فواز عسيري.. العقاري الذي لفظ الأسهم وجمع ثروته من الأطراف

فواز عسيري.. العقاري الذي لفظ الأسهم وجمع ثروته من الأطراف

كان لنكسة الأربعاء الأسود في تاريخ الأسهم السعودية، أبلغ الأثر في تحول مسيرة فواز عسيري، العقاري الذي لم يتخط في حينها العقد الثالث من عمره. تلك النكسة التي أتت على كل شيء في حياة السعوديين، دفعت بعزيمة العسري نحو التقدم، حيث لم تثنه عن مواصلة المسير والتعويض، تقدم في وقت أحبط فيه جمع كبير من المستثمرين في بورصة الاسهم، الذين عادوا بخفي حنين من ورائها. كانت سمات المرحلة إبان الانتفاخة التي واكبت ارتفاع الأسهم، مليئة بالأحلام، لامتلاك المسكن والحصول على مبلغ داعم ورديف لراتبه الذي يتقاضاه شهريا كمعلم والذي لم يتعد في حينه خمسة آلاف ريال سعودي. العسيري الذي رام هدفه وكسر الملايين العشرة الأولى، كمحصلة للسنوات التي أعقبت النكسة الشهيرة من الأسهم، بزغ نجمه في العقارات الطرفية لمكة المكرمة، بعيداً عن ''المركزية''، حيث وجه عسيري بوصلة الاستثمار نحو قطاع العقار لتحل مكة المكرمة كأول الخيارات الاستراتيجية في تلك المرحلة نظير اضطلاعه الدؤوب للاستثمارات العشرية التي كانت العاصمة المقدسة مهيأة لها. بقطعة أرض لم تتجاوز 20 ألف ريال سعودي كانت هي ما تبقى من زبد الأسهم، اشترى قطعته الأولى وتحديد في منطقة الحسينية والتي كانت تشتهر آنذاك بقطع الأراضي التي لا تحوز على صكوك شرعية، ولكن العسيري راهن على هذه المنطقة وما تكتنزه من استثمارات في قادم الأيام، حيث أتت أول تباشير الربح عندما استطاع أن يبيع قطعته الأرضية الوحيدة بمكسب تجاوز الضعف، لينطلق بعدها إلى فضاء البيع والشراء في تلك المنطقة. لم يستمع إلى صوت الكسب السريع والكثير، بل جعل نصب عينيه الربح القليل المتواصل، مع كسب الكثير من العلاقات التي جنت له رصيدا من الثقة التي كان يحوز عليها من قبل المتعاملين في العقار بتلك المنطقة، حتى بات من أفضل من يشتري ويبيع فيها. ''منطقة الحسينية'' التي شكلت نواة استثماراته كانت إلى وقت قريب تعتبر خارج حدود مكة المكرمة العمرانية، وكان معظم موظفي الدولة يحصلون على بدل النائي لافتقارها خدمة الكهرباء والبنية التحتية، إلا أن نظرة المستثمر العسيري فيها تعدت حواجز ''التموضع الاقتصادي'' ليدلف ببصره نحو استثمارات قصيرة المدى بطيئة الربح، إضافة إلى أن الأحداث الاقتصادية والعقارية التي مرت بها مكة المكرمة خلال السنوات الماضية القليلة من مشاريع تنموية ضخمة عززت مفهومه الاقتصادي وأدرك أن لا محالة نحو التمدد الطرفي والتي شكلت فيها منطقة الحسينية فرس الرهان بعد مخططات ولي العهد، حيث دب فيها العمران وعمليات الإنشاءات السكنية. يقول فواز العسيري، ''الصدمة التي عشتها من خسارتي في الأسهم، مثلي مثل الكثير من السعوديين، كان وقعها شديدا علي، ولكنني كنت مؤمنا بالله أولا ثم أن مثل تلك الانتكاسات لا بد أن يكون لها شقان، إما أن تحبط العزائم ومن ثم تجعلك في دوامة الحسرة ولن تقوم لهذا الشخص أي قائمة، أما الشق الآخر، فمثل تلك الانتكاسات يولد من رحمها النجاح، ولن يأتي هذا الأمر إلا بقوة الإرادة والتصميم على التعويض، وهذا الجانب هو ما ذهبت إليه، عندما خلوت إلى نفسي وجمعت أشتات أفكاري، ووجدت بحوزتي نحو ما يربو على 40 ألف ريال، هي ما تبقى لي من حطام هذه الدنيا''. يتابع العسيري حديثه ''كان لي البعض من الأصدقاء ممن يتعاملون في قطاع العقار وتحديد في الأراضي ذات الوثائق والتي لا تحوز على صكوك رسمية، وكانت هذه الانطلاقة بعد، حيث بدأت في الشراء والبيع حتى بدأت تنمو مدخراتي وثروتي، واتجهت إلى شراء الأراضي ذات الصكوك، والتي بعد فضل الله أولا وأخيرا انطلقت في عالم العقار والآن أملك مكتبا للعقار واستطعت أن أحوز شهادات رسمية في التثمين العقاري نظير خبرتي في هذا المجال''. دعم العسيري مجال تفوقه العقاري بدراسات تسويقية، حصل عليها عن طريق بعض المعاهد المتخصصة بإعطاء جرعات تدريبية في هذا المجال، سواء بالحضور الفعلي إلى مقار تلك الدورات أو عن طريق الشبكة العنكبوتية والتي استفاد منها العسيري أيما استفادة''.
إنشرها

أضف تعليق