مقالات الاقتصادية الإلكترونية

Author

الحقيقة .. كل الحقيقة .. ولا غير الحقيقة ..!

|
هذا الموضوع لا يعني أولئك الذين لا يهتمون بالعيش في "سلام" مع ذواتهم وبالتالي لن يتمكنوا من العيش "بسلام" مع الآخرين، وكل ما يمكن فعله لهم هو الدعاء بالسلامة من شر ما ابتلاهم. هناك طريقين لا ثالث لهما لأن يعيش الانسان "بسلام" حقيقي وليس مصطنعاُ أو مؤقتاً، أولاهما، هو فضل من الله أن قدّر للانسان أن يكون صبوراً، متسامحاً، محتسباً للأجر دون أن يكون ذلك بداعي ضعفٍ أو مهانةٍ أو خضوعٍ للأمر المفروض بالقوة، بل من موقع قدرةٍ وكظمٍ للغيض، وعفوٍ عن الناس، وإحسانٍ إليهم، نسأل الله أن نكون من أولئك الندرة النادرة بين الخلق. أما الطريق الأخرى التي هي منتهى غاية الغالبية الغالبة (وبذلك تكون هي القاعدة العامة)، وبعد استبعاد أولئك الذين لا يهتمون للعيش في "سلام" أصلاً، فهي بالعيش في "سلامٍ مع الذات"، والذي هو أساسٌ للعيش "بسلام مع الآخرين"، ولن يتحقق ذلك ما لم يعرف الانسان "الحقيقة" في الأمور التي تعنيه وتمس شئون حياته، كاملةً غير منقوصةٍ، مجردةً غير ملبوسةٍ، وصحيحةً غير مدسوسةٍ، وإلا فسيكون "السلام" مع الآخرين "مصطنعاً" ومعرضاً "للارتداد" عند معرفة ما أنقص منها أو ألبس عليها أو دس فيها، ولن يتمكن "المُصطنع" أن يُخفي ما في صدره وأعماق وجدانه من خلال "ردة فعلٍ غريزية" لحظة معرفته "الحقيقة.. كل الحقيقة.. ولا شئ غير الحقيقة"، فهل من مثال ملموس عن هذه الرؤية التي قد تعد ضرباً من "المثالية" والتنظير الذي لا يبدو أن له صلة بالواقع؟ وأرد على ذلك "نعم" وبكل تأكيد. وإليكم ذات الحالة في ضوء واقعين متضادين، أدت ظروف الواقع الأول "لمواجهة مسلحة" لترجيح الأمور ميدانياً (دون أن يتم حسمها)، وأدت ظروف الواقع الثاني "لحوار معلن" قد يصل إلى وضع الأمور في نصابها الطبيعي، فهذا أليكس سالموند قائد حملة استقلال اسكتلندا ضد أليستير دارلينغ (وحلفاءه من خارج أسكتلندا) الذي تصدى لحملة الاستقلال (18 سبتمبر 2014 م)، مقارنة بما حصل قبل (717) عاماً بين وليام والاس قائد المقاومة ضد إدوارد الأول (وحلفاءه من داخل اسكتلندا) الذي ضم اسكتلندا لمملكته. ففي عهد لم تتوفر فيه وسائل الاتصال وتقنياتها التي اختصرت حواجز الزمان والمكان (دون أن تلغي هذين البعدين الثابتين من القانون الطبيعي)، كانت الحقيقة "حكراً" على المتنفذين والحلقة الضيقة من المقربين وأصحاب المصالح والأهداف المعلنة (وغير المعلنة)، فكان "الصدام المسلح" بين الطرفين، كلُ يحاجج من أجل قضية يراها عادلة من وجهة نظره وأن مؤيديه هم "الأغلبية"، فهذا يدعي أن مناطقاً بأسرها تتبعه وهي الأكثر سكاناً وأعلى مستواً حضارياً من تلك التي يُؤثر فيها خصمه ويُخادع مناصريه فيها، والآخر يزعم بالضد ويناضل من أجل قضيته، دون أن يتم التأكد أي الفريقين أقرب للحقيقة، والظروف كذلك فهي "مثاليةٌ" للتأويل والتخمين والتخوين والتآمر وتبادل الاتهام والانتصار للرأي والشخصنة والإسقاط، تلك الحالة في واقع وليام والاس وإدوارد الأول، وتلك هي النتيجة الحتمية عندما غابت الحقيقة أو غُيبت (ناقصة، مدلسة، مدسوس فيها). في المقابل، فعلى مرأى ومشهدٍ من العالم أجمع مؤخراً، اتفق الطرفان على أمور جوهرية وحاسمة منها من يحق لهم التصويت في الاستفتاء، فأقرا بأن من يحق لهم التصويت يقدر بنحو (4.28) مليون من السكان في (32) منطقة إدارية، وأن من أدلوا باصواتهم في إستفتاءٍ حرٍ لا تشوبه مخالفات بلغوا (3.62) مليون من إجمالي المسجلين في دوائر الإدلاء بالأصوات بنسبة (84.6%)، وأن النتائج النهائية بلغت (2.00) مليون قد رفضوا الاستقلال بنسبة (55%) وأن نحو (1.62) مليون طالبوا بالاستقلال بنسبة (45%)، مع ملاحظة أن نتائج الاستفتاء في (4) مناطق إدارية (تقع في وسط اسكتلندا من شرقها إلى غربها وهي داندي، ووست دونبارتونش، وجلاسجو، ونورث لاناركشاير) هي التي أيدت الاستقلال، تلك هي الحقيقة المجردة والمستقرة التي لم يُجادل بشأنها أيٌ من الطرفين، فقُضي الأمر برضا الجميع دون تحفظٍ أو شعورٍ بغبنٍ أو تغريرٍ أو بقية شوائبٍ في النفوس، وذلك هو النتاج الحتمي عندما تُعلن "الحقيقة". ومثال آخر ليس في زمن بعيد كثيراً، وكاد أن يزلزل أركان من يعتبرهم الكثيرون نموذج حرية التعبير عن الرأي وحرية اتخاذ القرار (الديموقراطية) في العالم ، ففي أطول "ثلاثاء" شهدته الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها المعاصر وهو 6 نوفمبر 2000 م، فاز المرشح الجمهوري بأغلبية الأصوات الناخبة (المجمع الانتخابي) فيما فاز المرشح الديموقراطي بأغلبية الأصوات الشعبية (عدد الأصوات على المستوى الوطني)، وتوقفت الحياة بشكل شبه كامل، ولم تعلن النتائج إلا في 12 ديسمبر بقرار من المحكمة الدستورية العليا بداعي أن هذا التاريخ هو الموعد النهائي المنصوص عليه في الدستور، وأن أي تأخير عن هذا الموعد سيعرض الدولة لأزمة حقيقية، وفي 13 ديسمبر قرر المرشح الديموقراطي قبول النتائج لصالح المرشح الجمهوري، وذلك تفادياً للتداعيات غير المحسوبة لوقوع مثل الأزمة الدستورية. قد يقول قائل هذان نموذجان "جمعيان" ولا يحصل كثيراً، فماذا عن تلك الحالات التي لا عد لها ولا حصر مما يحصل بين الأفراد على مدى ساعات الليل والنهار في أركان الأرض وعبر الثقافات؟ وكيف إذا لم "تُقام الحجة" أو "تُثبت القرائن المادية" على المتداعين؟ أقول أن ذلك يقودنا إلى قضيةٍ أخلاقيةٍ جوهريةٍ بامتياز، فمن الطبيعة البشرية ألا "يُقر الانسان بخطئه"، وهناك من "دعاة الفضيلة" من يحث على الاعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية وأن ذلك "يسمو" بصاحبه ولا ينتقص من قدره، وفي المقابل هناك من ينادي بأنه ليس من العدل أن يلتزم "البعض" بمثل هذه الفضائل، بل أن ذلك قد يؤدي لتحميلهم أكثر وحتى إثارة الشكوك بأن ما أقروا به قد يُخفي ما هو أعظم. أما فيما يتعلق "بالأغلبية"، فقد تُستغل مثالية الندرة من قبل الفئة الأولى، وفي الإفلات مما يستحقونه جراء ما يرتكبون في حق الآخرين، وهم بذلك يُسيئون استغلال القاعدة الشرعية المُغلّبة في الدعاوى وهي أن "درء المفاسد مقدم على تحقيق المصالح"، وستبقى هذه "القضية الأخلاقية" قائمة، وليس لدي حيالها سوى قوله عز وجل في محكم التنزيل: "يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين..." (النساء: 135)، إنها "الحقيقة.. وكل الحقيقة.. ولا غير الحقيقة".
إنشرها
Author

عناقيد الدالوة

|
لم تدرِ قرية الدالوة في محافظة الأحساء ذات يوم أنها ستكون رمزاً للوحدة الوطنية والتفاف كافة أطياف الوطن حولها، ولم تعلم ايضاً أنها ستكون في الصفحة الأولى لأبرز الصحف المحلية والعالمية وفي النشرات الإخبارية ووجهة كل من يريد أن يعبر عن وطنيته ورفضه للإرهاب. ما أن كبّر إمام المُصلين السيد علي الناصر السلمان لتشييع كوكبة قرية الدالوة حتى أصطف خلفه حشد من المواطنين منهم من أسبل يديه و منهم من وضع يده اليمنى على اليسرى في مشهد قصم ظهر الإرهابيين الذين أرادوا السوء و ايقاظ الفتنة الطائفية في الأحساء، وازداد نحيب أفراد "داعش" حينما شاهدوا لافتات بأن الوطن يتسع للجميع ويردد الشيعي والسني معاً عبارة "اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه". قبل عدة أشهر قضت محكمة أمريكية بتعويض أمريكي مسلم يدعى "علي أبو بكر" بأكثر من 4 مليون ريال بعد تعرضه للاضطهاد على اساس الدين ومظهره الخارجي بسبب لحيته الطويلة، فعلاً يجب أن تكون المواطنة هي المقياس وسن قانون لتجريم كل من يدعوا إلى الطائفية والتحريض على الكراهية والمساس بالسلم الأهلي. الدالوة المطمئنة المُسالمة رغم صغر مساحتها إلى أنها جمعت ولاة الأمر والمواطنين لتثبت للعالم أجمع بأن مصابها لا يمر مرور السلام و أن الإرهاب لن يحرق عناقيد العنب المشتهرة بزراعته ولا يشق دلوها التي تستخرج منه ماء البئر. اللهم تقبل منا الشهداء : النقيب محمد حمد العنزي، العريف تركي رشيد الرشيد، محمد عبدالله المشرف، زهير حبيب المطاوعة، عادل حرابة، مهدي عيد المشرف، محمد حسين البصراوي، حسن حسين العلي، عبدالله محمد اليوسف، عبدالله حسين المطاوعة .
إنشرها
Author

