تناول الذرة العالية الفركتوز يرفع درجات السكري

تناول الذرة العالية الفركتوز يرفع درجات السكري

كشفت دراسة جديدة تشير إلى أن البلدان التي تستخدم كميات كبيرة من شراب الذرة عالي الفركتوز في طعامهم قد يساعد على تفاقم الوباء العالمي لمرض السكري من (النوع 2). وجد باحثون من جامعة أوكسفورد وجامعة جنوب كاليفورنيا نسبة 20 في المائة من السكان مصابين بمرض السكري في البلدان التي تستخدم التحلية الغذائية بشكل مرتفع مقارنة بالبلدان التي لا تستخدمها. والنتائج التي نشرت على الإنترنت لأول مرة في مجلة الصحة العامة العالمية في 27 تشرين الثاني (نوفمبر)، تكشف أيضا عن أن العلاقة بين شراب الذرة عالي الفركتوز و"الزيادة الكبيرة في انتشار مرض السكري" مستقلة عن الاستخدام الكلي من السكر ومستويات البدانة. ويقول المؤلف المشارك ستانلي يوليجاسزيك، مدير معهد علم الإنسان الاجتماعي والثقافي في جامعة أوكسفورد، في بيان تحليلي يوضح فيه أن "هناك علاقة إيكولوجية تشير إلى وجود مخاطر محتملة في المستويات العالية من استهلاك شراب الذرة عالي الفركتوز". السكروز وشراب الذرة يتم تصنيع سكر المائدة العادي من السكروز، والذي يأتي من قصب السكر أو بنجر السكر. ويحتوي السكروز على كميات متساوية من سكر الفواكه (الفركتوز) والجلوكوز، ولكن شراب الذرة لديه المزيد من الفركتوز مما يجعل شراب الذرة أحلى بكثير، ويساعد على تحقيق الاستقرار في الأغذية المجهزة. وتستخدم شركات الأغذية أيضا شراب الذرة لتحسين مظهر الأطعمة المصنعة مثل بعض المخبوزات لأنه ينتج اسمرارا أكثر اتساقا. من جهته يقول يوليجاسزيك: "يعتقد الكثير من الأشخاص أن الفركتوز هو سكر طبيعي صحي من الفاكهة، وهذا صحيح لأن الفركتوز الطبيعي موجود في الفواكه. على سبيل المثال: يتم إصدار عشرة جرامات أو نحو ذلك من الفركتوز في تفاحة ببطء بسبب الألياف داخل التفاح ولأن الفركتوز هو داخل خلايا التفاح". ويمضي في الشرح قائلاً "هناك أدلة على أن الجسم يكافح استقلاب كميات كبيرة من الفركتوز الذي لا يأتي من الفاكهة، وهناك خطر بحدوث مرض السكري من (النوع 2)"، لأن "الفركتوز والسكروز ليسا متعادلين في التمثيل الغذائي". كما أن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل استهلاك من شراب الذرة، بهدف الدراسة قام يوليجاسزيك وزملاؤه بتحليل البيانات على شراب الذرة عالي الفركتوز (شراب الذرة) المتوافر في 42 بلدا، حيث وجدوا أن 8 في المائة من الأشخاص في البلدان التي لديها استخدام أعلى من التحلية الغذائية يعانون من النوع 2 من مرض السكري مقارنة بـ 6.7 في المائة فقط في البلدان التي لا تستخدمها. بمعدل 25 كيلو جراما أو 55 "باوند" من شراب الذرة سنوياً، فإن الولايات المتحدة لديها أعلى معدل استهلاك للفرد من شراب الذرة، تليها المجر عند 16 كيلو جراما أو 46 "باوند" لكل شخص. كما أن في كندا وسلوفاكيا وبلغاريا وبلجيكا والأرجنتين وكوريا واليابان والمكسيك لديهم أيضاً نسب مرتفعة من استهلاك شراب الذرة للفرد. من جهة أخرى، فإن المملكة المتحدة، التي لديها معدل أقل من 0.5 كيلو جرام أو نحو 1.1 "باوند" للفرد، كانت من بين البلدان ذات المستويات الأقل من استهلاك شراب الذرة. ويقول يوليجاسزيك "هذا البحث يشير إلى أن شراب الذرة عالي الفركتوز يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من (النوع 2)، الذي يُعَدّ واحداً من أكثر الأسباب شيوعاً للوفاة في العالم اليوم". ويقول كبير المؤلفين مايكل جوران، أستاذ الطب الوقائي في كلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا: "هذه الدراسة تضيف إلى مجموعة متزايدة من الأدبيات العلمية التي تشير إلى أن استهلاك شراب الذرة قد يؤدي إلى عواقب صحية سلبية تختلف عن تلك من السكر الطبيعي حيث تمثل ضررا أكبر". استهلاك شراب الذرة يختلف بشكل كبير حول العالم يوضح يوليجاسزيك: "معظم السكان لديهم شهية لا تشبع تقريبا من الأطعمة الحلوة ولكن للأسف عملية الأيض لم تتطور بما فيه الكفاية لتكون قادرة على معالجة الفركتوز من شراب الذرة عالي الفركتوز في الكميات التي يستهلكها بعض الأشخاص". وأضاف "على الرغم من أن هذا الشراب قد يكون موجوداً في العديد من الأطعمة المعالجة والمشروبات، إلا أنه يختلف بشكل كبير من بلد إلى بلد أخرى". الولايات المتحدة هي أكبر مستهلك لشراب الذرة. بحلول نهاية القرن الماضي، كانت 40 في المائة من السعرات الحرارية من جميع مواد التحلية هي شراب الذرة، الذي كان أيضا التحلية الأكثر استخداماً في المشروبات الغازية في الولايات المتحدة. وقد لاحظ الباحثون أنه منذ رفع القيود على تصدير شراب الذرة من الولايات المتحدة إلى المكسيك في عام 2008، ارتفعت الصادرات "أضعافا مضاعفة". وقد وجدوا أيضاً استخدام شراب الذرة يختلف على نطاق واسع في الاتحاد الأوروبي، ويقترحون أن هذا قد يكون لأنه في حين يحدد الاتحاد الأوروبي حصص التجارة لشراب الذرة، هناك بعض البلدان، مثل السويد والمملكة المتحدة لا تستخدم حصتها كاملة، وبلدان أخرى، مثل المجر وسلوفاكيا، تقوم بشراء حصص إضافية من الدول التي لا تستخدمها. ويطالب الباحثون بتحسين وضع العلامات الخاصة بمحتوى الفركتوز وشراب الذرة في الأطعمة والمشروبات. وفي آخر دراسة أجريت أخيرا في المجلة الدولية للبدانة، استخلص الباحثون أن وباء البدانة ليس بسبب استهلاك شراب الذرة.
إنشرها

أضف تعليق