا إيتر وفوكس ميديا، فإن 77% من جيل زد يجدون المطاعم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يثق 72% بالمراجعات المنشورة على هذه المنصات، حسب ماذكرت مجلة فورتشن.
لا يقتصر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في اكتشاف المطاعم الجديدة، بل يمتد إلى أسلوب الإنفاق أيضًا. يلجأ عديد من العملاء إلى مشاركة الأطباق أو طلب وجبات الأطفال لتخفيف تكلفة تناول الطعام خلال فترة التضخم وارتفاع الرسوم الجمركية. تقول جونز: "نقسم المقبلات والأطباق الرئيسية حتى يتمكن الجميع من تجربة كل شيء".
بحسب بيانات مدرسة أوغست إسكوفير لفنون الطهي، بلغ متوسط إنفاق الأمريكيين على تناول الطعام خارج المنزل 166 دولارًا شهريًا في أواخر 2024. وفي الوقت نفسه، زادت 16 سلسلة مطاعم شهيرة أسعارها 42% في الفترة بين 2020 و2025 حسب دراسة "فاينانس بز".
ويقول تقرير الجمعية الوطنية للمطاعم لـ 2024، أن أكثر من 75% من العملاء يرغبون في حصص غذائية أصغر بأسعار أقل، فيما تجاوبت بعض سلاسل المطاعم السريعة وغير الرسمية مع هذا التوجه، مثل مطاعم صبواي التي قدمت قائمة وجبات خفيفة، و"بانيرا بريد" الذي اعتمد عرضه الشهير "اختر اثنين" لكوب من الحساء ونصف شطيرة أو سلطة، والذي يكلف عادةً أقل من 10 دولارات.
وأشار جو هانون، المدير العام لشركة "ريستورانت 365" لبرمجيات إدارة المطاعم، لمجلة فورتشن إلى أن الطلب على وجبات الأطفال أصبح خيارًا شائعًا للكبار الراغبين في حصص صغيرة وفعالة من حيث التكلفة.
حتى أن إحدى المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي، آشلي غاريت، جعلت من مهمتها مراجعة وجبات الأطفال في أكبر عدد ممكن من المطاعم لمساعدة البالغين الآخرين في العثور على وجبات لذيذة ومناسبة للسعر.
تقول غاريت البالغة من العمر 33 عامًا إنها تتناول وجبات الأطفال 5 مرات في الأسبوع وتعتقد أن حصص المطاعم كبيرة جدًا ومكلفة.
في الواقع، قال 86% من المستهلكين إنهم غيروا سلوكياتهم في تناول الطعام بطريقة ما للتعامل مع التضخم، حيث يختار نحو ثلثهم عناصر قائمة طعام أقل تكلفة، ويخطط 29% منهم لتناول الطعام بما يتناسب مع قيود الميزانية.
رغم تركيز جيل زد على وسائل التواصل الاجتماعي، يعتمد جيل الألفية بشكل أكبر على جوجل للمراجعات، حيث ينظرون إلى التقييمات والنجمات أكثر من الشكل الجمالي للمطعم.
هذه التغيرات في سلوك المستهلكين تفرض على المطاعم إعادة التفكير في إستراتيجياتها، مع ضرورة موازنة الجودة والتكلفة لتلبية توقعات الأجيال الجديدة والحفاظ على قاعدة عملائها.