طفل سوري يعطي درساً للكبار

|
في برنامجه بسمة أمل، يذكر الأستاذ عمرو خالد قصصا من الحياة يُستفاد منها دروس وعبر. وفي إحدى حلقاته ذكر قصته مع طفلين من أبناء السوريين اللاجئين في مصر، أحدهما في الحادية عشرة والآخر في الثانية عشرة من العمر. فقد خرج مع ولده إلى بعض شأنه، ولما انتهى وهو عائد إلى السيارة ليركبها وجد هذين الطفلين جالسين على الرصيف وأمامهما عدد من الصناديق (أو الكراتين على حد تعبيره) المغلقة نظيفة المظهر. قرأ السماحة في وجهيهما، وعرف أنهما يبيعان شيئاً ما. ومن باب التعاطف أحب أن يعطيهما شيئا من المال، فاقترب منهما وأعطى أحدهما مبلغا وقال له: خذ هذا المبلغ واشترِ به شيئا تتوق له نفسك! ففوجئ بجواب الطفل يتساءل: لماذا تعطيني هذه الفلوس؟ أنا عندي بضاعة أبيعها! فأجابه: لست في حاجة لما عندك، ولكني أحببتك أن تكون مسرورا فأردت أن أعطيك هذا المبلغ. فقال الولد: لن آخذ منك أي مبلغ إلا إذا كنت ستشتري مني! فتأثر جداً، وصار في موقف محرج، وأحس أن هذا الولد يعطيه درساً، فتراجع وقال له: حقك علي، وأنا لم أقصد شيئا، لكن ماذا تبيع؟ فقال الولد: أبيع حلويات شامية في هذه الكرتونة. فأخذ منه كرتونة وأعطاه مبلغاً قدّر أنه أكثر من قيمتها من باب إكرامه، فقال الولد: لكن المبلغ الذي أعطيتني إياه أكثر من قيمتها، إنه قيمة اثنتين. فقال له: لكني سأشتري واحدة، فقال الولد: سأعطيك الفرق! فاضطر لأخذ اثنتين مقابل المبلغ المدفوع. ولما ركب سيارته راح يعطي ولده درساً عن أخلاق هذا الولد الحريص على احترام نفسه، وعدم قبول شيئاً من الناس حتى لا يكون الأمر تسوّلاً، بل إنه يصر على أن يعمل ويبيع. وفي البيت فتح العلبتين فوجد فيهما حلوى لذيذة مصنوعة منزلياً، رغم أنه لم يعرف شيئا عن القواعد الصحية المتبعة في صنعها. فأطعم منها والديه، فأثنيا على طعمها الرائع. فوجد نفسه مندفعا لأن يرجع للولدين ويشتري منهما مرة أخرى. وهناك قال للولد: لماذا لا تفتحوا محلاً رسمياً وتراعوا قواعد وزارة الصحة... الخ. فقال له الولد: نعم ولكن بالتدريج. ولو أني أخذت منك المبلغ دون أن تشتري مني فإنك ما كنتَ ستعود إلي، وما كنتَ نصحتني، وما كنتُ سأبيع أكثر. لقد أصررتُ على أن أبيع بضاعتي لك، فبضاعتي جيدة، ولعلك ترجع وتشتري مني مرة أخرى. والأهم من كل هذا أنا أحس أنني إنسان محترم! فما كان من الأستاذ إلا أن سلّم عليه بحرارة وحضنه وهو فخور به، وتركه وهو يتمنى أن يكون ابنه مثله، بل أن يكون شبابنا كلهم مثله، بل تمنى أن يدرك شباب العرب وأطفالهم أن ما عندهم شيء جيد، وأن يبيعوا بضاعة ممتازة ليعود الناس إليهم فيشتروا منهم. ويعلق أخيراً بأن هذه بسمة أمل للاحترام، ولتقدير الذات، وللكرامة الجميلة التي ينبغي أن نعلمها لأولادنا وشبابنا.
إنشرها
Author

مآل الاحتراف وفقاً لمبدأ Diminishing Utility..!

|
هذه المقالة هي تقويم علمي لتجربة عقدين منذ بدء إحتراف كرة القدم في المملكة، وما دفعني لكتابة هذه المقالة هو مظهر لاعبي الفريقين في نهائي أسيا للأندية، وسيتم أولاً إيضاح الأساس العلمي للتقويم وتطبيقه على موضوع الاحتراف بذاته وعلى اللاعبين بشكل عام، يليه إيجاز لحقائق التجربة، فتحليل مختصر في ضوء نتائجها مع تصور بأهم التوقعات، فحصر لبعض الدروس المستفادة منها، ثم خاتمة. أولاً: خلفية علمية: مبدأ تناقص المنفعة (Diminishing Utility Principle) معروف لكل مهتم، وللتذكير بمقصده، فليختر القارئ الكريم فاكهته المفضلة ولنفترض أنها التفاح، الآن ليتخيل القارئ الكريم أنه "يجهد" ويثابر للحصول عليها، فما مستوى منفعته من تناولها هنيئاً مريئاً؟ وفقاً للمبدأ أعلاه، فإنه يتحقق أفضل منفعة من تناول أول ثمرة، فيما تحقق الثانية منفعةً أقل منها، والثالثة أقل من الثانية، وهكذا يتناقص مستوى المنفعة. ولتقريب تطبيق المبدأ أكثر للحالة التي نحن بصددها، سأفترض أن ما سبق يتعلق بنوع واحد من التفاح، فلنفترض أنه الأخضر أو الصيني، فماذا لو رفعنا سقف التفضيل ليشمل التفاح بكافة أنواعه ومصادره (اليونان، تركيا، إيطاليا، أمريكا، وغيرها)؟ قد يتغير معدل تناقص المنفعة فلا ينخفض بشكل كبير، فماذا لو لم يتطلب الحصول على التفاح بأنواعه كافة ومن مصادر إنتاجها كافة أي مجهود (بمعنى أن الفاكهة المفضلة في متناولك إينما نظرت، أو جلست، أو مشيت)؟ فماذا عن فاكهة الاحتراف لدينا؟ ثانياً: حقائق من واقع التجربة: بعد مقاربة تجربة عشرين سنة من حال محترفي كرة القدم في المملكة مع المبدأ العلمي للتقويم، يمكن ملاحظة أن من كان عمرهم ما بين (10 - 12) سنة عند بدء الاحتراف عام (1994 م)، هم المفترض أن يمثلوا المنتخب عام (2010 م)، أي الذين تبلغ أعمارهم عندها (26) سنة، وهي فترة ذروة عطاء اللاعبين، إلا أنهم فشلوا في الاستمرار في مسار التأهل للمونديالات ذلك العام للمرة الأولى بعد (4) مرات متتالية سبقتها، وتلاها الفشل في التأهل للمرة الثانية على التوالي لمونديال (2014 م). وعلى المستوى القاري كانت مشاركتهم في بطولة أسيا في (2011 م) هي الأدنى مستواً على الإطلاق على مدى (27) عاماً، بل وأدنى من مستوى المشاركة في بطولة عام (2004 م)، وعلى مستوى الأندية كانت آخر مناسبة لتحقيق اللقب وعلى أساسها تم التأهل لبطولة العالم للأندية هي بطولة عام (2005 م)، أما ما يتعلق ببطولة الخليج فقد كان الخروج من دور المجموعات في المشاركة الأخيرة إمتداد للمسار البياني المنحدر، وقد يُعد ذلك هو المقياس المرجعي الأدنى لمشاركات المنتخب. أما فيما يتعلق بالمعيار المرجعي الأعلى للمنجزات، فيتمثل في المشاركة الأولى في مونديال (1994م)، والتي تلاها (3) مشاركات لاحقة متتالية بمستويات في مسار بياني تنازلي، إلى أن تم الخروج من التصفيات المؤهلة للمونديالين الأخيرين، أما فيما يتعلق بمشاركات المنتخبات الأولمبية والشباب والناشئين سواء الناجحة أو التي دون المأمول فهي خارج إطار هذا التقويم. ثالثاً: تحليل حقائق التجربة والسيناريوهات المتوقعة: يُلاحظ أن أهم الانجازات قد تحققت بلاعبي ما قبل الإحتراف منذ بطولة أسيا (1984 م) مروراً بأول تأهل لأولمبياد (1986 م) وكلاهما بطاقم فني وطني، ثم تحقيق بطولة أسيا للمرة الثانية عام (1988م)، وامتد الانجاز بعدها للفترة التي شارك فيها أولئك اللاعبين بعد احتراف عدد منهم، فبعد كأس العالم عام (1994 م) تحقق كأس أسيا للمرة الثالثة في عام (1996م)، وتملكت بذلك المملكة الكأس من خلال اللعب على النهائي في أربعة مناسبات على التوالي، وانتهت حينها مشاركات عدد من لاعبي ما قبل الاحتراف. ويبدو أن تاثير لاعبي ما قبل الاحتراف الذين استمروا في المشاركة بعد تطبيقه على اللاعبين الذين شاركوا معهم في تحقيق إنجاز عام (1996 م)، وهو الأخير، قد استمر لفترة، فتحقق التأهل لمونديال (1998 م) واللعب على النهائي في بطولة أسيا عام (2000 م)، وباستثناء اللعب على نهائي أسيا عام (2007 م) والذي يتطلب تحليلاً مستقلاً، فيبدو أن أثر لاعبي ما قبل الاحتراف قد زال تماماً على مستوى المنتخب الأول، وهنا يمكن أن يُطرح التساؤلين التاليين: (أ) هل أن فاكهة البطولات قد بلغت نهايتها وفقاً لمبدأ تناقص المنفعة (Diminishing Utility Principle)؟ و(ب) ما حال لاعبي البطولات؟ أجيب على التساؤل الأول بأنه لن يكتفي من فاكهة البطولات أي منتمٍ لهذه الأرض الطيبة والمصدر المتجدد للنجوم جيلاً بعد جيل، بل وسيطلب المزيد والأغلى، أما بالنسبة للتساؤل الثاني فأهل الشأن أدرى بذلك، وهذا ما يقود التقاش للتساؤل التالي: هل أن فاكهة البطولات قد بلغت نهايتها بالنسبة للمحترفين؟ وأجيب على ذلك بتساؤل آخر: كيف أن مبدأ تناقص المنفعة يُطبق على من لم يشارك في تحقيق أي بطولة مع المنتخب؟ وبذلك نصل إلى تساؤل آخر حيال أمر مُلاحظٍ وبالغ الأهمية: هل أن المشاركة في تحقيق البطولات مع النادي هي الأهم؟ وهو ما يقودنا إلى تساؤلات لا تقل عنه أهمية: إذا كانت المشاركة في تحقيق البطولات للنادي هي الأهم فما الذي أدى إلى ذلك؟ ثم أليس تحقيق بطولة الأندية الأسيوية وهي المؤهلة لبطولة العالم للأندية ضمن تلك الطموحات؟ ولماذا إذاً لم تتحقق منذ نحو عقدٍ من الزمان؟ وحيث أن الإجابة على أي من التساؤلات أعلاه لا يُفسر الحالة التي نناقشها وفقاً لمبدأ تناقص المنفعة، فإن التساؤلات تلتقي عند إجابة جوهرية مفادها: أن الذي أوصل اللاعبين لأدنى حدود المنفعة هو الاحتراف ذاته، ولا يظهر من مخرج من نفق الإخفاقات ما لم يتم إجراء مراجعة حقيقية لموضوع الاحتراف، وإلا فسيستمر التساؤل التالي: كيف أن لاعبين يتقاضون أجزاء من مئة مما يتقاضاه لاعبي المملكة يتفوقون في الميدان، سواء كان ذلك داخلياً مع الفرق التي تتعاقد معهم أو خارجيا مع منتخاباتهمً؟ رابعاً: الدروس المستفادة: لعل أكثر ما لفت انتباهي هو هيبة لاعبي فريق ويسترن سيدني وندرارز الاسترالي، وكأني بذلك المظهر، وهو بالمناسبة نفس المظهر الذي كان عليه لاعبي منتخب استراليا في اللقاء الودي الأخير خلال معسكر منتخب المملكة بلندن، أتلقى من شخصية البطل رسالة مفادها: دعهم يتحدثون.. دعهم يستعدون.. دعهم يركضون.. دعهم يصرفون.. دعهم يختلفون.. دعهم ودعهم.. وسواء كان ذلك كله داخل الملعب أو خارجه.. فهذا لن يشغلنا.. بل هو دليل على قدرتنا.. وبأقل مجهود منا.. أن نحقق ما نسعى إليه.. سنمنع عنهم مرمانا.. وسنحبطهم.. وسنباغتهم.. ومهما ارتفع رتمهم في الملعب.. فنحن لم نُفعّل "دبلات" ماكينتنا بعد.. كما أن بإمكاننا تشغيل "دفعها" الكامل.. الذي هو في متناولنا وتحت تصرفنا، هذا هو الواقع المجرد. أما الدرس المهم الآخر، فأعود هنا إلى من هم في سن (10 – 12) من عمرهم، ويتعلق الأمر بمستقبل أولئك اليافعين الذين تسربوا من الفصول الدراسية بعد المرحلة الابتدائية أو قبلها، منذ بدء الاحتراف الذي تمنوا من خلاله تحقيق أحلام وطموحات، فلا هم بلغوا ما كانوا يتمنون ولا هم عملوا على بناء أنفسهم ومستقبلهم من خلال التحصيل العلمي، ولن أتحدث عن الهدر المالي وحروب الأسعار، ولن أتحدث عن التعصب الرياضي، ولن أتحدث عن غير ذلك مما هو كثير، فهناك من هو أدرى مني بذلك. خامساً: الخاتمة: إن خلاصة تجربة عشرين عاماً من احتراف كرة القدم في المملكة هي كالتالي: "كان بالمملكة محترفون دون احتراف وأصبح بالمملكة احتراف دون محترفين".
إنشرها
Author

