يواجه أصحاب المنازل في الولايات المتحدة تحديات أكبر عند محاولة بيع عقاراتهم في 2026، وقد تقدم سوق فلوريدا نموذجا للدروس المهمة في هذا الصدد.
أصبحت ولاية فلولايدا مثالاً على بطء حركة المبيعات العقارية، إذ تقضي المنازل وقتًا أطول في السوق مقارنة بالمعدل الوطني. ففي سبتمبر، بلغ متوسط فترة بيع المنازل في عموم الولايات المتحدة 62 يومًا، وهو نفس الرقم المسجل في سبتمبر 2019، بينما وصل المتوسط في فلوريدا إلى 88 يوما، أي أسبوعان أكثر من الفترة السابقة للجائحة، وفق لبيانات موقع ريتلور.
لطالما واجهت فلوريدا عدة عقبات في سوق الإسكان، من ارتفاع أسعار المنازل إلى معدلات الرهن العقاري الأعلى وزيادة تكاليف التأمين، ما أدى إلى تراجع القوة الشرائية للمشترين، حسب مجلة بارونز.
يقول براد أوكونور، كبير الاقتصاديين في "فلوريدا ريتيلرز": "بدأت سوقنا بالتراجع قبل أن يلاحظه الآخرون". ويضيف أن جزءًا من هذا التباطؤ يعود إلى انخفاض الهجرة إلى الولاية، "أدى ارتفاع معدلات الفائدة وأسعار المنازل (...) إلى تباطؤ ليس فقط المشترين من داخل الولاية، بل أيضًا المشترين من خارجها".
يعد ارتفاع عدد المنازل المعروضة للبيع عاملا رئيسيا في تباطؤ المبيعات. فقد كانت قائمة المنازل النشطة على المستوى الوطني أقل 10% مقارنة بنفس الشهر في 2019، بينما ارتفعت في فلوريدا 23%. وسجلت مناطق مثل تامبا، التي تشهد بناء كثيفا، أكبر زيادة في قوائم إعادة البيع، بحسب أوكونور، مشيرًا إلى أن هذا يعكس المنافسة مع المشاريع الجديدة في المنطقة.
مع تزايد عدد المنازل المتاحة، قد يواجه أصحاب العقارات في 2026 منافسة أكبر من البائعين الآخرين، إضافة إلى مشترين أكثر انتقائية وفترات أطول لإتمام البيع، خصوصا في المناطق التي تشهد بناء جديدا كثيفا. توقعت جمعية المصرفيين العقاريين الأمريكية أن تستقر مكاسب أسعار المنازل في 2026 مع بقاء معدلات الرهن العقاري فوق 6% وارتفاع العرض العقاري.
هذا يعني أن مالكي المنازل الراغبين في البيع في عام ٢٠٢٦ قد يرغبون في دراسة فلوريدا لفهم كيفية تمييز أنفسهم بشكل أفضل في سوق بطيئة.
صرح كبير الاقتصاديين مايك فراتانتوني لمجلة بارونز أن: "البائعين بحاجة لجعل منازلهم مميزة وفهم ديناميكيات السوق الحالية، فالظروف تختلف عن 2024 والمشترين أصبح لديهم قوة أكبر".
تشير خبرة الوكلاء العقاريين إلى أن المنازل لا تُباع بنفس سرعة السنوات السابقة التي شهدت مزادات وعروض سريعة، حيث توضح إيمي سيموندز، وكيلة عقارات في شمال بالم بيتش: "لا يكفي مجرد طلاء المنزل، بل يجب تقديمه بأفضل صورة ممكنة".
ويُنصح البائعون بالتركيز على ما يمكن التحكم فيه: فهم ميزات وعيوب المنزل قبل عرضه، ترتيب المكان وإزالة الفوضى، تحسين جودة الصور، التخلص من الروائح غير المرغوبة، وربما الاستعانة بديكور احترافي لتقديم المنزل.
ويضيف ماريو جونزاليس، رئيس جمعية وسطاء العقارات في شمال شرق فلوريدا: "كلما عرف البائع منزله أكثر، قلّت المفاجآت عند وجود المشتري" فمعالجة المشكلات مثل النمل الأبيض مبكرًا توفر الوقت والمال.
وينصح خبراء العقارات بالحذر عند تنفيذ مشاريع ترميم كبيرة، مثل المطابخ والحمامات الرئيسية، فهي عادة ما تحقق أفضل عائد، لكن المشاريع الصغيرة مثل الطلاء وتجديد الأرضيات غالبًا ما تكون مجدية.
كما يؤكد جونزاليس أن السعر النهائي للمنزل يجب أن يعكس السوق المحلية، وليس رغبة البائع أو الوكيل أو المشتري.
وفي النهاية، تشير التجربة إلى أن المنازل التي تُباع بسرعة غالبًا ما تكون محايدة لكن مميزة، مع لمسات صغيرة مثل جدران بألوان مميزة أو إضاءة جيدة، إلى جانب ترتيب واجهة المنزل ونظافته وسعره المناسب. وفي 2026، قد يكون تبني تجربة فلوريدا والاستعداد الجيد هو مفتاح البيع الناجح.

