الاستشراف .. حلم أم حقيقة ؟!

الاستشراف .. حلم أم حقيقة ؟!

الاستشراف عبارة عن محاولة لاستكشاف المستقبل وفق الأهداف المخططة باستخدام أساليب تعتمد على قراءة الحاضر والماضي, أو أساليب كيفية استنتاج أدلتها من الآراء الشخصية القارئة لمجرى الأحداث ومن المختصين بالبحث في علم المستقبل, ومن الأسس لهذه الأبحاث والاستكشافات أن تعتمد على المتغيرات التي يمكن أن تحدث, فهي عملية لا تهدف إلى إصلاح الماضي, ولا إلى تقليص أخطاء الحاضر, وإنا ترتكز بشكل أساسي على الصورة المثلى للمستقبل بحيث ينفذ على أرض الواقع من خلال عملية التخطيط, فالتخطيط لا يسعى إلى إصلاح الحاضر وإنما يستفاد من أخطاءه وكذلك نجاحاته, ويتم من خلالها التركيز على نتائج المستقبل وإمكانيات تحقيقها من أجل غدا أفضل . فعلم المستقبل يحتاج إلى منهج يسير عليه يتسم بالشمول والاستقراء وتقدير الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة ووضع الاستراتيجيات والاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي والتراكم المعرفي لرسم السيناريوهات المستقبلية. ومن خلال الاستقراء في الدراسات والأبحاث الاستشرافية نجدها تتفق على هدف واحد وهو تحسين إمكانيات وظروف المستقبل الإنساني,ولا يمكن أن نرى نتائج هذا التحسين إلا بالتطبيق والعمل على تحويل الرؤى إلى أهداف محققة ذات نتائج ملموسة تسهم في صنع المستقبل, فالحديث عن المستقبل من غير تطبيق وتفعيل لتلك الدراسات,حلم في عالم الخيال لن يتحقق مادام على هذه الوتيرة. فالأحلام والتطلعات في الدراسات المستقبلية لا يمكن أن تتحقق إلا بعد الجد والاجتهاد وبذل الطاقات وإنشاء فريق مبدع لمجموعة من المختصين في هذا المجال ليقوموا بتطبيق تلك المناهج والأساليب والتقنيات ليصبح الحلم حقيقة في أرض الواقع, وخاصة في المجتمعات الإسلامية الذي أصابها الفتور والضعف والتراجع ولا يمكن إعادة عزة التراث الإسلامي وحضاراته بشكل يواكب واقعنا المعاصر إلا بالعمل والمثابرة وبذل كل الطاقات الفكرية والمعنوية والمادية في ذلك, وهذا باب من أبواب خدمة هذا الدين والسعي بعلوه وعزته.
إنشرها

أضف تعليق