قائمة نسرين ..

|
كنتُ ولا زلتُ أقول بأن العظماء يرتدون غالبا رداء البساطة والعفوية والحبّ والجمال الذي يغلفه الوعي والفكر والثراء الداخلي. عرفتها بروح لا أستطيع تجسيد جمالها بأحرفي التي تتعارك خجلاً كيف لها أن تصف ما وجدته لديها، وما أضافته لي بطريقة سلبت بها لبّ عقلي وكادت أن تستولي على قلبي الذي ينهار دائما أمام أصحاب الإنجازات الذين يحملون في أعماقهم رسائل عظيمة يرغبون بإيصالها للناس ليس بالفرض وإنما بالحب. دكتوره نسرين ناصر العواجي، والتي تحمل من اسمها الشيء الكثير لكونها زهرة بيضاء بالفعل لما تمتلكه من احساس عالي مُزج بالإنسانية والشفافية والسماحة. حاصلة على الدكتوراة من جامعة شيفيلد في بريطانيا. تخصصها علاج مشاكل النطق للأطفال المصابين بشق الحنك وهو تخصص دقيق ونادر ومعقد ولكن عقلها المدهش أذاب تلك العقد في أن صنع قالب قوة لاستكمال العقبات إلى أن وصلت، والأجمل من ذلك الوصول هي أنها رغم صعوبة التخصص والإنغماس فيه إلا أنها لم تفقد جمال الروح والخفة والبساطة والمرونة والتعامل اللطيف الذي يمنحك دهشة حقيقية لانسانة ناجحة بالفعل. حاليا تتواجد في بريطانيا، حين هاتفتها للمرة الأولى شعرت بأن الحياة فتحت لي باب بهجة كنت أفتش عنه، طال الحديث برفقتها، وحين أغلقت منها تنهدت تنهيدة طويلة لشعوري بأني أعرفها منذ زمن بعيد، ولفخري بالرسالة التي صنعتها. نسرين طموحها المتوقد لا يقف عند نقطة معينة، ورسائلها في الحياة مبهرة وعميقة، وتسعى لأن تصل إليها، وأعظم رسالة لديها هي منصة منحتها واحتضنت بها كل من يحمل في جيبه قصة كفاح وإنجاز تستحق أن ترى النور وتخرج للعالم حتى نتعرف على كل من لم يجد يدًا كيد نسرين التي مدت كفها بحب حقيقي حتى تصفق باليد الأخرى لإنجازات تستحق أن تُخلد وتُكتب بماء الذهب. فكرة مشروع "قائمة نسرين" هو قسم خاص في موقع "الأكاديميون السعوديون" تم إنشاؤه لكل من لديه حكاية نجاح وإنجاز يقوم بإرسال تلك الحكاية وفق معايير معينة مطروحة في ذات الموقع، عند إرسالها ستتكفل هي بنشرها للبشر لأجل أن تصل، وتقوم في كل أسبوع بنشر قصة واحدة. هي تسعى جاهدة لأن تُبرز عقولاً جبارة آمنت بقواها وبما تملك، وبأشخاص شقوا طريق الحياة بأنفسهم، صنعوا أهدفًا وخططا أخذتهم في رحلة طويلة انتهت بنجاح وفخر قد لا يعرف أحدٌ عنه شيئا فجاءت "قائمة نسرين" لإضاءته. لكلّ الذين يبحثون عمن يعرف عن قصتهم، ويحبون أن يكونوا من ضمن قائمة الملهمين في إشعال روح الحماسة والفخر لدى الآخرين. لكل من لا يعرف عن جمال إنجازاتهم وقصصهم المحفزة للغير أحدٌ بعد، ابعثوا بتلك القصص "لقائمة نسرين" على موقع "الأكاديميون السعوديون" والموجود في حسابها الخاص على "تويتر" وكذلك عند البحث عن "قائمة نسرين" على الإنترنت في محرك البحث "قوقل". وكونوا على يقين بأنها ستصل وستكون محط اهتمام وعناية وحب لديها. سلامي لتلك الزهرة التي أدهشتني. وسلامي وشكري الخاص والعميق للدكتور نجيب بن عبدالرحمن الزامل الذي كان الأب والمشجع لهذه الفكرة الفعّالة والمشروع الرائد ولدعمه الحقيقي في إيصال قصص النجاح لأكبر شريحة ممكنة. إنه يعمل بتفاعل وصدق على تنمية هذا المشروع بقوة لايمانه بأهميته ولحرصه على فئة الشباب الذين يرى بهم أملاً صادقًا وحبًا وحماسًا سيبني الكون ويصنعه بنجاحٍ يحتاج أولا إلى تعليق الجرس لاستكمال الخطى والبناء. والشكر أيضاً لموقع "الأكاديميون السعوديون" لاحتضانهم المشروع بكل حب، وفتح قسم خاص في موقعهم لنشر تلك القصص. ولكل من ساندها لإيصال فكرة المشروع وعمل برفقتها. نسرين، أنتِ فخر حقيقي، وفكرتك مميزة الطرح بحق.
إنشرها
Author

هالوين أطفال سوريا في بلدهم والمهجر

|
لست مولعاً بأعياد الآخرين التي ليست من ثقافتنا، لكن ليس من الخطأ أن يطّلع الإنسان على ثقافاتهم، وقد عاش بينهم، فربما تزيد من إيمانه ويزداد رسوخاً بما حبانا الله به. في آخر يوم من تشرين الأول/أكتوبر الذي مضى لتوه احتفل الناس في بعض الدول بعيد الهالوين Halloween. والكلمة ليست محرّفة من كلمة الحلوين كما يحلو لبعضنا أن يقول، لأن الاحتفال به يشمل الخدع، وارتداء الملابس الغريبة، والأقنعة، فيما يُسمونه حفلة تنكرية. وتروى الأساطير عن جولات الأشباح في الليل، وتعرض التليفزيونات ودور السينما بعض أفلام الرعب، ويتم فيه تزيين البيوت والشوارع باليقطين، ويقومون فيه بالألعاب المرعبة والساخرة. ويتنقل الأطفال، وهم في ألبسة تنكرية وقد وضعوا وجوهاً مرعبة، من بيت لآخر وبحوزتهم أكياس وسلال طالبين ملأها بالشكولاته وحلوى الكراميل. ومن لا يعطي الأولاد المتنكرين ما يطلبون تغضب منه الأرواح الشريرة. وفي الحقيقة فهم يتنكرون ويرتدون الملابس المخيفة والوجوه المرعبة كي لا تعرفهم الأرواح الشريرة... وقد أنتجت هوليوود عشرات الأفلام عن الهالوين، منها أفلام رعب، وكوميديا سوداء، وأفلام كرتون للأطفال. كما تنشط مصانع الألعاب والحلويات والمحال التجارية لتحقق نشاطا تجاريا ملحوظاً. وعندما يقرأ الإنسان عن هذه المناسبة ثم يتذكر أطفال سوريا، المحاصرين في مدنهم، أو اللاجئين في مخيمات الدول المجاورة، يجدهم ليسوا أمام أشباح نُسجت في الخيال، وليسوا أمام فيلم رعب لا يلبث أن ينتهي ويخرج مشاهده إلى العالم الحقيقي، ولكنهم أمام واقع مخيف مرعب لا يمكنهم أن يتنكروا للهرب منه. فالبراميل المتفجرة التي تلقيها عليهم الطائرات لا يمكن مقارنتها بأفلام الرعب، والدماء التي تكسوهم ربما تجعلهم في مناظر تنكرية حقيقية ليس كمثل الألبسة التنكرية المستخدمة في الهالوين. وهم لا يستطيعون التنقل من بيت إلى بيت ليجمعوا الحلوى، فهذه من الترف الذي لن يجدوه في أي بيت، فيضطرون إلى التقاط بقايا الطعام من هنا وهناك. وتكاد تقرأ في أعينهم معنى الخوف الحقيقي، ليس من الأرواح الشريرة بل من البشر الأشرار الذين فقدوا كل معاني الإنسانية والأخلاق فراحوا يزرعون الرعب في كل مكان، فيسقط من قذائفهم كل يوم مئات القتلى والجرحى، وكثير منهم من الأطفال. ومن لم يمت فبقاؤه تحت الأنقاض ساعات كفيلة بأن توزع الرعب على آلاف الناس، لاسيما من رأى من أولئك الأطفال مقتل أمه أو أبيه أمام عينيه. بل ربما القتل أهون من باقي الأهوال التي يرى فيها الطفل تعذيب والده أو اغتصاب أمه أو يفقد فيها طرفاً من أطرافه. فأي رعب من الأرواح الشريرة يضاهي رعبه؟ وأي حلوى تعوضه عما فقد؟ ليت المخرجون في هوليوود يزورون هؤلاء الأطفال ليوفروا على أنفسهم عناء البحث عن أفكار لأفلامهم المرعبة، فهنا الواقع أغرب من الخيال! وهناك رعب ومعاناة من نوع آخر كتب عنها مؤخراً الكاتب البريطاني روبرت فيسك في صحيفة الإندبندنت البريطانية، حيث ذكر أن مائتي ألف طفل سوري لاجئين في لبنان يتم تشغيلهم كالعبيد، وبعضهم عمره خمس سنوات فقط، يعملون في الحقول في سهل البقاع، وكثير منهم يُضربون. فهل يحتاج هؤلاء إلى أساطير الأرواح الشريرة وهم يرون الأهوال رأي العين؟
إنشرها
Author

