تحذير من نشرات مجهولة تروج لخلطات عشبية ضارة

تحذير من نشرات مجهولة تروج لخلطات عشبية ضارة

تظهر بين الفينة والأخرى بعض النشرات التي تزعم اكتشاف خلطات عشبية لديها القدرة –بإذن الله- على شفاء بعض الأمراض المستعصية، ويتطوع بعض الأشخاص في نشرها بحسن نية اقتناعا بما فيها ورغبة في نشر الفائدة كما يظنون، وربما نشرها أشخاص يستفيدون منها ماديا كبعض أصحاب محلات العطارة ومن يتاجر في الأعشاب والخلطات دون تصريح رسمي. ويحاول كاتبو هذه النشرات بث الثقة في نفس المستهلك من خلال استخدام بعض الآيات أو الأحاديث أو العبارات التي تدغدغ العاطفة الدينية لديه وتجعله ينفي صفة التلاعب أو الكذب عن كاتب النشرة أو موزعها. وتتشابه تلك النشرات في كون غالبها مجهولة المصدر وتزعم رضا الأطباء والمختصين عن مكوناتها وفاعليتها دون ذكر لأسماء أولئك الأطباء، إضافة إلى حث المريض على التوجه إلى محلات العطارة لشراء مكونات الخلطة المزعومة، الأمر الذي يضع محلات العطارة في دائرة المتهمين بترويج هذه النشرات. وحول هذه النشرات ومصداقيتها تقول لـ "الاقتصادية" الدكتورة هيا الجوهر رئيسة قسم الأجهزة والدراسات في المختبر المركزي لتحليل الأدوية والأغذية بوزارة الصحة أن بعض المرضى يجربون بعض الوصفات أو الخلطات وبمجرد تحسنهم يسارعون إلى نشر تلك الوصفات بين الناس عن طريق الحديث أو كتابتها في منشورات سواء كانت تلك الوصفات سببا في تحسنهم أو كان التحسن لأسباب يجهلها المريض. وتشدد الجوهر على خطورة هذا العمل بسبب الأضرار الجسيمة التي قد تحدث لمستخدمي هذه الخلطات التي لا تناسب أي إنسان خصوصا أن ادعاء البعض أن الأعشاب الطبيعية إن لم تنفع فهي لا تضر مقولة ثبت خطؤها. فالعشبة لها وقت محدد للاستخدام، وبعضها يضر في حالة استخدامها في غير وقتها، وورد في كتب الطب القديم التي تبحث في الأعشاب أن تفاعل الشخص مع المواد العشبية يختلف من شخص لآخر مثلها مثل الأدوية الحالية، فقد تجد دواء يستفيد منه إنسان بينما لا يستفيد منه شخص آخر، وكذلك تختلف من حيث سميتها، وبعضها سام في ذاته، وأيضا تختلف من خلال تداخلها مع الغذاء وأخرى لا تؤخذ في حالات مرضية معينة. وترى الدكتورة الجوهر أن من يملك زمام هذا الموضوع هم أصحاب الاختصاص وذوو الخبرة من صيادلة وأطباء مختصين وأطباء شعبيين موثوق بهم تحت مظلة الهيئة السعودية للغذاء والدواء لكي نتمكن من وقف هذا السيل الجارف من الوصفات والفوائد المزعومة لبعض الأعشاب إضافة إلى بث الشائعات التي تضخم من مخاطر بعض الأدوية والمنتجات الغذائية. وتقترح الجوهر على الهيئة السعودية للغذاء والدواء (كونها الجهة المسؤولة حاليا عن صحة وسلامة المواطن والمقيم ) القيام بخمس خطوات للسيطرة على ظهور هذه النشرات والوصفات: 1- تكوين لجنة دراسة مثل هذه الوصات نظريا. 2- جمع المعلومات من خلال تعميم استبانة على كل المستشفيات والمراكز الصحية والوحدات الصحية تسجل فيها الحالات التي ثبت شفاؤها باستخدام الخاطات وإثبات ذلك بالوثائق. 3- تخصيص هاتف مجاني لاستقبال بلاغات عن هذه الوصفات ومصادرها، فالخطورة لا تكمن في كيفية التداوي بالأعشاب بل في جودتها وخلوها من المضافات والمعادن السامة وخلطها بالأدوية، وتوضح الجوهر هنا أن ما يأخذه المريض في شهر يعالج من آثاره في سنة، وتؤكد أنها قد واجهت حالات كثيرة تعاني من فشل كلوي وتليف كبدي وارتفاع في سكر الدم وأحيانا تصل إلى الوفاة بعد استخدام خلطات من الداخل والخارج وخاصة: (إندونيسيا والصين والهند والبحرين والإمارات). 4- عمل تجارب على الحيوانات لإثبات فائدة أو سمية هذه الخلطات؛ لأن التحليل الكيماوي لا يمكنه الجزم بفائدة هذه الخلطات ما لم يدعم بالتجربة والدراسة. 5- بعد أن يتم إثبات ما سبق يتم عمل دراسات سريرية على متطوعين تحت إشراف طبي دقيق، وبدلا من أن يجعل المريض من نفسه حقل تجارب بدون متابعة يشرف عليه من يراقبه ويحمي صحته. ولكي يكون هناك سند قانوني للقضاء على هذه الظاهرة تقترح الجوهر استحداث سلطة تنفيذية تعاقب كل من يروج لمثل هذه الشائعات والخلطات، وخصوصا في ظل الوضع الحالي الذي سمح لكل من لديه خلاف أو اعتراض على منتج معين بتصفية خلافاته عن طريق رسالة جوال لا تكلفه شيئا لتنتشر بين الناس انتشار النار في الهشيم ويكون الرد عليها بعد ذلك بطيئا وباهتا.
إنشرها

أضف تعليق