على الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، تدق ساعة الإغلاق الحكومي ثانية بثانية، لتقترب عقارب الساعة أكثر فأكثر إلى لحظة فارقة، تخترق فيها الزمن، لتعلن أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة.
بحلول غد الأربعاء، سيكون الإغلاق الحكومي الأمريكي قد دخل يومه السادس والثلاثين، وسيطيح بالرقم القياسي الذي حققه إغلاق 22 ديسمبر 2018، الذي استمر حتى 25 يناير 2019 في ولاية الرئيس دونالد ترمب الأولى، كأطول إغلاق حكومي أمريكي.
يتوقع مكتب الميزانية في الكونجرس خسائر بمليارات الدولارات نتيجة للإغلاق، جزء منها لن يمكن تعويضه، وتتراوح قيمته بين 7-14 مليار دولار.
بحسب طول فترة الإغلاق، سيخسر نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من العام ما يتراوح بين 1-2 نقطة مئوية.
3 سيناريوهات لخسائر الإغلاق الحكومي الأمريكي
وضع مكتب الميزانية 3 سيناريوهات للخسائر الناتجة عن الإغلاق الحكومي، أولها إغلاق لأربعة أسابيع، والثاني لستة أسابيع، والثالث لثمانية.
السيناريو الأول، الذي تجاوزه الزمن بالفعل في 29 أكتوبر الماضي، يشير إلى خسارة نقطة مئوية من نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي خلال الربع الأخير، بما يعادل 18 مليار دولار.
إذا امتد الإغلاق لستة أسابيع، أي حتى 12 نوفمبر الجاري، فسيخسر نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للربع الأخير من العام الجاري 1.5 نقطة، أي نحو 28 مليار دولار.
أسوأ السيناريوهات أن يمتد الإغلاق إلى 8 أسابيع، حتى 26 نوفمبر الجاري، حيث سيخسر نمو الربع الأخير نقطتين كاملتين، أي 39 مليار دولار.

خسائر طويلة الأجل بعد انتهاء الإغلاق الحكومي
يتوقع مكتب الميزانية في الكونجرس الأمريكي أن يكون للإغلاق الحكومي أثر ممتد خلال العام المقبل. ورغم التوقعات بتعويض بعض خسائر العام الجاري، فإن جزءا من هذه الخسائر سيستحيل تعويضه.
أقل الخسائر المؤكدة سيكون إذا انتهى الإغلاق سريعا ولم يمتد إلى 6 أسابيع، وستقتصر على 10 مليارات دولار من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الأول من العام المقبل، و7 مليارات في كل من الأرباع الثلاثة التالية.
أما إذا امتد الإغلاق حتى 12 نوفمبر، فقد تصل الخسائر المتوقعة إلى 15 مليار دولار في الربع الأول من العام المقبل، و11 مليارا في الربع الثاني و10 مليارات في الربع الثالث و11 مليارا في الربع الأخير.
سيكون إغلاق مدته 8 أسابيع مكلفا للغاية، إذ ستبلغ خسائر الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الأول من العام المقبل 20 مليار دولار وفي الربع الثاني 15 مليارا، ثم 14 مليارا لكل من الربعين الثالث والأخير.
موظفو الحكومة الأمريكية يتضررون من الإغلاق
خلال فترة الإغلاق، ستكون النفقات الفيدرالية أقل مما كانت عليه بمقدار 33 مليار دولار في سيناريو الإغلاق لمدة 4 أسابيع، و54 مليارا في سيناريو الستة أسابيع، و74 مليارا في سيناريو الثمانية أسابيع، بحسب تقديرات مكتب الميزانية.
تشمل هذه المبالغ الإنفاق المتأخر على أجور الموظفين والسلع والخدمات وبرنامج المساعدة الغذائية التكميلية.
بالنسبة للموظفين، فإن حجم الأجور التي لن يحصلوا عليها يصل إلى 9 مليارات في السيناريو الأول و16 مليارا في السيناريو الثاني و23 مليارا في السيناريو الثالث.
لكن قد لا يحصل كل هؤلاء الموظفين على مستحقاتهم المتأخرة بعد انتهاء الإغلاق. فهناك نوعان من الموظفين: من يتوقفون عن العمل بموجب الإغلاق، والموظفون الذين يداومون كالمعتاد لكن لا يحصلون على أجورهم خلال الإغلاق.
عادة ما يحصل الموظفون من الفئتين على مستحقاتهم بعد انتهاء الإغلاق. لكن إدارة الرئيس ترمب كانت قد أجرت محاولات لإنهاء خدمة آلاف الموظفين، قبل صدور أمر قضائي بوقف هذه الخطط.
يصل عدد الموظفين الفدراليين الذين لم يتلقوا رواتبهم إلى أكثر من مليون موظف.
كان ثالث أطول إغلاق في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بسبب الخلاف على تخفيضات الإنفاق، واستمر 21 يوما. أما رابع أطول إغلاق، فكان في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر، بسبب خلاف بشأن مشاريع الأشغال العامة.
شهدت ولاية كلينتون أغلاقا آخر استمر 17 يوما بسبب الخلاف على الميزانية والضرائب، وهو خامس أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة.