مشكلة الأهلي .. إنها مُعضِلة كرة القدم !

|
خرج الأهلي من دوري زين عام 2011 بسبب مباراة واحده فقط, كان الأهلي محققا بها الفوز بثلاثية, ثم بدأ الفريق وكأنه مقتنع بالثلاثة ! فكانت النتيجة التعادل وخسارة الدوري وضياع حصاد عام كامل! تكرر المشهد أمام الاتفاق كذلك حيث تقدم الأهلي بثلاثية عندها حدث تراخي وهبوط في المستوى وكانت النتيجة رباعيه إتفاقيه ! كاد المشهد أن يتكرر أمام الرائد ولكن الله ارادها أهلاويه ,وليست مباراة الخليج عنا ببعيده ! المصيبة أن الأهلاويون لم يستوعبوا الدرس ! فأين الإدارة ؟ وأين مدير الكره ؟ وأين ثقافة الإخلاص في العمل والجِد والإجتهاد والمثابرة والتركيز داخل الملعب ؟ هذه مبادئ لا تطبق فقط على الوظيفة الرسمية بل تنسحب هذه المبادئ على كل نواحي الحياه حتى القيادة للسيارة يجب أن تكون جاد ومجتهد ومخلص مراعاة لمسؤوليتك أمام الجميع وأمام نفسك !. أيها الملكيون سأهمس في آذانكم همسة ولستم في حاجة لهمساتي ! فأنتم أعلم وأقرب مني لهذا النادي العملاق. خذوا العبرة من الماكينات الألمانية الذين سحقوا البرازيل بسباعية دون رحمة وكادت النتيجة أن تصل الى العشرة على أرض البرازيل! أيها الأهلاويون دَعوا منكم الرٌقي الذي لا يسمن ولايغني من جوع في كرة القدم ! ثلاثون عاما وانا متابع للأهلي وعاشق له فعندما يسجل أربعة, أو خمسة , يقتنع الفريق بهذه النتيجة ويبدأ نزول المستوى تدريجيا ! ويتراخى الفريق بأكمله, وأيضا ربما حفاظا على مشاعر الفريق الآخر ومراعاة لتاريخه ! حتى أصبحت عاده وثقافه دائمة وملازمة للفريق دون أن يشعر بها حتى المقربون من النادي, ثم تتكرر من جيل الى آخر!, أيها الأهلاوي يجب أن تضرب بالسبعة وبالثمانية, وبدون رحمه حتى تنتقل هذه الثقافة لجميع المراحل السنيه وتزيد الجدية لدى اللاعبين, عندها سترون النتائج وسوف تفوزون بالرعب ! المشكلة الأخرى لدينا كأهلاويين هي فرق الوسط ,واللتي أصبحت تُشكل عبئ كبير عندما نقابلها بسبب أن هذه الفرق تلعب بثقه أمام الأهلي, لأن ثقافة هذه الفرق أنها عندما تقابل الأهلي ستفوز أو تتعادل على أقل تقدير, أما الفرق الكبيرة فإنّ الأهلي إما يتعادل أو يفوز أو يخسر منها بصعوبة وهو في أقل مستوياته فالأمر سجال ! إذن يجب أن نتعلم من المانيا الجدية في التعامل وأن نبتعد عن الثقة الزائدة في بعض المباريات وأن نضرب بعدد كبير من الأهداف إن سنحت لنا الفرصة, وأن لا نرحم بحكم علاقه قويه تربطنا بفريق, أورأفة بفريق ضعيف, فلقد تم تخديرُنا بلقب الراقي ! من وجهة نظري أنّ المشكلة ليست في لاعبي الأهلي بل هي في ثقافة الفريق. إنّ الرحمة والرأفة والثقة الزائدة وتصنيف الفرق الى قوي وضعيف , ليس لها مجال في كرة القدم فلن تحقق دوري أو تجلب بطوله , فبطولة الدوري مهرها الفوز على الفرق الضعيفة وفرق الوسط بسهوله وبقوه !أما الفرق المنافسة فليس لدينا مشكله معها, فلو عدنا لنتائج الأهلي مع هذه الفرق الكبيرة خلال الأعوام الماضية فسوف ترون أنها لم تكن سبب لضياع الدوري من أيدينا !
إنشرها
Author

أريد أن أبكي .. فلا تقل لي توقفي !

|
اسمع كثيرا عن كُتّاب ملهمين ورائعين وايجابيين، من الغرب. أضافوا للعالم جمالاً لا يزال يطعمُ العالم. اقرأ لهم فتنفتح أمامي مساحات كونية لم أكن لأصل إليها ولا لأتعرف عليها إلا من خلال ما خطته عقولهم التي وهبتني كنوزًا عظيمة لا أنكرها وأظل أحتفظ بها أبد الدهر. ولكن المأساوي في نهايات البعض منهم هو انتحاره والقيام بقتل نفسه بؤسًا ويأسًا. حاولت كثيرًا أن أتعرف على الاسباب الرئيسية التي تجعل من الانسان يفقد وعيه حدّ أنه يقتل نفسه عمدًا رغم توفر الإمكانات والمعطيات والجمال الذي يعيشه وربما الترف الذي يطال الماديات والروحانيات لدى الشخص. ربما يجيب البعض أن الدين الاسلامي منح الانسان ضوابطًا تمنع هذا التصرف المؤلم والفضيع. وأيضاً حين تكون مؤمنًا وراضيًا ومقبلاً على الله لن تضيق بك الحياة حد أنكَ تفكر بالانتحار. كلُّ ذلكَ صحيح، وكلُّ مؤمن عاقل يؤمن بذلك إيمانًا تامًا. ولكني توصلتُ لحقيقة أخرى ومنْ زواية مختلفة كليًا. قد نسمع أحيانا بمن يدعو إلى الإيجابية، وإلى من ينادي بـ "انظر للجانب الممتلىء من الكأس ودعكَ من الجانب الفارغ.. تجاهله، أو لا تنظر إليه، واعتبره غير موجود!" وهذا تصرف غير واعٍ، لا تكن إيجابيًا، ولا تكن سلبيًا. إنما كن متزنًا، واعيًا. فالوسطية والوعي هو أنكَ تدرك وجود كلا الجانبين الفارغُ والممتلىء وتعترفُ بوجودهما بوعي تام بأن هناك في الحياة جانبًا مظلمًا يغفر له وجود النور، وجانبًا مؤلمًا ينسيك إياه جانب المتعة. إن التجاهل والإنكار يصنع التراكمات والتطرف ويجلب لك المتاعب لأنك تخالف الحياة، تخالف طبيعتك والكون. لأن كل الذين يروجون للايجابية البحتة يمنعون حزنك، وألمك، وبكاءك، ويرفضون وجود ذلك ويطالبونك بالسعادة الدائمة. وعندها تنفجر أنت في الوقت الخاطئ لتتسآل.. ماذا يحدث معي؟ أنا ايجابي! كيف حدث هذا؟ حين تهرب من دموعك، وتهرب من أوجاعك، ولا تعترف بوجودها، ولا تسمح لنفسك بالحزن ولا بالألم. إنك هنا تمارس ظلم نفسك بنفسك. وأنت تظن بأن ذلك قوة، وما هو إلا عبث تقوم به في حق ذاتك البريئة. فأنت خلقت لتعيش بتقلبات، ومحطات، ومنعطفات، والوعي هو أن تدرك أن كل ذلك يمنحك في كل مرة ميلادًا جديدًا. فبعض الأوجاع هي من تصنع نضج الانسان ووعيه. وبعضها هو ما يبني داخلك باتزان حقيقي وسلام يمنحه لك قبولك ورضاك والسماح لنفسك واحترامها بأن تحزن وقت الحزن وبأن تسعد وقت السعد. لذلك أقول : أعط نفسك حقها، واحترمها. لا تحاول الخروج من حزنك بقوة كي لا يقتلك. ولا تمارس ايجابيتك وسعادتك المحضة على الدوام حد أنك تختنق من حياتك التي تسير على رتم واحد. إنما استجب لمشاعرك، لداخلك، واستمع لأغنيات روحك الداخلية، واستمتع بالحياة أيا كان لونها، ولا تحاول العبث معها بأن ترتدي ثوبا كاذبا ليس لك. حين تضيق عبر عن ضيقك بوعي، وحين تبكي ابكِ دون أن تعاند دموعك بأن لا تخرج من جسدك الذي سيتجدد من بعدها ولا تسمح لأحدهم أن يمنع دموعك ويقول لك: "توقف عن البكاء" إنما قل له: "أريد أن أبكي.. فلا تقل لي توقف!"، وحين تضحك اضحك كأن لا صوت في الكون غير صوتك الرائع وأنت تضحك باستمتاع كلي وانتشاء حقيقي. إن سر جمال الاشياء والحياة يكمن في عدم اكتمالها. فلو كانت مكتملة تامة لطلبنا الموت ولذهبنا إليه بأنفسنا. ولكن عدم اكتمالها يصنع توافقنا معها وانسجامنا وتناغمنا الحقيقي والرائع. لذلك لا تكن إيجابيًا، ولا تكن سلبيًا. إنما كن واعيًا سويًا، لأنك خُلقت لتكون وسطيًا، لا ظالمًا لنفسك ولا مظلومًا.
إنشرها
Author

