من المتوقع أن تواصل سوق السيارات الكلاسيكية زخمها القوي في عام 2026، مدفوعاً بدخول جيل جديد من هواة الجمع الذين يعيدون تشكيل الطلب، بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي لشركة "هاجيرتي" المتخصصة في تأمين السيارات الكلاسيكية ومنصات جامعيها.
ووفقا للشركة، ارتفعت مبيعات السيارات الكلاسيكية عبر المزادات والإنترنت 10% في عام 2025 لتصل إلى 4.8 مليار دولار. وأوضح ماكيل هاجيرتي، الرئيس التنفيذي للشركة، أن الطلب سيستمر قويا للعام المقبل، استنادا إلى حجم المبيعات المتوقعة والنشاط في سوق السيارات الكلاسيكية الخاص.
وقال هاجيرتي لشبكة "سي إن بي سي": "لقد شهدنا زخمًا كبيرًا في السوق الخاصة، مع صفقات خاصة لسيارات قيمة من مختلف الأنواع والأعمار، ونتطلع إلى عام 2026".
ما المحرك الرئيسي لهذا النمو؟
المحرك الأكبر لهذا النمو هو الجيل الجديد من هواة جمع السيارات. فمع تقدم جيل طفرة المواليد في السن ودخولهم سوق السيارات الكلاسيكية، يتولى أبناء الجيل إكس والألفية وزد زمام الأمور، ويعيدون تشكيل السوق. أصبح الشراء عبر الإنترنت أسهل، فقد ارتفعت مبيعات السيارات الكلاسيكية عبر الإنترنت 12% هذا العام لتصل إلى 2.5 مليار دولار، بحسب هاجيرتي.
يفضل المشترون الأصغر سيارات أحدث نسبيا. فالسيارات الرياضية من خمسينيات وستينيات القرن الماضي، التي هيمنت طويلا على سوق السيارات الكلاسيكية، بدأت تفسح المجال لسيارات الأداء العالي الخارقة من التسعينيات وما بعدها. وتتصدر طرازات مثل "فيراري" F40 وF50، و"بوجاتي" فيرون وشيرون، و"ماكلارين" F1، إضافة إلى سيارات "باجاني" و"كوينجسيج"، قائمة أكثر السيارات طلباً حالياً.
وأشار هاجيرتي إلى أن المعروض سيبقى قوياً، نظراً لأن صانعي السيارات عالية الأداء يواصلون زيادة الإنتاج. وقال: "عندما تنظر إلى فيراري وبورش وغيرهما، تجد أنها تسجل أرقام مبيعات قياسية عاماً بعد عام. هذه هي السيارات التي سيشتريها الناس مستقبلاً، وسيحتفظون بها ويجمعونها، وهذا عامل داعم للسوق".
ما تأثير انتقال الثروة بين الأجيال في القطاع؟
من المتوقع أيضاً أن يؤثر انتقال الثروة بين الأجيال في هذا القطاع، إذ ستنتقل ملكية عدد كبير من السيارات القديمة المملوكة لجيل الطفرة السكانية إلى الأجيال التالية. وتشير تقديرات شركة "سيرولي أسوشيتس" إلى أن نحو 100 تريليون دولار ستورث للأزواج والعائلات بحلول عام 2048، وتشمل هذه الثروات العقارات والمقتنيات والأصول المادية الأخرى.
وبحسب هاجيرتي: "جزء من هذا الميراث سيكون سيارات. وسيتعين على هذه العائلات أن تقرر ما إذا كانت ستحتفظ بها، أو تضعها في مرآب، أو تبيعها".
أما للمستثمرين الباحثين عن فرص واعدة في سوق السيارات الكلاسيكية، فقد نشرت "هاجيرتي" قائمتها السنوية للأسواق الصاعدة، والتي تعتمد على بيانات الشركة لتحديد السيارات التي تجمع بين القيمة الممتازة ومتعة القيادة وإمكانات ارتفاع أسعارها بفعل الطلب القوي.
تضم القائمة سيارات "بورشه" كاريرا جي تي باهظة الثمن (طرز 2004-2007)، والتي يتجاوز سعرها عادةً 1.5 مليون دولار، و"ألفا روميو" جي تي في (طرز 1969-1972)، التي يراوح سعرها عادة بين 50 و150 ألف دولار، و"مازدا" إم إكس-5 مياتا (طرز 1999-2005)، التي يراوح سعرها عادة بين 9 و24 ألف دولار.
وفي الختام، قال هاجيرتي "إن سوق السيارات الكلاسيكية مدفوعة في نهاية المطاف بنمو الثروة". ومع تأهب أسواق الأسهم لدخول عامها الثالث محققة نموا من منزلتين، ومع انخفاض أسعار الفائدة، أكد أن لدى هواة جمع السيارات حافزًا قويًا لمواصلة الشراء.

