مطابخ الألمونيوم: غش في المكونات وتلاعب بالقياسات وتزييف بلد المنشأ

مطابخ الألمونيوم: غش في المكونات وتلاعب بالقياسات وتزييف بلد المنشأ

أبدى عدد كبير من المستهلكين لمطابخ الألمنيوم استياءهم الشديد من مصانع المطابخ، وذلك لتعرضهم للغش فيها بشكل كبير رغم تحرزهم منها، خصوصا أن المطابخ تعتبر من السلع الأساسية التي لا يكاد يخلو منها أي منزل، وأرجع المستهلكون ذلك التلاعب والغش من مصانع المطابخ إلى استلام مستحقاتهم بالكامل قبل التركيب، وأن ذلك فيه إجحاف لحق المستهلك وناشدوا الجهات المسؤولة بسرعة التدخل لحل المشكلة. "الاقتصادية" بدورها التقت عددا من الأفراد المستائين من مصانع المطابخ الذين كان لهم سابق تجربة بها، حيث قال خالد السلامة إن المطابخ من أكثر أنواع الأثاث مشاكل بالنسبة له، حيث إنها تتكون من عدد كبير من المواد الأساسية التي لا يميز غالب الناس بين الجيد والرديء منها، ومع أن لديه الوعي بالمواصفات الجيدة والسيئة للمطابخ من خلال سؤاله للناس، إلا أنه مع ذلك لم يسلم من المشاكل التي يواجهها الكثير مع مصانع المطابخ، واعتبر التأخير والمماطلة في موعد التركيب والصيانة من أهم المشاكل التي واجهها مع مصانع المطابخ، إضافة إلى أن الصيانة لا تقدم إلا بمقابل مع أنه من المفترض أن تكون مجانية داخلة في الضمان، إلا أن الضمان وسيلة لجذب الزبون لا أكثر، إضافة إلى أن المصانع لا تتقيد بنفس المواصفات الدقيقة لأنهم قد أخذوا مستحقاتهم بالكامل قبل التركيب. المستهلكون: من يحمينا؟ وأضاف السلامة أنه ليس لديه المعرفة بالجهة المخولة لاستقبال شكاوى المستهلكين للمطابخ غير أنه يعرف أن لدى شيخ المطابخ (أحد المطابخ القديمة الواقعة على طريق الأمير سلمان) دورا يقوم به في هذا الشأن كما هو الحال لشيخ المعارض في معارض السيارات. وأشار السلامة إلى أنه غير مستعد للمطالبة بحقه، متى ما كانت المشكلة أو الخلل في المطبخ بسيطة وخصوصا أنه لا يكاد مطبخ يخلوا من المشاكل أو النواقص "حسب ما أسمع وما أعرف". ومن جهته اتفق عبد الله السعيد –مستهلك- مع ما ذهب إليه السلامة من خلال تعرضه للغش والمماطلة من مصانع المطابخ التي تجاوزت الشهر مع كونه حريصاً ومتحرزاً من ذلك من خلال استفساره من العمال في معارض المطابخ عن المواصفات الجيدة والسيئة فيها، وأوضح أن الكثير من الأمور التي يجهلها اتضحت بعد تركيب المطبخ، حيث كان هناك إخلال بأحد المواصفات المهمة المتفق عليها وكذا بعض المواصفات الدقيقة. ونصح السعيد جميع المستهلكين للمطابخ بضرورة توقيع عقد مفصل لما تم الاتفاق عليه مع المصنع وأخذ نسخه منه إضافة إلى نسخة من تصميم المطبخ. وأضاف السعيد أن ليس لديه معرفة أكيدة بالجهة المخولة لاستقبال شكاوى المستهلكين غير أنه قدم شكوى لمركز شرطة الحي الذي يسكن فيه وفوجئ برفض استقبال الشكوى بحجة أن المشكلة وقعت في حي آخر، ولم يواصل شكواه بعد ذلك لإحساسه بأن المشكلة ستأخذ حيزا أكبر من حجمها. وأكد السعيد أن السبب الرئيسي للمشاكل التي يعاني منها المستهلكون من غش ومماطلة مصانع المطابخ راجعة لدفع قيمة المطبخ بالكامل قبل التركيب، وأن ذلك يستدعي تدخل الجهات المختصة لوضع حد فاصل لذلك يضمن حق المستهلك. مديرو المصانع يعترفون: الغش موجود ولم تكن كلمة أصحاب المعارض غائبة حيث قال أبو راكان -مدير معرض لبيع المطابخ- إن الغش والتلاعب في المطابخ انتشر بشكل كبير في السنوات الأخيرة خصوصا في الوقت الذي أصبح فيه المستهلكون يبحثون عن السلع الرخيصة دون الاعتبار كثيراً لجودة السلعة؛ نظراً لأنه ليس لديهم المعرفة