دروس الهجرة النبوية والسوريون المهاجرون

|
يتساءل بعض الناس: لماذا لم تكن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بمعجزة شبيهة برحلة الإسراء والمعراج؟ والجواب هو أن الإسراء والمعراج ليسا عملاً بشرياً سيقوم بهما أحد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، في حين أن الهجرة عمل بشري يتكرر مدى الحياة. ولذلك كانت أفعاله في الهجرة يُحتذى بها على مدى الزمان، بدءاً من التخطيط وانتهاء بالتنفيذ. وربما نحتاج لقراءة السيرة النبوية مرات ومرات، لنستخلص دروساً وعبر جديدة. والهجرة ليست أمراً سهلاً على النفس البشرية (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ)، وفي الحديث (واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّه،ِ وأحبُّها إلى اللَّهِ، ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ). ولعظيم أثر الهجرة النبوية في تحويل مجرى التاريخ، فإن عمر رضي الله عنه كان بعيد النظر، حين عدّها بدء التاريخ الإسلامي. ومادامت الهجرة غير محببة فما الذي جعل السوريين يهجرون ديارهم إلى المجهول؟ إنهم يطبّقون ما جاء في المثل العربي: (انجُ سعد فقد هلك سعيد)، أو المثل الآخر (السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من اتعظ بنفسه(، فما يدري أحدهم متى تنزل البراميل المتفجرة فوق بيته فتجعله قاعاً صفصفاً. وكم من رجل عاد إلى بيته فلم يجد له أثراً، فراح يستنجد بالناس ليخرجوا أهله من تحت الأنقاض. فهم كما وصف الشاعر هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم : هاجرتَ يا خيرَ خلقِ اللهِ قاطبـةً *** من مكةً بعد ما زاد الأذى فيها هاجرتَ لما رأيتَ الناس في ظلـمٍ *** وكنت بـدراً مـنيراً في دياجيهـا هاجرتَ لما رأيتَ الجهلَ منتشـراً *** والشــر والكفـر قد عمّا بواديهـا هاجروا فاستقبلتهم دول وما قصّرت بحقهم. فها هي المملكة أعطتهم استثناءات في تعليم أولادهم وفتحت لهم سوق العمل. ودول أخرى بنت لهم المخيمات، وقال مسؤول فيها: (إن يثرب، بفضل قبولها المهاجرين، تشرفتْ وعلتْ منزلتُها وأصبحت المدينة المنورة، ولو أن أهلها قالوا: طعامنا بالكاد يكفينا، ومساكننا لا تتسع لغيرنا، لبقيت يثرب، ولما قصدها ملايين الناس. إن ديننا وثقافتنا وتربيتنا وتراثنا يحتم علينا قبول المهاجرين، ويفرض علينا وضعهم تاجا على رؤوسنا. وليست العبرة بكثرة الرزق إنما ببركته، فالمهاجرون خير وبركة). ولاشك أن السوريين سيحفظون الود لمن أكرم وفادتهم. فالسوريون، وعلى مدى التاريخ، استقبلوا المهاجرين من أصقاع الأرض، بغض النظر عن دينهم أو عِرقهم أو جنسيتهم، فعاشوا بينهم وأصبحوا نسيجاً واحداً منهم. لكن مما يحز في نفوس السوريين أنهم في العقد الماضي فتحوا بيوتهم لمهاجرين من دولة مجاورة، كان العدو يقصف مدنها من الجو، وصاروا لهم كأنصار المدينة لمهاجري مكة. واليوم وقد اضطر السوريون للهجرة إلى ذلك البلد، استقبلهم أهل المروءة فيه، لكن غيرهم أداروا لهم ظهر المجنّ. فمن سيستقبل أولئك في المرة التالية إن اضطروا للهجرة؟ لاسيما وأن الفتنة تنتقل من بلد إلى بلد، ولا يستطيع أحد إيقافها، ولا ندري مَن هو صاحب الدور التالي. ومما يحز في النفس أكثر ما كتبه ليون برخو على صفحات الاقتصادية عن استقبال السويد لآلاف المهاجرين السوريين بطرق غير شرعية كل أسبوع، وبعضهم أطفال يصلون بلا أسرهم. وقد ذكر أن الشرطة في المطارات تدخل دورات خاصة في كيفية التعامل معهم. ومن أراد التفصيل فليقرأ مقالته. لكن هؤلاء الذين يصلون إلى السويد هم الناجون من الغرق، حيث ينقلهم سماسرة في مراكب بحرية ليس فيها أدنى متطلبات السلامة. وما أكثر المراكب التي غرقت وأزهقت الأرواح. ولذا قال القائل: علموا أولادكم السباحة ثم السباحة ثم السباحة، حتى إذا وصلوا السويد علموهم الرماية وركوب الخيل. وأما غيره فتعجب من رسالة صديقه الذي قال له : نراك في العيد القادم في الشام ! فأجابه : بعد آلاف الدولارات التي دفعتها للوصول إلى السويد تود مني العودة؟ إنه المصير المجهول الذي لا أحد يدري ماذا بعده. فهل يأتي يوم تجتمع فيه الأسر التي تفرقت؟ أم تتلاقى فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟ أم يتحقق ما قاله الشاعر في وصف الهجرة النبوية : هاجرتَ للهِ لا خوفاً ولا هربا *** وإنما كانَ هذا منك تبيانا للمؤمنين بأن الله أيدهم *** بالنصرِ، والنصرُ لما يأتِ مجانا إذن فلابد من صبرٍ بلا جزع *** واليسرُ من بعد العسرِ، قال مولانا
إنشرها
قاهر الضر .. وداعا !!

قاهر الضر .. وداعا !!

(محمد بن سعد بن حسين) رحمه الله تعالى ...

Author

عليك رحمات الله تترى يا أم طارق

|
غيب المرض عنا والدة الجميع أم طارق الغالية، بدرية كريمة معالي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري رحمهم آلله جميعا وحرم معالي المهندس عبدالعزيز بن محمد التويجري ، تلك المرأة القدوة في كرم أخلاقها وعطائها مع الجميع والانسانة المحبة لعمل الخير سرا وعلانية، فاللهم لك الحمد على قضائك ولَك الشكر على ابتلائك، ابتليت بالمرض وصبرت فاللهم و اجعل صبرها في ميزان حسناتها و تكفيرا وعليا في آخرتها وانزلها منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا. الخالة ام طارق "كما تحب ان تسمى" واصلة بأقربائها تلبي دعوة كل من دعاها ، تزيد المكان الذي تحل فيه انسا بتواضعها و جميل حضورها، نعم الزوجه و الأم و الأخت و الانسانه ، لا أنسى سؤالها المستمر عن عائلتي الصغيرة رغم بعد المسافة و رغم متطلبات حياتها ، عند الحديث معها تجد انك امام ام ثانية بعطفها بمشاعرها و بطيبة قلبها ، تكسر الحواجز من غير تكلف و تقرب الكبير والصغير منها وتتملك قلوبهم برقة حديثها معهم، نعم في القلب غصة وفي النفس حسرة على رحيلها وحق لك علينا الدعاء بالرحمة، فعليك رحمات اللَّه تترى يا والدة الجميع ولمحبيها الصبر والسلوان. غادرت وبجانبها احبائها يتقدمهم رفيق دربها الوفي أبوطارق وآبنائها البررة وشقيقاتها الكريمات، الذين عز عليهم مرضها و هانت دونه المسافة والزمن ، وفاء لمن كانت لهم الزوجه الغالية والام الحنون والأخت الحبيبة فاللهم جازهم جميعا خيرا ببرهم بها. رحلت ام طارق وتركت لنا جميعا ذكرى عطرة و مكارم بين اخلاق و عقل وايمان ، وآبناء مبدعين في مجالهم، اوفياء لأهلهم، معتزين بوطنهم ، وكأن لسان حالها رحمها اللَّهَ قول سيدنا علي بن ابي طالب كرم اللَّه وجهه: لكل نفس وأن كانت على وجل *** من المنية أمال تقويها المرء يبسطها والدهر يقبضها *** والنفس تنشرها والموت يطويها ان المكارم أخلاق مطهرة *** الدين أولها والعقل ثانيها كل التعازي لعميد أسرة التويجري الشيخ عبدالله بن عبدالمحسن التويجري. كل التعازي لزوجها الوفي معالي المهندس عبدالعزيز بن محمد التويجري. كل التعازي لاخوانها الكرام معالي الشيخ عبد المحسن و الاستاذ عبدالله والاستاذ محمد والاستاذ حمد ومعالي الاستاذ خالد ومعالي الاستاذ عبدالسلام. كل التعازي لأبنائها البررة العقيد طارق والأستاذ حاتم والأستاذ معن والأستاذ ناصر ووالدتها و أخواتها الكريمات. كل التعازي لخالي عبدالعزيز بن حمد التويجري وخالتي لطيفة وأشقائها و أبنائهم. كل التعازي لأسرة التويجري في مصابهم الجلل اللهم وتجاوز عن والدتنا أَم طارق، اللهم وجازها بوصلها و بإحسانها إحسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا ، اللهم وأجمعها مع احبتها في جنات عرضها السماوات والأرض
إنشرها
Author

ميلادٌ جديدْ ..

|
وصلتني رسالتها في اليوم ما قبل الأخير من الحج "نينا.. -ميلاد جديد- عنوان أتمنى أن أكتب عنه شعوري بالحج لكن لاقوة لي ولاحيلة أسعفيني يارفيقه". المرسل: الصديقة الرائعة/ هلا مُبارك. حسنًا، أنا وأنتِ نذوبُ لذات الشعور، نبكي الدمعة الواحدة، للرب الذي وحدنا وجمعنا في تلك الرحلة وأشعلَ الروح رغم ظلمتها الداخلية لتضئ كأنها تُضئ للمرة الأولى. كأن العُمر قد بدأ حقيقة في تلك الرحلة التي جردتنا من كل شيء، وجعلتنا عراة من الترف ونعيم الدنيا، تاركين الحياة وزخرفها وزينتها، طالبين الرضا والرحمة منه. تلك الرحلة يا صديقة علمتني بعمق أن الدين ليس صلاة ودعاءً وقراءة لكتابه وذكرًا فقط. إنما الدين أخلاقًا ورفقًا ولطفًا وحبًا للناس دون التفرقة بينهم أو الإختلاف على أعراقهم وألوانهم. تلك المدرسة الربانية هذبت أخلاقي فعليًا في أن أصبر على كل ما يؤذيني، دون أن أتذمر، دون أن أشتكي، وأن ابتسم لكل شيء مهما كان حجم الألم الذي يأتيني منه، فإن كل أوجاعنا في هذه الحياة ما هي إلا رسائل خفية لنعم عظيمة تحتاج أن نصبر من أجلها وأن نتمسك به سبحانه وأن نثق به حتى تأتي في وقتها المناسب والمقدر لها.. مشاعري يا حبيبة الروح لا تختلف عنكِ، بل ربما تتساوى معكِ لكوني أعلم ما تذوقتهِ من نعيم رباني في أيام معدودة كانت من أجمل أيام حياتي، وما عرفت قدرها إلا ساعة طواف الوداع الذي بكيت بعده كالتي لم تبكِ قط.. أذكرُ في أيام المبيتِ بمنى وما أجملها من أيام، مُطرنا بفضلٍ منه ورحمته.. ولو تحدثت عن شعور الجميع ما وفيت حق الدموع التي تساقطت مغتسلة بالمطر، وقفنا جميعا.. نبكي وندعو.. هالني المنظر، بكيت وأنا أراهم، والجميل أننا كنا ندعو لبعضنا البعض، وكأن الله قد صبّ الحب فيما بيننا صبًا.. ومن القيم التي خرجت بها بعد الحج وما أكثرها، والتي حرصت على أن أحافظ عليها وأن تلازمني ما دمت حية، هي قيمة التراحم، كانت ظاهرة وجليّة في كل الأيام، سواء فيما بيننا في المخيمات، وحتى من رجال الأمن الذين يقدمون المساعدة لضيوف الرحمن كان الرفق والرحمة واللطف والتعامل بابتسامة ولين هي السمة الواضحة في غالبيتهم.. أيضاً قيمة التسامح، كانت تجعلني اتأمل كيف أن الله جعل القلوب تتراحم وتتسامح وتتجاوز ليس من أجل مصلحة خاصة، إنما لا تطلب سوى الرحمة والعفو منه. ما أثار الدمع فيْ بشكل مفرطٍ هو الحبّ الذي كنت أحمله من الساعة الأولى التي التقيت بها رفقتي في الحج، شعور غريبٌ عجنَ قلبي، وأبكاني، وجعلني اؤمن أنّ الذي منح الحبّ بهذه السرعة قادر على أن يغير أحوالنا وأن يطعمنا الحبّ في كل ما نعاند به أنفسنا.. أختم يا رفيقة الحجّ والحبّ، بيوم عرفة.. وأكتفي عنده لأن "الحج عرفة" كما قال حبيبي محمد صلوات ربي وسلامه عليه.. ذلك اليوم الذي حملني من حياة إلى حياة، وأعتقد بل وأكاد أجزم أني ولدتُ من بعده، وتجددت تماما، فكم من دمعة ذرفتها في ذلك اليوم الذي اغتسلت به بماء عيني. كان الناس يبكون كالأطفال، الجموع غفيرة، والقلوب كسيرة، والأرواح متلاحمه في حبه، ولا شيء سوى حبه. يوم عرفة، كنا ضيوفه.. كانت قلوبنا تذوب رغبة في الانعتاق من الذنب، من النار، من كل ما يشعرنا بالخوف. وكنت أبكي بشدة كلما تذكرت الحديث الذي يقول فيه الحبيب"إنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء". أستشعر كيف أن الله يباهي بنا ملائكته، ويسأل عما نريد.. فأبكي، وأبكي.. حتى تورمت عيناي من البكاء. ولكني أحمد الله على أن منحني هذا الفضل وهذا الشرف الذي يتمناه ملايين البشر، فالوقوف بين يدي الله في ذلك اليوم لا يُوصف.. والشعور في تلك اللحظات يبكيكَ دهرًا كاملاً ولا أظنكَ تكتفي. ينتفضُ قلبك بطريقة تُشعركَ أنهُ مخاض الحياة التي ستولدُ من بعدها طاهرًا، تخرج من بعد ذلك اليوم نقيًا، طاهرًا، خفيفًا، تشعر براحة وسكينة لا أستطيع ترجمتها لأنها لا تُكتب، لأنها فوق اللغة، ولأن اللغة أمام ذلك الاحساس ضئيلة وفقيرة جدًا. إن الذي حملتهُ معي من بعد الحج يا صديقة القلبْ هو السلامُ الدخلي الكثيف، والرضا، والراحة، والروحانية، والشعور العميق الذي يرتفعُ بي مُحلقة في سماواته السبع طالبة المزيد منه، إنها أجمل رحلة، كيف لا تكون كذلك وأنا التي أشعر بأنها ميلاد جديد، فقد كنتُ في ضيافته في وقتٍ أرجوهُ أن يعود، كي أبتهل بين يدي لطفه وحبه ورحماته التي لا يستشعرها سوى من تذوقُ طعم تلك الرحلة الإلهية الماتعة بحق. كل الحبّ لروحكِ هلا، كل الدعواتِ تدثركِ يا قلبًا أحبه للغاية.
إنشرها
Author

