تستعد شركة "GI AQUA TECH" السعودية لتصدير أول محطة لمعالجة مياه الصرف الصناعي بتقنية النانو تكنولوجي مطلع العام المقبل 2026 ، بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية" الرئيس التنفيذي للشركة شريف الدسوقي.

وتقدر قيمة المشروع، الذي يعمل بنظام المعالجة بالمتر، بنحو 5 ملايين يورو، حيث ستتجه المحطة الأولى إلى فرنسا لتكون أول تقنية معالجة وإعادة استخدام مياه بالنانو تكنولوجي تصنع وتصدَر من السعودية إلى العالم.

وتعتمد هذه المحطات على إعادة استخدام مياه الصرف الصناعي بنسبة 100%، وتتضمن خطة التوسع تصدير عدد من المحطات إلى البحرين ودول الخليج بطاقة إنتاجية تصل إلى 10 آلاف متر مكعب خلال الربع الأول من العام القادم.

وأشار الدسوقي إلى أن المحطة المصدرة إلى فرنسا ستطبق في أحد مصانع الصناعات التجميلية، وهي من أصعب الصناعات من حيث معالجة مياه الصرف، حيث كانت المياه سابقا تجمع وتنقل للحرق بتكاليف مرتفعة، قبل أن تتيح تقنية النانو معالجة المياه في موقع المصنع نفسه وإعادة استخدامها بكفاءة تشغيلية أعلى. وتسهم هذه التقنية بشكل مباشر في خفض تكاليف التخلص من النفايات السائلة، وتوفير 80% من الطاقة، واستبدال التخلص التقليدي بحلول إعادة الاستخدام المتوافقة مع المتطلبات البيئية الصارمة.

وبين الدسوقي أن هذه التقنية طورت وصنعت بالكامل داخل السعودية بدعم حكومي مكن المشروع من الانتقال من مرحلة التنفيذ المحلي إلى مرحلة التصدير نحو الأسواق الأوروبية والعالمية.

 المصنع المقام في مدينة الخرج الصناعية التابعة لـ "مدن" يمتد على مساحة 23 ألف متر مربع، ويعد الأول في الشرق الأوسط الذي يجمع بين تصنيع مواد النانو وتصنيع محطات المعالجة في آن واحد، وفقا للدسوقي.

من المتوقع أن تصل استثمارات المشروع عند اكتماله إلى 150 مليون يورو، مع اعتماد كبير على الكوادر الوطنية التي تمثل حاليا 54% من إجمالي العاملين.

وأضاف أن التقنية أثبتت نجاحها في دمج كميات ضخمة من مياه الصرف الصناعي والصحي في مشاريع كبرى داخل السعودية، من بينها محطات المنطقة الصناعية الثالثة بالرياض التي شهدت تنفيذ أول مشروع يعيد استخدام المياه بنسبة 100% في سابقة عالمية. وبينما خصصت الهيئة للمشروع 40 ألف متر مربع، اكتفت التقنية الجديدة بـ 4 آلاف متر فقط، ما دفع "مدن" لتوجيه استغلال المساحة المتبقية لإنشاء حديقة عامة تروى بالكامل من المياه المعالجة دون روائح، ما يبرز جودة المعايير البيئية المحققة.

الدسوقي تطرق إلى تجربة حي الموسى شمال جدة، بوصفها أول محطة "لامركزية" في العالم لمعالجة مياه الصرف الصحي بتقنية النانو داخل حي سكني.

وأوضح أن المحطة أنشئت ودخلت التشغيل خلال 10 أيام فقط لحل مشكلة المناطق غير المرتبطة بالشبكة المركزية التي كانت تعتمد على الصهاريج، حيث تخدم حاليا 8 آلاف نسمة.

ويعد هذا النموذج سابقة عالمية كحل سريع للأزمات المائية والبيئية، مع إمكانية نقل المحطة لاحقا دون ترك أي أثر سلبي.

 تطبيقات التقنية وفقا للرئيس التنفيذي شملت أيضا إنشاء أكبر محطة عالمية لمعالجة مياه صرف مصانع الخرسانة في "نيوم"، ومحطة فندق سمحان بالرياض التي تعالج كافة أنواع مياه الصرف الفندقية بنجاح منذ عام، بما يشمل مياه المطابخ والغسيل والمياه السوداء، وليس مياه الغسيل فقط كما هو شائع في الفنادق، ما فتح آفاقا للتعاون مع سلسلة ماريوت العالمية معتبرا أن تصدير هذه التقنية يسمح للسعودية بتحقيق أرقام قياسية في توفير الطاقة بنسبة 80% وتقليص المساحة بنسبة 90%، مع ضمان مطابقة المياه لأعلى المواصفات القياسية.