Author

رجاء صلوا النقاط

|
إن الصخرَ أشد الموادَ تكثّفا وعتامة، وبالضغط الهائل في ظروف حرارية قاسية تتغير مع الزمن جزئياته ليتحول لألماسٍ صلبٍ شفّافٍ يمرر النور. نسأل الله أن يخرجنا من أزماتنا ومحننا أفراداً ومجتمعاتٍ ودولاً أصلب وأشفّ كالألماس. .. ما الذي يحصل؟ لن أنظِّر عليكم، فقط أتمنى من كل من يقرأ هذا أن يصل بين النقاط، ويصل لاستنتاج كلي. ــ ملحظُ عام: عجيب أنه ولا قضية عربية تأخذ مداها الإعلامي والتأثيري عبره كاملا. قضية فلسطين وهي محور قضايانا يُعَتّم عليها دائما بأحداثٍ متوالية: أخبار الربيع العربي، وهياج الجماهير واحتجاجاتها في دول الربيع، وأحداث سورية. وصرنا لا نسمع عن القضية إلا لمّا تلحّ بالظهور. وكذلك عُتِّم على قضية سورية مع أحداث مصر.. وهكذا. هذه نقطة أولى. ــ مصر، أكبر الدول العربية وصاحبة التاريخ الأثيل والتأثير الذي يملأ العين في كل متر في هذا العالم العربي، تعاني. وعندما يعاني قلبُ الجسد الكبير سيؤثر تداعيا على باقي الأعضاء فيُنقِصُ من قوة عناصر جودة الحياة والوجود. وتجد أن الذي أثار الزوبعة كلها هم ''الإخوان المسلمون'' (؟) والبدء هنا لا يعني أنهم السبب، ولكن كل ما صار يدور الآن في مصر هو حول مسألة ''أخونة'' القطر المصري. هل لو كان ''أحمد شفيق'' هو الذي فاز سيتجرع ما تجرعه السيد ''محمد مرسي''، أم لا؟ أم أنها أخطاء جسيمة جدا ارتكبها السيد ''مرسي'' المنتخب ديمقراطيا فلقتْ أرضَ مصر؟ ما الجرم العظيم الذي ارتكبته يا سيد مرسي؟ وهل أخطاء الأفراد تنسحب على كل الإسلاميين؟ الأعجب أننا كلنا مسلمون إسلاميون والآن صارت صفة ''إسلامي'' وصمة متلازمة للنقد العنيف.. أنا مع مصر بكل فئاتها، من أقباطها العريقين سكان مصر من الحضارات القديمة في حوض النيل، إلى باقي فئاتها. هل لأن كون ''إسلاميا'' في المنصب أثار الزوبعة، أم لأنه شخص أخطأ في إدارة منصبه، أكان إسلاميا أم علمانيا، أم بين بين؟ نقطة ثانية. ــ سورية: أعلنت فرنسا علانية أنها لن تقدم أي مساعداتٍ عسكريةٍ على الإطلاق لسورية. ما الذي غير الحماسة الفرنسية إلى هذا الموقف الجليدي؟ لنرَ، لقد ارتسم المشهدُ هكذا مع الوقت في الحالة السورية.. أهل القيافة والتمدن والاعتدال المدني هم المعارضة السورية في الخارج التي لا تملك تأثيرا مباشرا، وأهل القتال كما يظهرون في كل مشهد هم المسلمون الملتحون ــ واللحية هي رعب الغرب الأول، وغير الغرب ــ وهناك مركز عريق في إسرائيل يدرس المظهر الأنثربولوجي للعرب في العقيدة والسياسة والتقدم بأي أنواعه، أما دراساته التحذيرية عن ''المتعصبين الإسلاميين'' فهي تُرسل متتابعة لمكاتب الإنتلجنسيا الغربية، وإسرائيل بارعة في ذلك. والدعوة ''للجهاد'' أكدت ما تقوله إسرائيل والنظام السوري بأنه جهادٌ على كل الكفار وليس فقط على النظام السوري. هل كان على المقاومة والعلماء الشرعيين ألا يُظهروا نواياهم حتى لا يُمنع المددُ العسكري عن المقاومة السورية؟ أم أن هذا يجب أن يحصل لأنه الواقع، والواقع لا يُمنع؟ نقطة ثانية. ــ نشرت مجلة ''التايم'' الأمريكية في عددها الجديد لتموز (يوليو) تقريرا من أرض الواقع عن كوارث المسلمين في شرق آسيا، وأوردتْ قصصا تقشعر لها الصخور عما يقوم به البوذيون بالمسلمين ــ وتكلم التقرير عن ظاهرة انقلاب النساك البوذيين الذين عرف عنهم أنهم أكثر وداعةً من الحمام، إلى وحوش لا ترتوي من الدماء ــ والدماء هنا دماء المسلمين. وتقول ''التايم'' ــ وهي ليست مجلة ''إسلامية'' ــ متعجبة: أين الفعل الإنساني العالمي؟ ولماذا تمرّ المذابحُ بلا عقاب؟ والمسألة تعدت ''ميانمار''، فهناك مذابح في ''تايلاند''، وحتى بوذيي ''سريلانكا'' - تصوروا! - أسسوا حزبا بوذيا عنصريا للانتقام من المسلمين والمسيحيين، إلا أنه حتى الآن تركزت اعتداءاتهم على مساجد المسلمين. في الصين مذبحة منظمّة في الشمال؟ تتساءل ''التايم''، لم السكوت؟ بل لمَ السماح؟ نقطة ثالثة. خلاص، بس! لا أريد أن أثقل قلوبكم المتعبة بنقاط أخرى.
إنشرها