جزء من النص مفقود

|
أحمل بيدٍ كوب قهوة ،و بالأخرى هاتفي ، أبحث عن كلمات مناسبة غير مستهلكة و لا مبتذلة تناسب رحيل هذا العام و إقبال عام جديد. وجدت أنه سيكون من المناسب لو ابتدأت حديثي عن أصل هذه الأعوام و منشأ هذا التاريخ الإسلامي العريق . عن بداية استقلال الإسلام و قيامه في جزيرة العرب ، عن تلك البداية حينما تحرر المسلمون من اضطهاد أعدائهم و ذل و تحدي المشركين لهم ؛ عن النفرة العظيمة ، الخروج المهيب ، الهجرة الكبرى التي قفزت بالمسلمين و أوضاعهم و أصبحت نقلة نوعية تستحق أن تكون بداية حياة جديدة في ذلك العصر .. و بداية عصر جديد في تاريخ الحياة . و من ثم فكرت في أن ألقي الضوء باختصار عن انجازات المسلمين المتوالية منذ العام الأول للهجرة و حتى عامنا الخامس و الثلاثون بعد الألف و أربع مئة مجد مضى للمسلمين . ولكنني توقفت لوهلة أرتشف القهوة و أفكر فيما كتبت من رؤوس أقلام و بأي مظهر سيظهر مقالي في النهاية .. سيكون مقالا تاريخيا من أوله لآخره . و لكنني لم أُرِد له أن يكون مقالا تاريخيا ، فقط أردت أن أكتب عن نهاية هذا العام و بداية العام الجديد .. تأملت و حاولت أن أتخذ قرارا سريعا قبل أن تبرد قهوتي أو أن تنفد بطارية هاتفي فأضطر للقيام من مكاني و أكسر هذا الصمت الذي أستهوي الكتابة فيه . أخيرا قررت أن أكتب عن الحظات السعيدة و الإنجازات العظيمة التي شهدها هذا العام . و لكن هل يجدر بي أن أتحدث عما أنجزته هذا العام و أجعله مقالا شخصيا ؛ أم عما حصل لنا جميعا كمسلمين أو كسعوديين على وجه الخصوص ؟ و لكن في المقابل هذا العام كان سيئا على البعض الآخر . كان مؤلما أو مُفَرقا أو محزنا على بعض من أخوتنا . أبجدر بي أن ألتمس جراحهم ؟ هل أواسيهم .. أم أشعر بالأسف لهم .. هل أدعو لهم بعام قادم أفضل .. أم أكتفي بالصمت و غض القلم عنهم . ربما من الأفضل أن أكتب عن النقاط التي تجمع لا تفرق . عن المشاعر المشتركة ، و الأحداث المشتركة ، و النعم الدائمة المشتركة بيننا . كأن أثني على موسم الحج الناجح و أهنيء من أدركه هذا العام ، أو أثني على الأمن و الأمان الذي نعيشه و أحمد الله على هذا الاستقرار الذي تزعزع في كثير من بقاع المسلمين للأسف ، أو أشكر الله على نعمة وجودنا أحياء حتى ندرك النهاية ، و نشهد عاما جديدا يضاف لأعمارنا و أعمالنا ، و نحظى بفرصة جديدة للتغير و التغيير . انتهت قهوتي و أنا لا زلت أفكر و أحتار أكثر كلما فكرت أكثر ؛ و بما أن قهوتي نفدت سأتوقف معها لأن أفكاري نفدت معها أيضا ، وصلت لنهاية الأفكار و لم استقر على فكرة بعد. و قبل أن أمسك هاتفي لأغلقه ، تساءلت لم أنا أريد أن أكتب ؟ هل حصل لي ما يستحق أن أكتب عنه في هذا العام ؟ هل ما حصل لي مصيري لهذا الحد ؟ هل سيكون هذا العام في ذاكرتي بعد عامين أو خمسة أو عشرة أعوام ؟ هل سأبقى حتى العشرة أعوام القادمة أم سيرحل هذا العام و أرحل معه فيرتبط هذا العام بي رغما عني ! هل لا يزال لدي متسعا من الأيام لأختم العام بذكرى أو فرحة أصوغها أنا فأصنع خاتمة جميلة .. ففي النهاية نحن من نصوغ خواتيمنا ! و لكن متى يجدر بنا صياغة الخواتيم و كيف ؟ هل نتخيلها .. أم ندونها .. أم نكتبها على ورق ؟ هل نتركها نهاية مفتوحة ، قابلة للفشل و النجاح ! أم ننتجرد من أنفسنا بعيداً عن الذكريات ، عن التجارب، عن القرارات ، و عن كل تلك الأشياء التي تعيق صفاءنا و نكتب على صفحة بيضاء نهاية تليق بنا ! هل تصاغ النهايات بأقوال أم أفعال ؟ أنكتبها اليوم أم غدا أم بعد غد .. أنكتبها حينما نكبر .. حينما نتعب . حينما توجعنا الحياة أم متى ننتهي ! سئمنا من المماطلة كثيرا .. يجب أن نقطع حبل المماطلة و نبدأ الآن .. و لكن بماذا نبدأ ؟ .. أقصد ماذا نكتب ؟ أو ماذا يمكن أن نكتب ؟ أنبدأ بذكريات .. و إن كنا سنبدأ بها هل نبدأ بالمؤلم منها أم المبهج ! أنبدأ بالأمنيات .. عن أي أمنيات سنكتب ، عن الأمنيات التائهة الضائعة التي لم تصل و لم تضيع .. أم عن الأمنيات الفائتة و لم يدركنا القدر لنحصل عليها .. أم عن الأمنيات التي تحققت و من ثم سُرقت من بين أحضاننا .. أم عن تلك التي مازالت مجرد أمنيات في علم الغيب . أنبدأ بسرد قائمة طويلة من الأشخاص الذين نحبهم .. أو الذين نكرههم ، و نكتب أمام كل شخص من هو بالنسبة لنا و ماذا قدم لنا و ماذا قدمنا له .. بمن نبدأ بالذين نحب أم نكره ؟ أيهم سيكون منطقيا أكثر البدء بالحب أم الكره ؟ أنبدأ باعتراف ؟ .. نعترف بالكلام الذي لم يقال بعد ؛ أو حتى بالأحداث التي حدثت و لم نخبر بها أحد؛ نعترف بجرائمنا الصغيرة التي ارتكبناها دون قصد أو بتلك التي ارتكبناها بقصد بريء .. أنعترف بالحب لأولئك العزيزين على قلوبنا ، نعترف بمشاعرنا التي خجلنا من الإفصاح عنها ،لتتعرى تلك الدمعة العالقة بين جدران الظلام والصمت الرهيب . ليتني أعرف !!! كيف أصنع صمتا في ضجيجنا بدلا من صجيجنا الذي لا نسمع له صدى لا من قريب و لا بعيد .. و ليتني أعرف لِم نصمتُ وقت الكلام و نتكلم حال الصمت ! و لم علينا أن نعترف أساسا ؟ من الممكن أن نكتب رسالة بدلا من أن نُعَري ذواتنا من تلك الأردية التي طالما استعرناها لنُخْفِي و نخْتَفي بها .. سنكتب رسالة حب بشكل لطيف .. رسالة حب لكل الذين لم نستطع أن نبدي لهم حبنا في الأعوام الماضية .. رسالة حب لأنفسنا التي قسونا عليها .. رسالة حب لزملاءنا الذين نتجهم في وجوههم كل صباح .. رسالة حب لإخوتنا .. أمهاتنا .. آباءنا .. للأشياء من حولنا .. رسالة حب للحب ذاته .. رسالة حب للحياة قبل أن تزول .. أو رسالة شكر للذين أسدوا لنا معروفا و لم تسعفنا الحياة أن نلتقي بهم و نشكرهم وجها لوجه على ما فعلوه لنا .. لكل عامل يبتسم في وجوهنا .. و لكل صديق صفيق تذمرنا منه إلا أنه لا يزال يعطينا دون كلل .. أو رسالة اعتذار للكثيرين الذين اغتبناهم و بهتناهم و أكلنا حقهم أو أنكرنا دورهم يوما ما و في مجلس ما .. أو ربما رسالة عتب ؛ نعتب على أولئك المقصرين الذين نسونا و خاضوا الحياة تاركين كل شيء خلفهم دون أن يلتفتوا أو يلوحوا لنا من بعيد .. نعتب على أنفسنا التي أهملناها حتى شابت بالرغم من شبابها .. نعتب على الدنيا التي قست علينا كثيرا دون رحمة أو شفقة .. نعتب على الصدف المخيبة للآمال. . أم على تلك المواعيد المؤجلة . ماذا نكتب ؟ سنكتب شيئا يليق بالنهاية حتما .. قد نكتب كلمات وداع .. و قد نكتب آهات مزيفة ، أو دموع مكذوبة ، قد نستجمع قوانا فلا نبكي .. و قد نستجمع ذكرانا فنبكي كثيرا .. حد الوجع و الصراخ .. لم يبقى بوسعي أن أخمن عن ماذا و من سنكتب .. لم يبقى بوسع وسائدنا أن تتحمل ذلك الكره الثقيل الذي يبيت في أدمغتنا ، لذا كان لزاما أن نفرغ ما بداخل أدمغتنا من كلام .. و لا بوسع الصفحات أن يُكْتَب عليها رسائلا للتفرقة بعد اليوم ، ولا بوسع أحلامنا أن تهدم حياة الناجحين .. لم يبقى بوسع خيالاتنا أن تنسج الأكاذيب عن الآخرين .. لذا سنتكلم بدلا من أن نكتب .. سنقرر و نبدأ بدلا من أن نُسَوّف و نحلم .. سنترك الورقة خلفنا بيضاء .. كما بدأت بيضاء ستنتهي كذلك .. لن نشوهها بعتاب أو حسرة أو ندم .. لن نلوثها بذنب أو جرم ارتكبناه .. و لن نزينها بحسنة فعلناها سرا حتى لا تنمحي هذه الحسنة أيضا .. فقط ليتنا لا نكسر الزجاج الهش في قلوب الآخرين .. لتنعكس وجوهنا في المرايا .. فيرانا من هو أصبح بعيداً عنا.. هنا أبتدأنا، وهنا سننتهي ، محتارين أمام صياغة الكلام . فلنكسر الأقلام التي تصوغ الآهات تلك ، ونوقفُ اللحظات عن التواري و الاختباء .. فلنصمت و قت الكلام .. و لنتكلم حال الصمت ، حتى لا يبيت صمتنا مدويا ، و لا يبيت كلامنا صراخا مدويا أيضا .. لنبدأ مع هذه البداية و نستشعر أن رائحة الموت تتسكع بين أيامنا .. و أن الحياة طويلة ، جد طويلة في عيون من يراها كذلك . و هي قصيرة جدا لدرجة أن لا متسع فيها لفعل أي شيء في عيون من يقف حايرا أمام القرارات ، فالخيارات كثيرة و الطرق كثيرة و الإجابات على سؤال "كيف سأعيش سعيدا " كثيرة أيضا و لكن لابد من أن نجيب عليه أولا . كفاني حيرة ، سأتوقف هنا و أحاول الاختيار ، أعتذر حقا إن أجهضت المعنى ،أو ألبست قلمي كفن الكلمات ، أعتذر على الإطالة و الحيرة التي أقحمتكم فيها ..للأسف بطارية هاتفي نفدت و ما كتبتُ مقالي الذي أردتُ بعد !

