ارتداء الخوذة أثناء قيادة الدراجة يقلل خطر التلف الدماغي بنسبة 88 %

ارتداء الخوذة أثناء قيادة الدراجة يقلل خطر التلف الدماغي بنسبة 88 %

قال باحثون من جامعة جورجيا للعلوم الصحية إن من الممكن أن ترتفع نسبة استخدام الأطفال للخوذة الواقية أثناء قيادة الدراجات، وذلك نتيجة لبرنامج مدته 30 دقيقة للتثقيف الصحي حول إصابات الدماغ يعطى للمرضى أثناء وجودهم في المستشفى. قدم الباحثون معلومات خاصة حول الوقاية من إصابات الدماغ وحول جوانب السلامة المتعلقة باستخدام الخوذة الواقية أثناء قيادة الدراجات. وقد أعطيت هذه المعلومات إلى 120 مريضاً تراوح أعمارهم بين سن خمس سنوات إلى 18 سنة في المركز الطبي التابع لجامعة جورجيا للعلوم الصحية. وقد وجد الباحثون أن استخدام الخوذة ارتفع بنسبة 72.5 في المائة خلال الشهر الأول في أعقاب البرنامج، بعد أن ذكر في السابق 11 طفلاً فقط أنهم كانوا يرتدون الخوذة أثناء قيادة الدراجة كل مرة، ليرتفع العدد إلى 98 طفلا يرتدون الخوذات دائماً. وقالت رينيه هوبكنز، منسقة برنامج سلامة الأطفال في أمريكا، وهو برنامج محلي يهدف إلى وقاية الأطفال من الإصابات تحت رعاية قسم طب الأطفال في جامعة جورجيا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة المنشورة في مجلة طب أعصاب الأطفال: ''هذه خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح''. يشار إلى أن هوبكنز تعمل في تدريب الممرضات وتدرِّس سلامة ركوب الدراجات في المناطق السكنية المحيطة بالمركز الطبي للأطفال، وهي تفهم عدد الأطفال الكبير الذين هم بحاجة إلى تثقيف في مجال السلامة. وهناك طفل واحد فقط من كل أربعة أطفال من الذين تقع أعمارهم بين أربع سنوات إلى 15 سنة يرتدون الخوذة أثناء قيادة الدراجات، كما أن استخدام المراهقين للخوذات هو قريب من الصفر، وفقاً لبيانات من ''مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها''، وهي مؤسسة حكومية أمريكية تابعة لوزارة الصحة ومقرها في ولاية جورجيا. إضافة إلى ذلك تشير تقديرات المراكز إلى أن نحو 153 ألف طفل يعالَجون في أقسام الطوارئ في المستشفيات كل عام نتيجة لإصابات في الرأس يتعرضون لها أثناء قيادة الدراجات. وقالت هوبكنز: ''إن ارتداء الخوذة أثناء قيادة الدراجة يقلل بنسبة 88 في المائة من خطر التلف الدماغي الحاد نتيجة إحدى الإصابات. ونحن نريد إيصال وبث هذه الرسالة في موقع يمكن سماعها فيه. ويبدو لنا أن المركز الطبي للأطفال هو المكان المنطقي لذلك. حين أذهب إلى المدارس فإنني أجد الأطفال وليس الأهالي. وحين أذهب إلى لقاءات الأهالي والمدرسين فإنني أجد الأهالي وليس الأطفال. لكن في المستشفى نلتقي بالأهالي والأطفال في الوقت نفسه، ويغلب عليهم أن يكونوا أكثر استقبالاً للمعلومات الخاصة بالوقاية. هناك صدقية مفهومة حين يكون السياق ضمن مكان للرعاية الصحية''. وفي المركز الطبي للأطفال تلقى جميع المشاركين في الدراسة (البالغ عددهم 120 شخصاً) خوذة تستخدم أثناء قيادة الدراسة وكتيباً حول جوانب السلامة الأساسية في استخدام الخوذة. إضافة إلى ذلك، تم اختيار 58 شخصاً بصورة عشوائية بين المشاركين من أجل الحصول على حصة تثقيف إضافية حول إصابات الدماغ أثناء الجلسة، اشتملت على شرح للوظيفة الأساسية للدماغ وجوانبه التشريحية، إلى جانب عدد من التدريبات والشروح العملية، مثل مقارنة الدماغ بالبيضة. أووضحت هوبكنز: ''شرحنا للمشاركين كيف أن الدماغ يشبه البيضة، حيث إن قشرة البيضة تشبه الجمجمة، وبياض البيض يشبه السائل المحيط بالدماغ، وكان الصفار هو الدماغ نفسه، الذي كان محمياً من الجزءين الآخرين. ثم شرحنا لهم ماذا سيحدث حيث يتعرض الشخص لإصابة في الدماغ، عن طريق إسقاط بيضة على الأرض''. ''بعد ذلك استخدمنا قالباً من الجيلاتين لتمثيل الدماغ، من أجل مساعدة الأطفال