الأكيدة بالمواصفات الجيدة والسيئة. وأضاف أبو راكان أن الكم الكبير من المواد التي تتألف منها تركيبة المطبخ زاد من انتشار ظاهرة الغش في المطابخ عن غير من السلع، فتركيبة المطبخ المكونة من الألمنيوم،الفورميكا، الرخام، المفصلات، المسكات، الزجاج، الكورنيش، المظلة والسبورلايت قابلة للغش في جميع هذه المكونات الأساسية للمطبخ، بالإضافة إلى المواد التكميلية كالسلة الدائرية، شبك الصحون، الترولي ( سلة كبيرة داخل الدولاب الطويل لحفظ بعض الأغراض) والشفاط وغيرها وهي تضاف للمطبخ على حسب الطلب وهي أيضاً قابلة للغش إلا أن لدى الزبون إمكانية اختيارها وتركيبها من مكان آخر. المواصفات الجيدة ومن جانبه قال عبد الله المحروس -مدير معرض مطابخ- إن الغش في الرخام من أهم أنواع الغش وأكثرها تأثيراً على المطبخ، فالرخام الصناعي فيه الأمريكي والصيني ولكل منها أنواع، فالصيني منه ما هو صب كامل وما هو قشرة والأخير يتأثر بالخدش وبالتالي يتغير لونه عندما يظهر البودر الذي تحت القشرة، والزبون لا يطلب القشرة إطلاقاً وإنما توضع من دون علمه، وأفضل أنواع الرخام الصناعي الصب الكامل 1،5سم من النوع الأمريكي. وأضاف المحروس أن الفورميكا أيضا من المواد المعرضة للغش والتي لا تقل أهميتها كثيراً عن الرخام، فيوجد منها الهندي، السوري، المصري والصيني وأفضل هذه الأنواع الهندي ويبلغ سعر اللوح بـ 63 أو 73 ريالا، وسماكة الفورميكا تختلف من 1،5 إلى 3 مل والأفضل ال 3 مل والغالبية من مصانع المطابخ يركبون ال2 مل. وذكر المحروس أنواع الغش في المفصلات وهي: الصيني والإيطالي، والأخير بلا شك يعتبر الأفضل حيث إن الصيني يحتاج إلى شده بعد شهور قليلة من تركيبه ويتطور ذلك حتى يتم تغيره، والمشكلة أنه يوجد في السوق ما هو صيني وقد كتب عليه ما يوحي بأنه إيطالي، ويبلغ سعر المفَصل الإيطالي الذي يفتح 180 درجة ب3،5 ريال و90 درجة ب1،15 ريال والصيني بـ 65 هللة. وزاد المحروس الغش في الزوايا سواء زوايا الدواليب أو المطبخ بالكامل، فمنها الألمنيوم ومنها البلاستك ويعتبر الألمنيوم الأفضل بدون أدنى شك حيث يعيش فترة طويلة بعكس زوايا البلاستك. تلاعب بالقياسات ومن جهة أخرى أوضح محمد موسى -مدير معرض مطابخ- أن هناك طريقة غش واحتيال أخرى لا يتنبه لها الكثير من الزبائن تتعلق بكيفية حساب الأمتار فبعض المعارض يحسب 10 أمتار بـ30 مترا فيحسب الرخام لوحده والألمنيوم السفلي لوحده والعلوي لوحده. والبعض الآخر يتخذ طريقة أخرى في هذا النوع من الغش، فبعد حساب الأمتار يضيف عليها الزوايا الواحدة منها بـ1،5 متر في حين أن الزوايا تحسب بمتر واحد ويضيف أيضا الدالوب الطويل بـ 1،5 متر في حين أنه يحسب بمتر واحد ويضيف كذلك الأدراج الأربعة بـ 1.5 متر، و الطريقة المفترض اتباعها أن يحسب كل زاوية بمتر ويضيف عليها المجلى فقط في الرخام الصناعي. وطريقة الغش في حساب الأمتار التي غالب ما تتبع في السوق هو أن يعرض صاحب المعرض المتر بأقل من سعره المفترض بـ 250 إلى 400 ريال وذلك ليكسب الزبون وبعد استلام المقدم الذي يبلغ على الأقل 50 في المائة من قيمة العقد يبدأ بإضافة بعض المواد الأساسية في المطبخ على عدد الأمتار التي تم حسابها من قبل، فيحسب الزجاج بـ500 ريال والمسكات بـ500 ريال والدولاب الطويل بـ1،5 متر والزاوية بـ1.5متر والأدراج 1،5متر والكورنيش بمترين والقاعدة بمترين، فيتحول عدد الأمتار من عشرة أمتار إلى 30 مترا، دون أن يعي الزبون ذلك، خصوصا أن المصنع لا يوضح ذلك إلا بعد تسلم العربون حتى لا يتمكن الزبون من التراجع.
إنشرها

أضف تعليق