اخر مقالات الكاتب

    ..
إنشرها
Author

من مآسي السوريين

|
أشار كاتب عربي إلى أن النازحين السوريين لم يشكلوا عبئا على أحد، فأينما حلّوا يخلقون ازدهاراً اقتصادياً، بسبب خبراتهم المهنية العالية ومهاراتهم وعقولهم الاقتصادية. هذا إضافة إلى العقول العلمية والهندسية والطبية السورية التي انتشرت في أصقاع المعمورة وأسهمت في بناء الحضارة. واستغرب الكاتب بالتالي العنصرية التي تعاطت بها بعض الشعوب في تعاملهم مع السوريين الذين نزحوا إليهم. وتمنى الكاتب ألا تطول محنة السوريين الذين يحملون أقوى جينات العروبة والإسلام السمح. ومن المآسي التسول الذي يتم باسمهم. وقد أشارت كتابات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن التسول الذي يتم باسم السوريين لا يقوم به سوريون في معظم الحالات، بل يقوم به متسولون آخرون يستغلون الفرص، وقد اكتُشفت حالات كثيرة تبين فيها أن المتسولين ليسوا سوريين. ومن المآسي ما نشره موقع العربية نت الذي ذكر أن 41% من الأطفال في مخيمات اللجوء السورية حاولوا الانتحار نتيجة الضغوط والظروف النفسية السيئة التي يعانون منها، مثل الاكتئاب، وصعوبة النوم، والقلق، والعصبية، والإجهاد، وعلامات الحزن والتمرد، والسلوك العدواني، والخوف، وكلها أعراض مرتبطة بالصدمة، مما ينذر بمستقبل مظلم قد يستمر لأجيال. وفي ظل الحرمان من التعليم لأعداد كبيرة من الأطفال السوريين فإن الألعاب التي يلعبونها مأخوذة من واقعهم، مثل لعبة الكر والفر، ولعبة الجيش والثوار، ولعبة جنازة الشهيد، حيث يسير الأطفال في موكب جنازة وهمية وهم يحملون أحدَهم على أنه قد استُشهد. وتقول إحدى الدراسات بأن الأطفال يكبرون بسرعة فائقة، فهم يحفظون أسماء الأسلحة وذخيرتها أكثر مما يحفظون المعلومات من كتبهم الدراسية. ورغم وجود هيئات إغاثية إنسانية تقدم الدعم لآلاف الطلاب السوريين في عدد من الدول، لكن الخرق اتسع على الراقع، ومازال مئات الآلاف من الطلاب السوريين يفتقرون لأساسيات التعليم. وأقلهم حظاً هم النازحون في الداخل السوري الذين لا تطالهم المساعدات من أي جهة، وقد تعرضت نسبة كبيرة من مدارسهم إلى الدمار. إن العالم المتحضر مدعو لتوفير الحماية للأطفال السوريين اللاجئين، لوقايتهم من العنف الجسدي والجنسي الذي يتعرضون له، ولتدريبهم على حماية أنفسهم. والتعليم هو من أهم الأمور التي يجب توفيرها لهم. وأرقام اليونيسيف حول أعداد الذين لا يتلقون التعليم أرقام تفوق التوقعات. هذا إضافة إلى ضرورة توفير المأوى والغذاء والرعاية الطبية والعلاج النفسي. ومن المآسي التي قلما يُنتبه إليها موضوع تسجيل المواليد وحصولهم على الوثائق القانونية من شهادات ميلاد وهويات. وعدم حل مثل هذه المشكلات سيؤدي إلى نشوء أجيال ليست فاقدة للوطن فحسب، بل وفاقدة للهوية. وعندما يصبح الطفل في سن المدرسة فلن يجد مدرسة تقبله وهو لا يحمل وثائق تشير إلى شخصيته. ومن المآسي التي يواجهها الأطفال اللاجئون فقدان الأب الحاني أو الأم الرؤوم أو كليهما، واضطرار كثير من الأطفال للعمل لإعالة أهليهم، وكذلك اضطرار بعض الأسر لتزويج بناتها في سن مبكر لأسباب لا تخفى على أحد. والأسوأ من هذا، تعرض بعض الأطفال لسرقة أعضائهم للاتجار بها، أو الاتجار بهم في سوق الرقيق الأبيض. فهل يتحمل العالم المتحضر مسؤوليته تجاه هؤلاء الأطفال؟ أم سيتركهم لمصيرهم المجهول لتجتذبهم الجماعات الإرهابية؟ ثم نلوم أنفسنا على التقصير تجاههم بعد رميهم في أتون الحرب ؟ منذ عدة سنوات شاهدت تمثيلية لكوميدي سوري محورها شكاوى الشعب المتكررة من ظلم الوالي، وبعد فترة سأل السلطانُ الواليَ: هل غيّرت معاملتك للناس؟ إذ لم يعد يأتيني أي شكوى ضدك! فقال الوالي: لا! لكني غيّرت الشعب! فقد قام بإجبار الناس على النزوح، وأتى بآخرين يرضون بظلمه وأسكنهم مكانهم. وهذه أسوأ المآسي للشعب السوري حيث يتم الحديث عن إعادة تأهيل النظام! لاسيما وهناك شائعات بأنه أعطى الجنسية لأعداد كبيرة من المليشيات القادمة من الخارج والتي تقف معه.
إنشرها
( كِشْ عمامة ) التي سبقت ( كِشْ ) ملك
( كِشْ عمامة ) التي سبقت ( كِشْ ) ملك

‏قلنا لكم قبل أيام : " أن السعوديين هم اليوم أساتذة الدنيا في السياسة "... ...

Author

الذكرى الرابعة والثمانون غالية جدا

|
لم أكن أقرر كتابة مقال وطني إلا بعد أمر سيدي والدي حفظه الله ورعاه ذخرًا وفخرًا وأطال بعمره على طاعته ورضاه. كنت متخذ قرار بعدم كتابة مقال نظرًا لأنني كتبت مسبقًا عن اليوم وطني وسأكتب, وهذه المناسبة تأتي كل سنة, يعني ثمة متسع من الفرص. قبل البدء في مقالي الوطني الذي كتبته في سطور قليلة وآمل أن يكون ذو قيمة كبيرة. أنصح الشباب السعودي بعدم تسليم عقولهم إلى تلك الأصوات والأقلام والمنابر وغيرها.. الباعثة إلى مصير بائس ومدمر! لا بد من إتحاد شرائح المجتمع السعودي بشكل أكبر من السابق. لأننا ببساطة مستهدفون من الخارج, نظرًا لما يمتلكه وطني من مميزات نادرة. الوطن للجميع, تفاعلوا في بنائه والدفاع عنه من عدوان المعتدين الذين نسأل الله أن يجعلهم تدميرهم في تدبيرهم. الحمد لله والشكر حمدًا وشكرًا لا حدود لهما, على نعمة الأمن والأمان في خير الأوطان, وطني المملكة العربية السعودية. لله سبحانه وتعالى الفضل الأول والأخير فيما نحن فيه في وقتنا الحاضر, من نعم لا تعد ولا تحصى في مملكتنا الحبيبة والكريمة. الذكرى الرابعة والثمانون غالية جدًا على قلب كل مواطن ومواطنة, فيها يخلط بين ظلمة الماضي قبل توحيد البلاد وجمال الحاضر في عهد الحبيب المُحب لشعبه الملك السادس للمملكة عبدالله بن عبدالعزيز. كان الوطن مُختلف كليًا عما نحن عليه الآن, وهذه المعلومة لا بد أن تعرفها وتدركها بل وتدرسها الأجيال, حتى تدرك فضل الله ثم المؤسس عبدالعزيز ورجاله الذين شاركوه في توحيد هذه البلاد المباركة والعظيمة. كان الأمن عديم في ذلك الوقت, كانوا الناس يعيشون في فوضى لا تتوقف وفي حياة كئيبة سوداء لا تَسُّر أحد.
إنشرها
Author