في فهم شكل الدماغ ووضعه وملمسه. كذلك طلبنا من الأطفال أن يرسموا ساعة تُظهِر وقتاً محدداً على قطعة من الورق أثناء تثبيت أنظارهم فقط على مرآة كانت موجودة أمامهم، بهدف محاكاة الخلل الدماغي الذي يمكن أن ينتج عن إصابة في الرأس''. وبعد مرور شهر على البرنامج، قال 92.6 في المائة من الأطفال الذي تلقوا الشرح الإضافي حول التعامل مع الإصابات الدماغية إنهم ارتدوا الخوذة في كل مرة كانوا يركبون فيها الدراجة، مقارنة مع 82.8 في المائة من الأطفال الذين تلقوا حصة مختصرة عن استخدام الخوذة فقط. وبعد ثلاثة أشهر، كان 96.2 في المائة من الذين تلقوا الحصة الإضافية لا يزالون يرتدون الخوذة عند ركوب الدراجة، في حين أن نسبة المجموعة الثانية هبطت إلى 80 في المائة. وأشار الدكتور فيرنون بارنز، وهو إخصائي فيزيولوجيا في الكلية الطبية في قسم طب الأطفال في جامعة جورجيا للعلوم الصحية ومؤلف مشارك في الدراسة: إلى أن ''أكثر من 94 في المائة من الأطفال ذكروا أنهم لا يزالون يرتدون الخوذة في كل مرة يركبون فيها الدراجة بعد مرور ثلاثة أشهر. بالتالي فإن مجرد إعطاء الأطفال خوذة وكتيباً يشتمل على تعليمات السلامة أثناء وجودهم في المستشفى أحدث تغييراً هائلاً. لكن الحصة الإضافية كان لها حتى أثر أقوى، لأن أولئك الأطفال ظلوا يتمتعون بنسب احتفاظ عالية بعد مرور شهر وبعد مرور ثلاثة أشهر''. ورغم أن الأهالي كانوا موجودين أثناء الجلسة التثقيفية، إلا أن الدراسة وجدت أنهم لا يشكلون قدوة حسنة لأبنائهم، حيث ذكر 5 إلى 6 في المائة فقط منهم أنهم كانوا يرتدون الخوذة، وذلك عند سؤالهم في جلسة المتابعة بعد مرور زمن على الحصة. وترى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن من المرجح أن ترتفع نسبة الأطفال الذين يرتدون الخوذة إذا فعل أهاليهم ذلك. وحيث إنه لا توجد دراسات سابقة تقيم كفاءة برنامج الوقاية من إصابات الرأس خلال جلسات التثقيف الصحي أثناء وجود الأطفال في المستشفى، قال بارنز إنه يرغب في أن يرى مستشفيات الأطفال الأخرى وهي تجرب البرنامج مع مرضاها. وستكون الخطوة التالية هي التوصل إلى أفضل أنموذج تعليمي، بما في ذلك تقييم البرنامج لدى العيادات الخارجية لطب الأطفال. وقالت الدكتورة أليس ليتل كولدويل، وهي طبيبة أطفال في المركز الطبي للأطفال ومن المؤلفين المشاركين في الدراسة كذلك: ''إن محور طب الأطفال هو الوقاية من الأمراض والإصابات، بالتالي فإن من المنطقي مناقشة هذه الأمور أثناء عمليات التقييم الصحي التي تتم بشكل روتيني. وحين أكرس بعض الوقت مع مرضاي من أجل شرح هذه الأمور وما شاكلها، أعتقد أن هذا أمر مهم ومفيد تماماً''. وشدد بارنز على أن الاستعانة بمؤسسات الرعاية الصحية من أجل الترويج لارتداء الخوذة، ليس فقط في مستشفيات الأطفال، وإنما كذلك في مختلف أرجاء الولايات المتحدة، من شأنه أن يقلص بصورة لا يستهان بها عدد إصابات الرأس لدى الأطفال نتيجة حوادث الدراجات. يشار إلى أن الانخفاض في عدد الإصابات يعني انخفاضاً في تكاليف الرعاية الصحية كذلك. وقالت هوبكنز، التي غالباً ما تعطي الأطفال خوذات بالمجان من خلال مبادرات سلامة الأطفال في أمريكا، إن الخوذة العادية تكلف نحو 15 دولاراً. ووفقاً لبيانات من مراكز مكافحة الأمراض فإن التكاليف التي يتكبدها المجتمع نتيجة لحالات الإصابة أو الوفاة بسبب حوادث الدراجات تزيد على ثلاثة مليارات دولار سنوياً. ويقدر برنامج سلامة الأطفال أن تخفيضاً بنسبة 25 في المائة في حوادث الإصابة والوفاة لدى الأطفال نتيجة لحوادث السيارات يمكن أن يؤدي إلى توفير ما يزيد على 500 مليون دولار من التكاليف الطبية وفقدان الإنتاجية. وأضافت هوبكنز: ''في حين أن التكاليف مهمة، إلا أن الوقاية من الإصابات وإنقاذ الأرواح هي أكثر ما يهمنا في هذا المقام''.
إنشرها

أضف تعليق