في يوم الوطن. حباً ,وفاءاً , وفداء

|
عندما يَحِلٌ يومُ الوطن فسننطلقُ سوياً, رجالاً وركباناً, لنُلبِي النداءَ, فداءاً لهذا الوطن الذي أغرقنا بِهبَاتِه وبخيراته وبدون أن يطلبَ منا ردٌ للجميل! فمِهما قدّمنا لوطننا الغالي فنحن لم نُقدم له شيئاً, لأنه قدم لنا كل شيء. في هذا اليوم الذي هو تجسيد لِتلاحُم المواطن مع وطنهِ, و حكومته, في موقفٍ مهيبٍ بهيج, يفرحُ بها كلّ مواطن سعودي , وفاءاً, وحباً, وإخلاصاً, للوطن, ولقيادته الحكيمة, التي قدّمت وتُقدم كل التضحيات من أجلِ إستقرار هذا الوطن, وراحة مواطنيه, ولِترد كيد الحاقدين في نحورهم , وانطلاقا من أحد المبادئ الهامه في حب الوطن والتي تحدّثَ بها صاحب السمو الملكي الأمير نايف, رحمه الله, حيث قال كلمته المشهورة (إن المواطن هو رجل الأمن الأول) و هذا هو واجبنا تجاه وطننا وحكومتنا حيث يجبُ على كل مواطن سعودي أن يحمل جزءاً من هذه ألأمانه الكبيرة تجاه وطنه وحكومته حفظها الله . اليوم الوطني هو اليوم الذي صدر به مرسوم ملكي من جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود, رحمه الله تعالى, بتوحيد المملكة العربية السعودية حيث صدر القرار في 17/جمادى الاولى 1351هـ , أربعةٌ وثمانونَ عاماً حافلةً بالإنجازات على هذه الأرض الطيبة الآمنة, والتي وضع لبِناتها الملك المؤسس رحمه الله, وواصل أبناؤه تحقيق الإنجازات المتواصلة, سياسياً, واقتصادياً, وثقافياً, وتنموياً, في مملكتنا الحبيبة, وتتواصل مسيرة الخير والنماء والرخاء, في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله, ونائبه, وولي عهده, وفقهم الله وسدد خطاهم. إنّ الوطن ليس أرضاً نعيش به بل هو كيان يعيش فينا, لذا وجَبَ علينا أن نرفع أصواتُنا وكلماتُنا في يوم الوطن, وفاءاً للوطن, وهذا أقل ما نستطيع تقديمه للوطن, لقد مرّت على دول العالم سنواتٌ عِجاف من الخوف والتشرد وعدم الإستقرار ونقصٍ في الأموال والأنفس, ونحن بحمد الله وبفضله ثم بحكمةِ وبُعد النظر لقيادتُنا الحكيمة حماها الله , تَجنبنا هذه المخاطر التي عَصَفت وتعصفُ بإستقرار أوطان شتى, ونحن نعيشُ آمنين ومستقرّين في ربوع المملكة الغالية, فنسأل الله الكريم أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وحكومته, وأن يسدد خطاهم على طريق الخير, وأن يُجنِب هذا الوطن كيدَ كل حاسدٍ وحاقد. إنّ من واجبنا أن نُقدم لحكومتنا ولوطننا كل ما نستطيع تقديمه, ونَفتدِيهما بأرواحنا وأرواح أبنائِنا ,وأن ندعوا دوماً لحكومتنا ولوطننا , فالله نسأل أن يحفظ حكومتنا ذُخراً لهذا الوطن وهذا الشعب , قال تعالى:(رَبِّ إجعَل هَذَا بَلداً آمِناً وأرزُق أَهلَهُ مِن الثَمَرَاتِ) البقرة 126.
إنشرها
Author

كُتّاب لا يقرؤون ..!

|
في السنوات الاربع الاخيرة جاءت ثورة كتابية عربية غزت المكتبات بكتّاب ومؤلفين جدد انضمو لعالم التأليف لتجسيد أفكارهم على الورق كي يبتاع الاخرون عقولهم لمجالستها ومعانقة جمالها الذي وللاسف أن أغلبه جمال سطحي وهش! لقد تحول العالم مؤخرا إلى كُتّاب لا يقرؤون! لا أنكر حقيقة أني تعرفت على كُتّاب عظماء هُضم حقهم في السابق لتحقق لهم هذه الثورة نجاحا وبروزا وظهورا يستحق أن يحتفى به. ولكني هنا اتسآل أمام بعض المؤلفين الجدد ما السبب في هشاشة ما يفرغون به على صفحات بيضاء وددت لو أنهم تركوا بياضها دون تدوينٍ أظهر ببساطة أنهم كُتّابا لا يقرؤون فضلاً عن كونهم كُتّابا لأني أتحفظ على إطلاق هذا اللقب على من لا يستحقه لأن الكاتب له وزنه وقيمته ليس لما يكتبه فقط، إنما للكنز الذي يملكه من عقل مُفكر، وقلب يمتلك أن يخطفك ليكتب ما يشعرك بأنه يترجم عواطفك وأفكارك ويدهشك مرة بعد مرة بتجدد لامنتهي، ومتعة تجعلك تصرخ بلذة في نهاية كل رواية، أو ديوان شعري، أو نص أو حتى كتاب علمي كتبه بلغة ماتعة ومشوقة وتنقل بك وأخذك في سفر مع أحرفه وأنت في مكانك محلقا في فضاء الكلمات التي لا يتقن حياكتها كل من خط سطرا ليطلق على نفسه اسم كاتب ويفرد كامل قواه الكتابية ليؤلف كتابا يخجل أن يقرأه طفل صغير في السابعة من عمره لسخف محتواه الذي ما هو إلا خربشات ليل وحديث نفس جُمعت لتظلمها بكتاب يخرج للعالم من شخص ليس مخولا للكتابة فضلا عن أن يؤلف! في الصيف الماضي كنت في أمسية ثقافية بصحبة الصديقة اللطيفة الكاتبة سارة بنت محمد الخضير، وأذكر خلالها أنها سُئلت عن ذات السؤال وهو عن رأيها في هذه الثورة الكتابية التي سمحت للكاتب وغير الكاتب في الولوج إلى عالم التأليف والنشر، لا أزال أتذكر اجابتها وكأنها قيلت البارحة لشدة ثباتها في رأسي ولكونها لا تزال عالقة في ذهني، قالت وأنقل ما قالته بتصرف : "ببساطة دعوهم، فمع الوقت سيبقى كل ما يستحق أن يبقى، والتافه منها سينطفئ، وربما يتعلم الكاتب الهش أن يرقى سلما من نقد بناء موجه له ليكتب بشكل أفضل". وفعلا، فلا يرقص ويظهر على السطح سوى السنابل الفارغة، أما الممتلئة فتبقى ثابتة محتفظة بالمخوزن الثمين الذي بداخلها. وسرعان ما تموت تلك السنابل التي لا أهمية لها، بينما تعيش الاخرى لأنها تستحق العيش. كررت سارة أيضا في ذات الامسية الدافئة "أن الكتابة هي ردة فعل القراءة". لذلك أقولها صريحة لكل كاتب ومؤلف أن كل ما تكتبه سيكشف لنا ما هو زادك وما أنت تتزود به من كتب. وما هي العقول التي عاشرتها كي تخرج لنا بهذا الذي كتبت! رسالتي إلى كل كاتب مهما بلغ من العمر/ أن تلازم القراءة وتعتني باختيارك لما تقرأ وأن تكون ملما بتنوع، وشموليا فلا تحصر ذاتك في زواية تخلق ضيق دائرة الكتابة لديك لتجعل منك لا تملك تجدد الافكار ولا حتى القدرة في أن تكتب بلون مختلف. والكتب كما يقول كارل ساغان "هي من تكسر أغلال الزمن". فاكسر أغلال زمنك بقوة ما تقرأه لتخرج بقوة تكتب بها أفكارا صالحة للعيش من بعدك. إن القراءة في الحقيقة ما هي إلا حرية حقيقية. ولكن الكتابة تعطيك الحرية الأكبر، لكونك المتلاعب باللغة والكلمات، لأنك هنا الملك المتربع على عرش أفكاره التي يشكلها ويدونها كما يريد ويحب، ليخرج في نهاية كتابته بتحفة فنية يستمتع بها عقول كل من يتداول تلك التحفة الثرية والملهمة. إن للكتابة طرقا عدة، كما أن للقراءة طرقا أوسع وأكبر مساحة تمنحك الكتابة بجمال لا متناهي وسحر يسلب لب القلب، ومرونة كتابية، وتدفقا، وسريانا في أفكارك وسيولة تجعلك حرا وعازفا باللغة ومتناغما مع فكرتك التي تكتبها في أن تكون واضحة وصافية وعميقة، فلا تتخلى عن مساحتك في أن تخصص لعقلك أن يقرأ حزبا يوميا تُقسمه كيفما تحب وتشاء شرط أن لا تتخلى عنه كي لا تتعرى بلغة سطحية تجعل منك كاتبا هشا. وكن مدركا بأن الكتابة هي أقوى وسيلة لبقاءك حيا حتى وإن لم يعرفك أحد شخصيا، فحروفك كفيلة بأن تنفض احساس العالم، أو تمسح على قلوبهم، أو حتى تضمد جراحات من تعرف ولا تعرف. إن الكتابة أشبه بالقوة العظمى التي تمنحك أن تحط عن راحلة عقلك وقلبك وكل ما يجول في نفسك وخاطرك فتخرج من بعد هذا قويا ومتزنا ومنسجما مع كونك وذاتك. إن كل بيتٍ يخلو من مكتبة لا أعتب على أهله في سطحية عقولهم، ولا أستنكر قلة الوعي لدى كبارهم الذين وللأسف يورثون ذلك لصغارهم، ليعيش كل من يقطن في هذا البيت في صراع وهمجية وفوضى من كل النواحي سواء الفكرية أو النفسية أو الثقافية أو حتى في أبسط الامور في ادارة الذات والوقت والقدرة على التواصل مع المجتمع بثقة وقدرة تعبيرية متزنة وواعية وناضجة. إن كل من لا يقرأ يحكم على نفسه بسجن ذاته في ذات مظلمة تقوده ناحية الجهل والأفكار العبثية الغير مجدية لا نفعا ولا قيمة تمنح الروح والعقل سواء وصلاحا. إن كل قارئ هو في الحقيقة مستثمر لذاته ووقته، وذكيا لكونه مسافر على مدار العام في عقول ثرية تشدُ خيوطه لينطلق في عالم تطوير داخله ليبذر في أرض روحه جمالا ينضح للكون بجمال لا يفقده بهجة الحياة. وتذكر جيدا بعد كل رحلاتك في القراءة ومهما بلغ بك من قراءة وإطلاع أنه ليس كل قارئ يكون مصرحا له بأن يؤلف ويكتب! نصيحة أخيرة أيضا أربت بها على كتف كل كاتب بحب كبير لأقول : انتقِ كتبك كما تنتقي طعامك، فلا يلزم هذا العالم مزيدا من الكتب الاشبه بالاطعمة السريعة التي لا تضيف للعقول سوى الهشاشة والركاكة. أعود لأقول أني مع النشر والتأليف ولكن للذي يستحق أن يُنشر، وأكثر ما يقلقني هو أن يتحول الجميع لكّتاب ومؤلفين ولا يبقى قارئٌ واحد كي يقرأ ما يكتبه الاخرون الذين تحول جميعهم لكتّاب!
إنشرها